سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرب القاعدة والدولة الإسلامية تنتقل من أرض سوريا إلى مواقع التواصل الاجتماعي.. "الدولة الإسلامية" تتهم "القاعدة" بالانحراف.. و"جبهة النصرة" تؤكد أن "الدولة الإسلامية" دخيلة على سوريا
تحولت شبكات التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب مفتوحة لا هوادة فيها بين "جبهة النصرة لأهل الشام" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والتي بدأت تشمل كل الأراضي السورية، ومن المتوقع أن تمتد إلى داخل الأراضي العراقية، بعد أن كانت قد بدأت في مدينة الرقة، ثم في الشرقية وأخيرا في البوكمال. بدأت أجواء الحرب "الفيس بوكية" وفق مخطط بدأ بتسجيل صوتي مؤخرا لأبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة، هدد فيه بنقل المعركة إلى بلاد الرافدين، عقر دار "الدولة الإسلامية- داعش" أو من خلال محاولات إعادة إحياء فصائل مناوئة "للدولة الإسلامية" أو كانت قد ابتلعتها "الدولة" عام 2006 كفصيل "أنصار الإسلام". "الدولة الإسلامية" تتهم "القاعدة" بالانحراف لم تهادن "الدولة الإسلامية"، حيث اتهمت تنظيم "القاعدة" بالانحراف عن المسار الجهادي الصحيح. معللة ذلك بعدة أسباب منها، "مدح الطغاة" لتنظيم القاعدة منذ دخوله الصراع معها. مستعينة في ذلك بتفسير أحد المقربين لها من شرعيي "جبهة النصرة" أنه ليس هنالك من ضرر في مدح كهذا، "فالناطق باسم كتائب الناصر صلاح الدين الفلسطينية مدح أبو عمر البغدادي مؤسس الدولة الإسلامية، وهذا الفصيل الفلسطيني كان من مشاركي حركة حماس، الحليفة لإيران، في السلطة وفي أجهزتها الأمنية مطلع عام 2007". وتتهم "الدولة" "القاعدة" بالوقوف في صف "العلمانيين"، وهنا يقول لنا مصدرنا نفسه أن هذا الاتهام باطل وأن "الظواهري حرّم التحالف مع العلمانيين منذ أكتوبر 2011، قائلا إنه لا يمكن إتمام ذلك على حساب حاكمية الشريعة وأحكام الإسلام"، مضيفا أن "حرب معاوية بن أبي سفيان على على بن أبي طالب تزامنت مع حرب الخوارج عليه، حتى إن ملك الروم أثنى على معاوية في وقته وعرض عليه المساعدة. فهل يجعل ذلك من معاوية منحرفا؟"، ثم يذكرنا أن "هجوم أسامة بن لادن نفسه على حركة حماس الفلسطينية تزامن مع حرب حركة فتح العلمانية عليها، فهل ذلك يجعل من مؤسس القاعدة منحرفا؟". أما بالنسبة لاتهام الظواهري بالقبول بالسلمية، فقد صرح قادة القاعدة بأن "هذا الأمر ليس بغريب عن القاعدة ولا عن مؤسسها، فاستعمال السلمية كوسيلة جائز، فأسامة بن لادن نفسه بارك ثورتي تونس ومصر في آخر إصدار صوتي له". "جبهة النصرة": "الدولة الإسلامية" دخيلة على سوريا منذ أن صدر بيان أبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة، في رثاء أبو خالد السوري بعنوان "يا ليتك رثيتني" فُتحت أبواب الحرب الإعلامية بين "جبهة النصرة– تنظيم القاعدة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، فبدأت "الجبهة" بتبني ما كانت تُتهم به "الدولة" من قبل فصائل المعارضة السورية، إسلامية كانت أم لا، ومن أبرز الاتهامات "تحريرها للمحرر" من المناطق السورية. لكن كل مراقب للساحة السورية منذ أيام الحراك العسكري الأولى متيقن من عدم صحة هذه الاتهامات. فالدولة الإسلامية، وبحسب ما ورد على لسان أبو محمد الجولاني نفسه، في رده ورفضه لدعوة أمير الدولة أبو بكر البغدادي لحل "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" ودمجهما في "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، موجودة في سوريا قبل 2011. ففي ذلك التسجيل الصوتي أكد الجولاني على أن "الجبهة" انبثقت من رحم "الدولة" وعلى أنه توجه مع عدد من الكوادر إلى الشام حيث تمت مساعدته واستقباله من قبل خلايا "الدولة" النائمة في سوريا عام 2011، أي بعد أشهر قليلة على بدء الحراك الثوري على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. لكن عند إعلان "الدولة"، ومع رفض الجولاني للدمج، عاد الكثيرون من مقاتلي "الجبهة" وكوادرها إلى حضن الفصيل الأم، لكن هؤلاء الجنود والأمراء هم نفسهم الذين شاركوا في المعارك وسيطروا على عدة مدن وبلدات سورية باسم "جبهة النصرة". حتى وأن الكثير من الفصائل التي لم تكن منضوية تحت لواء "الجبهة" بايعت "الدولة" بعد فترة من إعلانها، وأشهرها "جيش المهاجرين والأنصار"، حيث بايع أمير هذا الفصيل، أبو عمر الشيشاني "الدولة الإسلامية" مع نصف جيشه، وهو اليوم أحد أهم قادتها العسكريين في سوريا. ذلك علما أن النصف الآخر لهذا الفصيل استمر في الوجود بطريقة مستقلة وبنفس المسمى بقيادة صلاح الدين الشيشاني، وهو يشارك اليوم بمعارك أساسية على تخوم مدينة حلب.