أكد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي ان القضية الفلسطينية ، والتي هي جوهر الصراع العربي الصهيوني ، والقضية المحورية للأمة العربية ،لن يتوانا البرلمان عن الدعوة الى حلها حلا نهائيا وشاملاً، مجددا استنكار البرلمان العربي للهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد مدينة القدس ، وتغيير معالمها العربية ، وبسط السيادة الصهيونية عليها وشدد الجروان –في كلمته أمام اعمال الجلسة السادسة لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الاول للبرلمان العربي التي بدأت اعمالها اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية-على إن الكيان الصهيوني لم يتوقف يوما عن الاعتداء على الأراضي الفلسطينية ،موضحان ان الاعتداءات الصهيونية لازالت تتجدد متمثلةً في بناء يومي لمستوطنات غير شرعية على التراب الوطني الفلسطيني ضارباً بذلك عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ضد الاستيطان. وقال أننا لن ننسى حق أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني في الحرية والحياة على أرض وطنهم متمتعين بكافة حقوقهم الوطنية ،وأولها الحرية وانهاء الاحتلال. وحمل الجروان الكيان الصهيوني سلامة الاسرى المضربين عن الطعام ،مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الصهاينة من اجل الافراج الفوري عنهم. كما جدد مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل على رد على سياسات الكيان الصهيوني الغاشمة والمتحدية للشرعية الدولية من استيطان وتهويد للأراضي العربية وإرهاب للفلسطينين العزل والأسرى ،مطالبا بضرورة التوقف عن الكيل بمكيالين والعمل الفوري على تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية المتمثلةً في بناء دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف . كما قدم الجروان التهنئة للاشقاء في فلسطين على اثمار مسيرة المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي كانت مطلبا فلسطينيا وعربيا . مؤكدا دعم البرلمان لهذه الحكومة لما فيها من خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني في الوحدة وتدعيم القضية الفلسطينية محليا وخارجيا. وأكد ان البرلمان يقفُ مجدداً ، وبكل قوة ، ضد تفشي ظاهرة الارهاب المقيت والغريب على الثقافة العربية والدين الاسلامي أو المسيحي،مشددا على أن الصراعات والنزاعات الداخلية والعمليات الارهابية الجبانة لا تخدم سوى المخططات الخارجية الرامية الى زعزعة أمن البلاد وصدها عن النمو والتقدم والازدهار. ودعا الجروان الي ضرورة نبذ الارهاب ووقف النزاعات الداخلية المتزايدة وتوحيد الجهود للعمل صفاً واحدا بهدف التنمية لقطع الطريق على كل من تسوغ له نفسه العبث بأمن دول المنطة واستقرارها أو اشغالها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري ...وقال:إننا في البرلمان العربي وكممثلي الشعوب العربية ، يتوجب علينا أن نعبر عن صوت المواطن العربي الرامي الى الأمن والاستقرار والتنمية في وطننا العربي الكبير.. وان نعمل على تحقيق طموحات الشعوب العربية في النهضة والرقي والحياة الكريمة بما يسوغه لنا النظام الأساسي للبرلمان العربي. واضاف الجروان إن الاستقرار والأمن الداخلي هما مفتاح التنمية الشاملة التي نعمل جميعاً من أجلها تلبيةً لتطلعات الشعب العربي،موضحا إن النزاعات الداخلية المتزايدة وتفشي ظاهرة الارهاب هما العدو الأول والعقبة الأكبر في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب في التنمية المستدامة والحرية والحياة الكريمة. وعلي صعيد تطورات الاوضاع في سوريا أكد الجروان إن تطورات الأوضاع في سوريا ، ودخول مليشيات وأطراف متعددة في الأزمة السورية ، وانتشار نفوذهم في المنطقة والصمت الدولي ازاء هذه التطورات يبعث على القلق ازاء ما تحولت اليه الأمور هناك ،مجددا ادانته للمجازر المرتكبة ضد الشعب السوري الشقيق ....