شارف الشهر الفضيل على الانتهاء، وأيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، والذي يستقبله المصريون بصفة عامة والأقصريون بصفة خاصة، بعادات قديمة كل عام توارثوها عبر الأجيال، وعلى رأسها شراء أو عمل "كعك العيد"، والذي يُعد من أهم الطقوس التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يستعد مواطنو محافظة الأقصر لاستقبال عيد الفطر، وتبدأ الأسرة الأقصرية بتحضيره أو شراءه في العشر الأواخر من رمضان. ويختلف رمضان هذا العام عن سابقيه، فهو يأتى ويرحل وسط ظروف معيشية بالغة القسوة، عقب ارتفاع الأسعار، وقد قامت "البوابة نيوز" بجولة داخل أحد محال بيع الحلويات وكعك العيد للتعرف على أسعار الكعك والحلويات ومدى الإقبال عليها بنطاق المحافظة. حيث سيطرت حالة من الركود على الأسواق ومحال الكعك، والبسكويت بالأقصر، بعد أن شهدت أسعارهما ارتفاعًا كبيرًا بنطاق المحافظة عن العام الماضى، تجاوزت نسبته أكثر من 30 % بسبب ارتفاع أسعار الخامات من الدقيق والسكر والمكسرات، ولجأ المواطنون إلى شراء كميات قليلة حتى يكون هناك إحساس بطعم العيد، - حسب وصفهم -. وإذا نظرنا إلى أسعار حلويات عيد الفطر، خاصة الكعك والبسكويت، نجدها قد شهدت ارتفاعًا هذا العام بلغ أكثر من 30 % بالمقارنة بأسعارها العام الماضى، بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والسمن والمكسرات والسكر والتي ارتفعت عقب ارتفاع أسعار المواد البترولية، فضلًا عن تأثير منظومة التموين الجديدة على الأسعار، حيث بلغ سعر الكيلو جرام من البسكويت 35 جنيهًا، بسكويت سادة 28 جنيهًا، والكعك بالسكر 40 جنيهًا، وكيلو الكعك بالملبن 38 جنيهًا، وبالمكسرات 50 جنيهًا، وبالعجوة 28 جنيه، والبيتى فور 42 جنيهًا، فيما بلغ سعر تشكيلة كعك العيد 38 جنيه. ويقول أحمد على، عامل بأحد محال بيع الحلويات وكعك العيد بالأقصر: إن ارتفاع أسعار الدقيق والسكر والمكسرات هذا العام ليس له مثيل، وانعكس ذلك على أسعار الكعك والبسكويت الذي لم يجد أي إقبال يذكر حتى الآن من قبل المواطنين، مشيرًا إلى أنه تم عرض منتجات العيد منذ نحو 7 أيام، ولا يزال إقبال المواطنين ضعيفًا على الشراء. وقالت هاجر محمود، من مواطني الأقصر، إن ارتفاع الأسعار والغلاء هذا العام قتل فرحتنا بقدوم العيد، التي ننتظرها كل عام، مرجعة عزوف المواطنين عن شراء البسكويت والكعك إلى زيادة الأسعار والعجز المادي الذي تعانى منه معظم البيوت الأقصرية، خاصة بعد إنفاق المخزون خلال شهر رمضان الكريم، لدرجة أن ربات البيوت عزفن عن صنع الكعك والبسكويت بالمنازل أيضًا، نتيجة لغلاء أسعار السكر والدقيق والزيت. فيما تقول زينب جمال، ربة منزل، "إن كعك العيد عادة مينفعش نقطعها حتى لو الأسعار مرتفعة، بس احنا لازم نشترى عشان نفرح الأولاد ونحس بطعم العيد"، مؤكدة على "وجود زيادة في الأسعار هذا العام في الكعك والبيتي فور، ولهذا قامت بشراء كميات أقل من الأعوام السابقة". وقال خالد عبده، موظف، إنه بالرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أنه وزوجته تعودا كل عام على النزول للأسواق في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لشراء كعك العيد، موضحًا أن عيد الفطر يرتبط اسمه بشراء الحلوى والكعك، وخاصة بعد الخروج من شهر الصيام. وقال محمود على، عامل بأحد السوبر ماركات التجارية التي تبيع كعك العيد، إن هناك إقبال ولكن محدود على شراء الكعك هذا العام، بالرغم من ارتفاع الأسعار، فهناك من يشتري ربع كيلو أو نصف كيلو، مؤكدًا على أن زيادة أسعار السلع التي يصنع منها الكعك، وهي "الدقيق الذي ارتفع سعره حتى وصل ل6 جنيهات، والسكر 6 جنيهات ونصف، والسمن "أثرت بشكل كبير هذا العام على أسعار الكعك والبسكويت، فالكعك أصبح ب35 جنيهًا بزيادة 5 جنيهات عن العام السابق، وكذلك البسكويت والبيتي فور. وفي النهاية، هل يظل مواطنو الأقصر في عزوفهم عن الإقبال على شراء حلويات عيد الفطر، أم أنه سيظل معروضًا في محال الحلويات والسوبر ماركت دون شراء ويغني بائعوه "يا كعك العيد مين يشتريك".
