الفريق أسامة عسكر يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    ارتفاع أسعار الفول والزيت وتراجع اللحوم اليوم الجمعة (موقع رسمي)    سها جندي: ندرس إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الراغبين في الهجرة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    إسرائيل تُعلن استعادة 3 جثث لرهائن من قطاع غزة    موعد مباراة الأهلي والزمالك لحسم لقب دوري المحترفين لكرة اليد    رسميًا| ميلان يعلن رحيل بيولي عن تدريب الفريق (فيديو)    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": انخفاض في الحرارة يصل ل 5 درجات بهذه المناطق    رفع 36 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    غدا، 815 ألف طالب يبدأون امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية 2024    معدية أبوغالب.. انتشال جثة "جنى" آخر ضحايا لقمة العيش    قرارات جمهورية هامة ورسائل رئاسية قوية لوقف نزيف الدم بغزة    في ختام دورته ال 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ألين أوباندو.. مهاجم صاعد يدعم برشلونة من "نسخته الإكوادورية"    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يطالب بالاستخدام الأمثل للموازنة الجديدة في الصيانة والمستلزمات السلعية    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    «الجيل»: التشكيك في المفاوضات المصرية للهدنة هدفها استمرار الحرب وخدمة السيناريو الإسرائيلي    مصرع 14 شخصاً على الأقلّ في حريق بمبنى في وسط هانوي    نائبة رئيس الوزراء الإسباني تثير غضب إسرائيل بسبب «فلسطين ستتحرر»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    أسعار الخضروات اليوم 24 مايو في سوق العبور    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    قطاع السيارات العالمي.. تعافي أم هدوء قبل العاصفة؟    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحارس الخاص لكمال حسن علي..شاهد علي حادث المنصة اللواء عادل عطية: مبارك صرخ عقب اغتيال السادات «مش أنا.. ماليش دعوة»

بعد ما أثير عن تورط الرئيس السابق محمد حسني مبارك وآخرين في اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فيما عرف تاريخيا بحادث المنصة التقت «روزاليوسف» مع أحد شهود العيان الذين شاهدوا الحادث عن قرب، وهو اللواء عادل عطية قائد الحراسة الخاصة بالفريق كمال حسن علي الذي تولي وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء في عهدي السادات ومبارك.
اللواء عطية كان ضمن شرطة حراسة الوزراء قبل أن تتحول لشرطة الحراسات الخاصة وتلقي تدريبات شاقة ومتنوعة بداية من فرق الحرب الكيماوية والصاعقة ومكافحة الإرهاب حتي حصل علي لقب معلم صاعقة.. وكل تلك المؤهلات جعلته مرافقا لحماية الشخصيات المهمة والوزراء في مصر مما جعله قريبا من دوائر صنع القرار وملازما لهم.
يحكي لنا اللواء عطية بعد ما يقرب من 30 سنة علي حادث المنصة ما حدث وما شاهد.
حدثنا عن مشاهدتك لحادث المنصة؟
كنت مكلفا بحراسة الفريق كمال حسن علي وزير الخارجية وقتها والذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء وكان تواجدي في المنصة أمرا طبيعياً بحكم عملي، وفي هذا في اليوم ذهبت وأخذت الوزير كمال حسن علي من منزله بمصر الجديدة إلي مكان العرض العسكري حيث كان مرتبا أن يبدأ العرض في الحادية عشرة صباحا تقريبا وكان يوم 6 أكتوبر الموافق يوم أجازة قبل وقفة عيد الأضحي بيوم وكانت إجراءات الأمن عادية حيث تم تقسيم الإجراءات الأمنية حول المنصة لثلاث دوائر الأولي تختص بها وزارة الداخلية وتبدأ من الشوارع المؤدية للمنصة ثم بعد ذلك الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية والدائرة الأخيرة والضيقة حول أرض العرض والمنصة ويتولي التأمين فيها الحرس الجمهوري بنصف ساعة وفي البداية جاء الرئيس السادات وتجول حول المنصة في سيارة مكشوفة وحيا الحضور والقوات التي تشارك في العرض وجلست في الصف تقريبا بعد الفريق كمال حسن علي في الصف الرابع واصطفت القوات في انتظار المرور في العرض العسكري وتم عزف السلام الجمهوري الساعة 11 وبعدها بدأ العرض.
