في مثل هذا اليوم 22 أغسطس 1798م أصدر الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابارت قرارًا بإنشاء المجمع العلمي، الذي يضم مجموعة كبيرة من الكتب الأثرية والخرائط والمخطوطات. بدأت القصة عندما اتخذ نابليون قراره بغزو مصر، حيث كانت فرنساوبريطانيا في ذاك الوقت تتنافسان على حكم العالم وتوسيع إمبراطوريتهما، وكان نابليون وقتذاك شابًا عمره 29 عامًا، طموحًا يسعى لتحدي جديد يثبت به للعالم أن الأمبراطورية الفرنسية هي الأقوى والأوسع. كان هدف نابليون الأول من الحملة الفرنسية على مصر والشرق هو قطع الطريق ما بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند جوهرة التاج الملكي البريطاني وأيضا لإستغلال مواردها في غزواته في أوروبا. لم يكن نابليون مجرد قائد عسكري عظيم إنما كان يهتم أيضا بالفنون والآداب والرياضيات، وعندما دخل نابليون مصر أبهرته الآثار الفرعونية فقام بتكليف مجموعة كبيرة من العلماء والأدباء والفنانين بدراسة التاريخ المصري وتدوين وتصوير كافة الآثار والنقوش على المعابد المصرية كما أمر بإنشاء مجمع علمي بالقاهرة بهدف نشر العلم والمعرفة وتسجيل التاريخ وحفظه. أنشئ المجمع في القاهرة 22 أغسطس 1798م بقرار من نابليون بونابارت ،كان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859م وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري ثم عاد للقاهرة عام 1880م. وفي ديسمبر 2011م احترق مبنى المجمع بشارع قصر العيني في خضم الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011م وآتت النيران على 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع. كان الباعث على إقامة المجمع العلمي سببين، السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر" الذي يعتبر من أهم مقتنيات المجمع العلمي. وقد أورد المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في مؤلفه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار؛ واصفًا إنشاء المجمع العلمي وقتها قائلا:وهدموا عدة دور من دور الأمراء، وأخذوا أنقاضها ورخامها لأبنيتهم، وأفردوا للمدبرين والفلكيين وأهل المعرفة والعلوم الرياضية كالهندسة والهيئة والنقوشات والرسومات والمصورين والكتبة والحساب والمنشئين حارة الناصرية حيث الدرب الجديد، وما به من البيوت مثل بيت قاسم بك، وأمير الحاج المعروف بأبي يوسف، وبيت حسن كاشف جركس القديم والجديد، وأفردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناري، وهم المصورون لكل شيء، ومنهم أريجو المصور، وكذلك غيرهم من الأعيان، وعلقوا ذلك في بعض المجالس ساري عسكر، وآخر في مكان آخر يصور الحيوانات والحشرات، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها" وضم المجمع أربع شعب هي : الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وفى عام 1918م أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب، ومجلة سنوية. وفي ديسمبر 2011م احترق مبنى المجمع بشارع قصر العيني في خضم الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011م وأتت النيران على 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع.