وجه أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، خالص التعازي والمواساة للشعب المصري وأسر شهداء الوطن والقوات المسلحة المصرية والقيادة السياسية المصرية، في ضحايا العمل الإرهابي الغادر الذي راح ضحيته نخبة من أبناء الوطن العربي الكبير من الشعب المصري الكريم. وأكد الجروان، خلال كلمته في افتتاح أعمال جلسة البرلمان العربي، أمس الإثنين، إدانته الشديدة لهذا العمل الإرهابي الجبان، داعيًا أحرار الأمة إلى التصدي لهذا الظاهرة الدخيلة على أمتنا العربية والإسلامية. وأضاف "الجروان"، أن البرلمان يتابع تطورات القضية الفلسطينية، موضحًا: "شاهدتم جميعًا الانتهاكات الصهيونية الأخيرة من اقتحام متكرر لقوات الاحتلال الإسرائيلي لباحة المسجد الأقصى المبارك واعتدائها على المصلين من كبار السن بالضرب المبرح واعتقال عدد منهم في مخالفة صارخة لكل القوانين والتشريعات والاتفاقات الدولية". وأوضح: "طالب البرلمان العربي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى وردع العدو الصهيوني عن أي محاولة للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف". وجدد رئيس البرلمان العربي المطالبة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسئولياتهم وتمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية، متمثلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبالنسبة للقضية الفلسطينية، ثمن رئيس البرلمان العربي مواقف بعض الدول في أمريكا اللاتينية ضد الممارسات الصهيونية، وموقف دولة السويد التي أعلنت عن نيتها بالاعتراف بدولة فلسطين، كما ثمن غاليًا مواقف بعض البرلمانات في العالم وخص بالذكر البرلمان البريطاني والبرلمان الأيرلندي لتصويتهم رمزيًا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، كما دعا سائر البرلمانات لمحاكاة هذه المبادرة دعمًا لاستعادة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة التي نصت عليها كل القوانين والتشريعات الدولية. كما ثمن غاليًا دور الدبلوماسية المصرية في وقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وجهودها الحثيثة لتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار. وأشار "الجروان" إلى أن الاستقرار والأمن الداخلي هما مفتاح التنمية الشاملة الذي نعمل جميعًا من أجله تلبية لتطلعات الشعب العربي، وفي هذا الإطار فإن النزاعات الداخلية المتزايدة وتفشي ظاهرة الإرهاب، تعتبر العدو الأول والعقبة الأكبر في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب للتنمية المستدامة والحرية والحياة الكريمة". وفيما يتعلق بالإرهاب وتفشي ظاهرته قال: "إننا معكم نقف مجددًا وبكل قوة ضد تفشي ظاهرة الإرهاب المقيت والغريب على ثقافتنا العربية وديننا الإسلامي الحنيف، وإن تطورات الأوضاع في كل من سورياوالعراق تبعث على القلق المتزايد إزاء ما تحولت إليه الأمور وتأثيرات ومخلفات هذه الأزمة". وذكر: "ونحن إذ نقف ضد الإرهاب بجميع أشكاله فلابد لنا ألا ننسى معاناة الشعب العراقي المستمرة من هذه الأزمة، آملين أن يوحد العراق صفوفه ويعمل على تفعيل حكومته الوطنية الممثلة لكافة أبنائه، فهما السبيل الوحيد للاستقرار وتخطي هذه الأزمة". وعن الوضع السوري، قال: "وإننا إذ نكرر إدانتنا للمجازر المرتكبة ضد الشعب السوري الشقيق، نحمل المجتمع الدولي مسئولية استمرار صمته على ما يرتكب من مجازر ضد الشعب السوري، لمطالبته بحقه في الحرية والحياة الكريمة". وأكد أن حل الأزمة السورية، لن يتحقق إلا بوقف الاعتداء على الشعب السوري والتوصل لحلول تجمع أفراده وجعل مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع. وفيما يتعلق بالوضع في اليمن قال:"إن تطور الأوضاع في اليمن الشقيق واستمرار نزاعه الداخلي، يدعونا إلى الوقوف مع الشعب اليمني في أزمته الحالية"، وطالب جميع الأطياف في اليمن للانصياع لصوت العقل وتفعيل مبادرة الحوار الوطني للعودة باليمن السعيد إلى بر الأمان والاستقرار. وحول مستجدات الأوضاع في ليبيا قال الجروان:"إن العالم ينظر بقلق إلى الوضع الراهن في دولة ليبيا"، داعيًا إلى نبذ كل أشكال العنف والاقتتال، وبالأخص العنف ضد المدنيين والدبلوماسيين، والعمل على حل الأزمات بالتعاون والتضامن الوطني والمجتمعي، حفاظًا على وحدة ليبيا ومصلحة شعبها الأبي. وجدد الدعوة لمساندة جمهورية الصومال والذي عانى شعبه ويعاني إلى الآن من ويلات الحروب والإرهاب، وقال:"نما إلى علمنا أن هناك توجها لإغلاق بعض السفارات الصومالية في الدول العربية بسبب الظروف الصعبة الذي يمر بها هذا البلد مجددين دعوتنا لمساندته سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا". وشدد على إدانة كل أشكال التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية، كما جدد دعوة جمهورية إيران إلى التجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة في حل قضية الجزر الإماراتيةالمحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. واستطرد "الجروان":"إن عملنا في البرلمان العربي في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي يدعو إلى التفاؤل والأمل، وإنني أتوجه إليكم بالشكر على حضوركم ومساهماتكم في رسم هذه الصورة المشرقة من العمل العربي المشترك، وأتمنى أن تسهم جهودنا في نهضة أمتنا العربية وتخطيها أزماتها الحالية". وجدد التأكيد على أن تفعيل التعاون العربي العربي والعمل على توحيد الصف نحو شراكة نهضوية وتنموية شاملة ومستدامة ومتكاملة ما بين الدول العربية هو أنجح السبل للتغلب على التحديات الداخلية، وقال: "يأتي دورنا سويا كأعضاء في البرلمان العربي مهما". وأشار إلى أهمية تفعيل وتطوير هذه الشراكة النهضوية، وقال:"إنني أكرر الدعوة لكم جميعا إلى مضاعفة الجهود المخلصة لمناقشة القضايا الإنمائية والاجتماعية والوحدوية في وطننا العربي، سعيًا لإيجاد الحلول وتخطيطا لمستقبل مزهر وبناء، لتحقيق تطلعات الشعب العربي في النماء والتطور والازدهار".