وماذا بعد بداية العرض؟
بدأت المدفعية واستعراض لقائدي الموتوسيكلات وفجأة تعطل موتوسيكل ونزل العسكري السائق وقام بتشغيله ولحق ببقية مجموعته وبعدها بدأت حاملات الجنود والمدفعية وكانت منهم السيارة التي يستقلها خالد الاسلامبولي والذي كان يجلس بجوار السائق والثلاثة الآخرون حسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبدالسلام وهناك خدعة قاموا بها للتأكد أنهم في المكان الصحيح أمام السادات مباشرة لاغتياله لأن سيارتهم توقفت بجانب المنصة ونزل منها خالد الإسلامبولي فظن الجميع أنها تعطلت مثل الموتوسيكل، ونزل خالد الاسلامبولي بعد توقفها وفي حركة تمثيلية نظر إلي العجلة اليمين وعلي ما يبدو وجد أن السيارة لم تقف في المكان المطلوب وهو أمام الرئيس مباشرة فركب بسرعة وبعد أقل من عشرين متراً توقفت السيارة مرة أخري أمام الرئيس مباشرة فقلنا ربما تعطلت مرة أخري ولكن فوجئنا بالشخص الذي كان في الأمام بجوار السائق والذي اتضح فيما بعد انه خالد الإسلامبولي ينزل مسرعا ويخرج قنبلتين واحدة دخان والأخري صوت وألقاهما باتجاه المنصة للحظات كنا نحسب أن ما يتم هو «شو استعراضي» ولكن فوجئنا بالثلاثة الموجودين في الخلف يطلقون النار باتجاه المنصة وباتجاه الرئيس السادات الذي علي ما يبدو كان غير مستوعب أن هذه محاولة لاغتياله.
وما رد فعل مبارك في تلك اللحظات؟
حسني مبارك والمشير عبد الحليم أبوغزالة كانا يجلسان بجواره نزلا أسفل الكراسي وظل السادات واقفا يصرخ قائلا «بتعمل إيه يا ولد» وقام الأربعة بعد أن أطلقوا الرصاصات التي أصابات السادات وأدت لمقتله بالنزول من السيارة وتوجهوا إلي المنصة وظل اثنان يطلقان الرصاص أمام المنصة في حين حاول أحدهما الدخول للمنصة من ناحية اليمين فتقابل مع المصور الصحفي للرئيس السادات محمد يوسف رشوان الذي ألقي عليه الكاميرا في محاولة لاعاقته من الوصول للرئيس السادات فعاجله بدفعة من سلاحه الآلي أدت لمقتله علي الفور وفي هذه اللحظات كان الهرج والمرج والفوضي سيد الموقف فالجميع يجري في كل مكان والكل يسرع بالهرب.
هل كان يمكن إنقاذ الرئيس السادات وكم الوقت الذي استغرقه إطلاق النار؟
- لو كان هناك غفير معه بندقية خرطوش لكان استطاع وقف هذه المهزلة لان الأولاد لم يقابلهم أحد أو يتعامل معهم والغريب في الأمر أنه عادة في العروض العسكرية دائما ما تكون هناك حراسة من الحرس الجمهوري فوق سطح وأسفل المنصة كما كان يتم في العروض السابقة ولكن في العرض الأخيرالذي قتل فيه السادات كان هناك خلل امني رهيب يمكن توصيفه بأنه الإهمال الجسيم الذي يصل لحد التعمد فمنذ البداية دخل المسلحون إلي داخل العرض العسكري بأوراق مزورة للمشاركة في العرض وهذه مصيبة كبري واطلقوا الرصاص وتمكنت من مشاهدتهم لانني لم انزل أسفل الكراسي لأنه بحكم عملي لدي هدف يجب تأمينه وهو وزير الخارجية فكانت عيني عليه وفور انتهاء إطلاق النار أسرعت نحوه لكي أقوم بتأمينه في المكان الموجود فيه وإخراجه من المنصة وقد واجهتني صعوبات في الوصول إليه لدرجة أنني سقطت وسط الزحام خلال محاولات هرب الجميع وتم دهس يدي بالاقدام ورغم ذلك أسرعت وتوجهت إليه لاخراجه من المنصة.
هل شاهدت الرئيس السادات وهو ملقي علي الأرض بعد إطلاق النار؟
- بعد إطلاق النار شاهدت الرئيس السادات أسفل الكراسي يحاول بعض أفراد الحراسة حمله ورفعه من المكان غارقا في دمائه وكان بجواره الشيخ عبد الرحمن بيصار الذي كان يضرب كفا بكف من هول المفاجأة ونقل الرئيس السادات علي الفور بطائرة.. بعدها أسرعت لتأمين وزير الخارجية وإخراجه من المنصة وطلبت منه المغادرة وأسرعت لأخذه في سيارة جيب تابعة للمخابرات الحربية ومعه الدكتور أسامة الباز ونحن في طريقنا للسيارة وجدت نائب الرئيس وقتها محمد حسني مبارك وبجواره المشير أبو غزالة والناس تحيطهما لأخذهما إلي سيارة رئاسية سوداء وسمعت مبارك يصرخ: «مش أنا ماليش دعوة مش أنا والله».
وبعدها أخذت الفريق كمال حسن علي في السيارة الجيب ومعي الدكتور أسامة الباز وأسرعت بهما لمنزل الأول بمصر الجديدة جلسنا دقائق حتي جاءت سيارة وزير الخارجية إلي البيت وعرف منها أن الرئيس السادات تم نقله إلي مستشفي المعادي العسكري فذهبنا مسرعين إلي هناك وذهب وزير الخارجية إلي حجرة العمليات.
وكيف كان الوضع داخل المستشفي؟
كان المستشفي هادئا كالعادة وهناك كان الرئيس مبارك وجيهان السادات.
ذهبت أنا لقسم العظام لكي أبحث عن دكتور يعيد وضع أصابعي التي تم جذعها من تأثير بعض الناس الذين دفعوني وداسوا علي يدي بأقدامهم خرجت بعدها لأجد جيهان السادات تقول لمبارك والمشير عبد الحليم أبوغزالة والفريق كمال حسن علي "خلاص انتو إيه اللي مقعدكم كل واحد يروح يشوف شغله".. بعدها نزلت في الاستقبال لأجد في حجرة الاستقبال الصحفي موسي صبري يبكي بشدة وبجواره شخص لا أعرفه وكان موسي صبري يعرفني وقال لي خلاص الريس مات خلاص فقلت له شد حيلك البقاء لله.
وذهبت بعدها لألحق بالفريق كمال حسن علي في مجلس الوزراء وهناك وجدت الرئيس مبارك ومعه شخص من التلفزيون يقوم بتصفيف شعره وعمل ما يشبه الماكياج له وهو بدوره أرسل لبيته لكي يحضروا له بدلة جديدة ليستعد لالقاء خطاب وإعلان خبر وفاة الرئيس والذي تم فعلا في الساعة الثانية والنصف تقريبا.
من هم الأشخاص الذين تذكرهم وتوفوا أثناء الحادث؟
- المنصة كانت الأوضاع فيها غير عادية وذلك بعد اعتقال السادات لما يقرب من 2000 شخص من المعارضين لاتفاقية السلام أو الذين كان السادات يخشي معارضتهم له وكانت الجهات الأمنية وجهاز امن الدولة يعلم بان هناك محاولات لاغتيال أنور السادات وخاصة بعد أن تم إحباط محاولتين لاغتياله أثناء استقلاله للقطار في زيارته للمنصورة وأخري أثناء مؤتمر الحزب الوطني بجامعة القاهرة وكان ممكن إنقاذ أنور السادات إذا كان هناك خفير بخرطوش أسفل المنصة قابل المهاجمين وأوقفهم علاوة إلي أن هناك عدة تساؤلات يمكن طرحها عن أسباب غياب الحرس الجمهوري عن أماكنه المحددة والتي من المفترض أن يكون متواجدا بها فالطبيعي أن تكون هناك قوة من الحرس الجمهوري أسفل المنصة وأخري فوق سطح المنصة.
حديثك يدل علي أنك تشك في وجود تواطؤ من الحرس الجمهوري ومن أشخاص مفترض بهم تأمين الرئيس داخل المنصة؟
-لا أشكك في أحد لانني لا أملك دليلا ولكن من واقع مشاهدتي وحسي الامني يمكنني أن اقول أن ما حدث هو خلل أمني والاهمال الجسيم الذي يصل إلي حد العمد علاوة إلي أن المهاجمين الثلاثة الذين اشتركوا حسين عباس وعطا طايل وخالد الاسلامبولي دخلوا بأوراق مزورة.