ومحملا المسؤولية للمجتمع الدولي على استمرار صمته على ما يُرتكب ضد الشعب السوري ، لا لشئ سوى أنه يرنو الى الحرية والحياة الكريمة. وبالنسبة للشأن العراقي دعا الجروان جميع القوى العراقية، الانخراط في حوار جدي شامل ، يفضي الى تحقيق توافق وطني لمواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها امن العراق . مؤكدا أدانة البرلمان لكافة الاعمال الارهابية ، بكافة اشكالها وصورها، وكل الممارسات التي من شأنها ان تهدد سلامة العراق ووئامه المجتمعي، كما دعا الى ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤجج الدعوات الطائفية المقيتة ، والتي ان استفحلت وسيكون لها تداعيات خطيرة ليس على مستقبل العراق فحسب، بل على مستقبل المنطقة باسرها، رافضين في الوقت نفسه أي تدخل خارجي من شأنه ان يعقد الوضع ويزيده سوءاً . وقال الجروان أن الأوضاع الأمنية في الشق الافريقي من وطننا العربي ، لا تقل أهمية عن تلك التي في الشق الآسيوي منه ،مدينا بشدة الهجمات الارهابية التي شهدتها الصومال ، وبالأخص تلك التي استهدفت مبنى البرلمان الصومالي ، لما تشكله هذه العمليات المقيته ، من أخطار جسيمة على أمن واستقرار وتنمية الصومال،مجددا الدعوة الى الحفاظ على أمن واستقرار الصومال ، وحماية المدنيين وبالأخص البرلمانيين وممثلي الشعب الصومالي ، كما ندد بانتهاك الحدود البحرية لدولة الصومال واستنزاف الثروات السمكية بغير وجه حق. كما أكد الجروان أن البرلمان العربي ينظر بقلق الى الوضع المتطور في دولة ليبيا الشقيقة ،داعيا الى نبذ كافة أشكال العنف في ليبيا وبالأخص العنف ضد المدنيين والدبلوماسيين. كما اكد ادانة البرلمان العربي لكافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية ،داعيا الى ضرورة اقامة علاقات اقليمية ودولية قائمة على أساس تبادل المصالح ونشر الأمن والاستقرار لما فيه المصلحة المشتركة بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية ،مجددا الدعوة لإيران إلى التجاوب مع مطلب دولة الامارات العربية في حل قضية الجزر الاماراتيةالمحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية. كما أكد دعم البرلمان بقوة لمبادرات الشراكة التي اطلقتها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت للشراكة مع جمهورية مصر العربية ،داعيا الى ضرورة التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملك المملكة السعودية الى مؤتمر الشركاء لدعم جمهورية مصر العربية.. ورحب بالمساعدة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -والتي بلغت ثلاثة مليار دولار امريكي لدعم الجيش اللبناني،مؤكدا على قرار قمة الكويت الذي اشار الى ضرورة المساهمة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني مادياً ومالياً لتمكينه من قيامه بواجبه الوطني الهام في الدفاع عن لبنان وصون أمنه واستقراره. وقال الجروان ان أنجع السبل للتغلب على التحديات العربية الداخلية ،من فقر وبطالة وضعف اقتصادي تفعيل التعاون العربي العربي والعمل على توحيد الصفوف نحو شراكة نهضوية وتنموية شاملة ومستدامة ومتكاملة بين الدول العربية ،وبما يحقق الأمن والاستقرار ويضمن للمواطن العربي الحياة الكريمة التي يتمناها.. ووجه الشكر للدكتور عبدالعزيز أبل رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان بمملكة البحرين الذي لبى دعوتنا إيمانا بأهمية دور البرلمان العربي التشريعي والرقابي على مؤسسات العمل العربي المشترك ، ومنها المحكمة العربية لحقوق الانسان ودعماً لتوجهات البرلمان العربي الرامية إلى عمل عربي مشترك.