وبعد اسبوع من حادث المنصة التقيت باللواء عليوة زاهر رئيس جهاز مباحث امن الدولة الذي أكد انه جمع جميع الافلام التي تم تصويرها من قبل التلفزيون المصري والايطالي وعمل لها عرضا بطيئا ولاحظ أن المشير أبو غزالة وحسني مبارك نزلا أسفل الكراسي أثناء محاولة المهاجمين الوقوف من داخل عربة المدفع وتصويبهم النار في حين أن الرئيس السادات ظل واقفا وهو يقول لهم «اية يا ولد» ولك أن تستكشف بنفسك ماحدث ورغم الخلل الامني الواضح فإنه تم التضحية باللواء النبوي اسماعيل وزير الداخلية واللواء عليوة زاهر رئيس مباحث أمن الدولة والاطاحة بهما فالشرطة دائما ما تكون الجانب الضعيف الذي يتم التضحية به رغم أنهما حذرا السادات بأن هناك محاولات لاغتيالك.
وهل منع حظر التجوال إقامة جنازة شعبية للرئيس السادات؟
- بعد وفاة السادات وفرض حظر التجوال توافدت الوفود الرسمية والعربية لحضور الجنازة وحضر معظم القادة العرب فيما عدا صدام حسين والامريكان وكل قادة إسرائيل ولولا فرض حظر التجوال لكانت جنازة السادات ستكون جنازة شعبية كبيرة ولكن حالة الخوف والرعب التي انتابت المواطنين منعتهم من المخاطرة بالنزول للشارع في ظل حظر التجوال.
جعلك موقعك كحارس لوزير الخارجية مراقباً لرد فعل الدول بعد الحادث.. حدثنا عن تحول سياسة هذه الدول؟
كانت الدول الغربية في حالة رعب وتخوف من سياسة مصر القادمة تجاه الغرب وتجاه إسرائيل وخاصة أن مفاوضات السلام مع إسرائيل لم تكن قد انتهت وكانت مازالت المشكلات عالقة واهمها مشكلة طابا.
وماذا عن مفاوضات طابا؟
- اكد اللواء عادل عطية انه من أوائل الاشخاص الذين شهدوا المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين لرسم الحدود النهائية عند طابا وكان ضمن أربعة أفراد ذهبوا للعلامة 101التي كان عليها خلاف في الحدود عند طابا بالقرب من شجرة الدوم الشهيرة وكنا في طائرة هليكوبتر إسرائيلية من تل أبيب ومعنا اللواء محسن حمدي من سلاح البحرية المصرية والسفير المصري في إسرائيل فوزي الابراشي ومعنا شارون وكان وزير دفاع اسرئيل وجنرال تامير مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية وشامير بالاضافة إلي الفريق كمال حسن علي وزير الخارجية الذي كان يخشاه الإسرائيليون لان أعصابه هادئة جدا وذكي وسريع البديهة وكان عنده مقدرة كبيرة علي حفظ الأرقام ويعد ضمن القلائل في العالم الذين تولوا منصب مدير المخابرات العامة ثم وزير دفاع ثم وزير خارجية ثم رئيس وزراء وكان الإسرائيليون يخشونه ويريدون ازاحته باي طريقة من أمامهم كمفاوض واظهاره أمام القيادة السياسية بمظهر يوحي بانه غير كفء للتفاوض حتي أنهم أثناء المفاوضات وبعد أن تم الاتفاق علي خطوات معينة في السير في التفاوض.
قال الإسرائيليون لكمال حسن انه عليهم الانتظار مدة اخري وعدم ابلاغ حكومتهم بما تم الاتفاق عليه كخطوات مبدئية لحين التأكد منها وتباحث كل وفد مع اعضائه وصدقهم كمال حسن علي ولم يبلغ القيادة السياسية وفوجئ بعدها باتصال من مبارك يوبخه علي عدم إبلاغه بما تم الاتفاق عليه لان الإسرائيليين أذاعوا تفاصيل المفاوضات عبر الإذاعة الإسرائيلية... وكنا نعلم أن الموساد زرع اجهزة تنصت في كل مكان بالفندق الذي كنا نقيم فيه بتل أبيب أثناء التفاوض ولذلك كان كمال حسن علي يتشاور مع المستشارين المرافقين له في صالة الفندق ونشغل الراديو حتي نشوش علي اجهزة التنصت الإسرائيلية.
هل تذكر شيئا آخر عما كان يتم مع الإسرائيليين بعيدا عن الغرف المغلقة؟
- بعد زيارتنا للعلامة 101 محل الخلاف أصر شارون علي أن يقوم بإعداد وليمة غداء للفريق كمال حسن علي ومرافقيه تقديرا منه له وذهبنا بالطائرة إلي منزل شارون في منطقة بئر سبع وكان ملحقا بها مزرعة كبيرة بها اسطبل خيول كبير ومهبط للطائرات وكان هناك شاب من فلسطين ضمن أفراد حراسة شارون وايضا فتاة عربية ضمن الخدم تقدم الشاي وكان شارون يضع حدوة حصان علي باب البيت عشان الحسد..
وكيف تلقي كمال حسن علي نبأ توليه لرئاسة الوزراء؟
- كنا عائدين من زيارة للرئيس السوداني النميري ونحن في الطائرة وقبل أن نصل للقاهرة وجدنا قائد الطائرة يقول للفريق كمال حسن علي مبروك يا افندم تم اختيارك رئيسا للوزراء خلفاً لفؤاد محيي الدين وبالفعل تولي الفريق كمال حسن رئاسة الوزارة ومن الاشياء التي اذكرها أن كمال حسن علي قال لي من هو الأصلح في رأيك لتولي وزارة الداخلية وخيرني بين اللواء أحمد رشدي واللواء كمال الحيني أو اللواء فاروق خير فقلت له أن اللواء أحمد رشدي الأصلح للمهمة فضحك وقال ولا عشان أحمد رشدي صديق لاخوك اللواء صلاح عطية وفي ليلة أربعين فؤاد محيي الدين التي كانت بمسجد عمر مكرم أعطاني خطابا وكان مفتوحا وقال لي إن به القائمة الخاصة باسماء الوزارة الجديدة وطلب مني أن اذهب بها لامانة مجلس الوزراء حتي يتم الاتصال بالوزراء الجدد ليقابلوه في اليوم التالي قبل أن يحلفوا اليمين وأنا في طريقي لمجلس الوزراء فتحت الخطاب وفوجئت باسم اللواء احمد رشدي وقد تم اختياره وزيرا للداخلية وكان صديقا للعائلة فذهبت له في منزله في ميدان روكسي بمصرالجديدة في الواحدة ليلاً واستقبلني بملابس النوم وكان غير مصدق للخبر وظللت معه حتي السادسة صباحاً ساهرين في شرفة منزله في انتظار أن يتم ابلاغه سواء من خلال التليفون أو مرسال مخصوص حتي انه كان يظن عند توديعه لي في السادسة اني كنت أضحك معه وقبل أنا أتركه اخبرته انه سياتي غدا لمجلس الوزراء ليقابل كمال حسن علي وسوف أساله تحب تشرب إيه وعليه أن يقول لي اشرب شاي وهذا ما تم فعلا وفوجئت به في العاشرة صباحاً في مجلس الوزراء ولا أعلم كيف أو متي تم اخباره او استدعاؤه وسألته تحب تشرب إيه يا احمد بيه فقال شاي يا عادل واخذنا نضحك نحن الاثنين.
هل تذكر اي موقف للواء احمد رشدي؟
- من المواقف الطريفة التي اذكرها أن احمد رشدي قرر تسريح جميع ضباط مباحث مصر الجديدة وتحويلهم لاعمال ادارية وضباط نظام بمن فيهم اللواء محمود وجدي وكان وقتها مفتش للمباحث وذلك بسبب سرقة محل الاحذية الموجود أسفل العقار الذي يقيم به احمد رشدي بروكسي وصدر القرار فعلا وكان سيتم تنفيذه لولا أن محمود وجدي وكان صديقا لزوج بنت كمال حسن علي طلب مني التوسط لدي أحمد رشدي لالغاء القرار وتدخلت فعلا وطالبت من أحمد رشدي إعادة محمود وجدي للمباحث مرة أخري ووقتها كان يرفض قائلا دي فضيحة إزاي محل ينسرق تحت بيت وزير الداخلية ده ناقص الحرامية يسرقوا شقتي واستطعت اقناعه بالتراجع عن القرار ويومها ذهبت مع محمود وجدي لمدير أمن القاهرة وقتها وأخبرته بالأمر وأن وزير الداخلية تراجع عن القرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.