كان العقيد حجى بكر، نائب أبوبكر البغدادى، يخشى تسرب عناصر الدولة الإسلامية للجهاد فى سوريا، ما قد يسبب تصدّعاً فى التنظيم، لذلك، حرّم الذهاب إلى سوريا، واعتبر كل من يخالف التعليمات منشقاً، وبرر ذلك بأنّ الأوضاع لا تزال غير واضحة المعالم ويجب التريث. فى هذه الأثناء، عرض «بكر» فكرة تشكيل مجموعة من غير العراقيين تتوجّه إلى سوريا بقيادة سورى، وبذلك يحال دون التحاق أى قيادى عراقى بالجبهة السورية من دون إذن مسبق، وبالتالى يؤمن عدم انشقاق عراقيين عن «الدولة»، فيما يمكن للقيادة الجديدة فى الشام أن تنجح فى استقطاب أعضاء غير عراقيين من الخارج، وهكذا أُنشئت «جبهة النصرة» بقيادة أبومحمد الجولانى. إلا أن هذا تسبب فى مشكلة جديدة، ل«بكر والبغدادى»، لأن الملتحقين الجدد ب«النصرة» لا يدينون بالولاء ل«دولة العراق» أو للبغدادى، وحثّ «بكر» البغدادى على إعطاء أوامره ل«الجولانى» بأن يعلن عبر مقطع صوتى أن «جبهة النصرة» تابعة رسمياً ل«دولة العراق» بقيادة «البغدادى»، لكن ذلك رفضه «الجولانى». وطلب «البغدادى» من «الجولانى» القيام بعمل عسكرى ضد قيادات «الجيش الحر» أثناء أحد الاجتماعات فى تركيا، وبرر ذلك بأنه «استهداف لصحوات المستقبل العميلة لأمريكا قبل استفحالهم فى الشام»، ورفض «الجولانى» ذلك، ما اعتبره «البغدادى» و«حجى» خروجاً صريحاً عن الطاعة. وأرسل «البغدادى» خطاباً شديد اللهجة يُخيّر «الجولانى» بين أمرين، تنفيذ الأوامر أو حلّ «النصرة»، وتشكيل كيان جديد، وطال انتظارهما لرد «الجولانى» الذى لم يصل، وبعث «البغدادى» رسولاً لمقابلة «الجولانى»، لكن الأخير اعتذر عن عدم اللقاء. عندها شعر «أمير الدولة» بالخطر، كون «الجولانى» بدأ يخرج عن السيطرة، بعدها، أرسل قيادات عراقية لمقابلة قيادات فى «الجبهة» لجس نبضهم حول تحقيق حلم دولة إسلامية ممتدة من العراق إلى الشام بقيادة موحّدة، وبالفعل تلمّس ميول مؤيدة لدى هؤلاء، ومعظمهم من المهاجرين. وقرر «البغدادى» تشكيل فرق أمنية لتنفيذ مهمتين، الأولى، تتمثل فى الاستيلاء على كل مخازن الأسلحة التى فى حوزة «الجبهة»، وتصفية كل من يرفض تسليم مخزنه فوراً، ولم يجد «الجولانى» إلا أن يبايع «الظواهرى». أعلن «الظواهرى» أنه لم يُستشر فى قرار تمدد «داعش» لسوريا، ومن ثم قبل بيعة الشيخ الجولانى، ووافق الطرفان على تحكيم «الظواهرى»، ثم تراجع «البغدادى» عن قبول الحكم، وأعلنت «داعش» مبدأ «كفوا عنا نكف عنكم»، وأنها ستقاتل «البغاة» المنشقين عن البيعة أينما كانوا حتى النهاية. كما استنكر «الظواهرى» المذابح التى تنفذها «داعش»، وتكفيرها للمقاتلين المسلحين، فى الوقت ذاته اعتبرت فيه «داعش» أنها دولة ممكنة والخارج عنها خارج عن البيعة يجب قتاله، كما فشلت محاولات عدة للصلح بين الطرفين، وصار القتال عاماً بين «الدولة» من ناحية، وكافة الفصائل الأخرى من ناحية أخرى. واعتبر «الظواهرى» أن «البغدادى»، أمير «داعش»، ابن عاق له، وأصدر بياناً مطولاً قال فيه: «وفى هذا الجانى المسكين المغرر به، الذى دفعه من دفعه بدافع الجهل والهوى والعدوان والطمع فى السلطة ليقتل شيخاً من شيوخ الجهاد، وهذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم أن يتصدوا لها، وأن يشكلوا رأياً عاماً ضدها. جاء ذلك عقب اغتيال «داعش» لأبوخالد السورى أحد مؤسسى تنظيم القاعدة، الذى كلفه الظواهرى للصلح بين جبهة النصرة فى سوريا والدولة الإسلامية فى العراق. أمير «القاعدة» بدوره أصدر بياناً بعد المعارك بين النصرة الدولة الإسلامية، أكد فيه أن الولاية المكانية ل«داعش» هى العراق، وسوريا ل«النصرة»، لكن «البغدادى» رفض ذلك، وأشار إلى أن دولته هى دولة حقيقية، وأن الذى يرفض بيعته هو مرتد، وأن «الظواهرى» ذاته لو كان موجوداً بالعراق لم يكن يملك إلا أن يبايعه. واتهم أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم «داعش»، «الظواهرى» وتنظيمه بأنهم انحرفوا عن منهج «بن لادن»، وقال: لقد حرفوا المنهج، وأساءوا الظن، وقبلوا بيعة المنشقين، وشقوا صف المجاهدين، وبدأوا بحرب دولة للإسلام، قامت على دماء وجماجم الموحدين. وقال أبوالقاسم الأصبحى، القيادى ب«دولة العراق»: لا خلاف فى الحكم بأنَّ أتباع الظواهرى طائفةُ ردَّة تُقاتل حتّى تتوب إلى الله أو تُفنى كما صنع أبوبكر رضى الله عنه، ولا تضمن الدَّولة من كان فى مقرَّات المُرتدين وقُتل عرضاً لا قصداً، وجبهتكم اعترفت بقتلها للهزبر أبى بكر، رحمه الله، ومن يُنازع فى ذلك فهو جاهلٌ لا يعرفُ من واقعِ الشَّام شيئاً! والمرءُ لا يعدِل بأبى بكر رحمه الله أحداً! ولو بألفٍ ألف كمثل أبى خالد الشامى! ووصل الأمر بأتباع «داعش» إلى تكفير «الظواهرى»، وقال القيادى عبدالمجيد الهتارى: «من لم يكفر الظواهرى فهو كافر، مع الانتباه إلى أنه كافر بالأصالة وليس مرتداً، وفى هذا الصراع الذى يخوضه المجاهدون وأنصار تطبيق الشريعة مع أنصار الديمقراطية نحن لا نتحدث فيه عن السرائر نحن نتحدث عن الظواهر عن قيم العلمانية ومفاسدها وأنها كفر ولا يجوز دفع الكفر بالكفر». الأخبار المتعلقة «داعش».. المؤامرة الأمريكية لتقسيم المنطقة مركز أبحاث كندى: التنظيم ليس إلا «أداة» لخدمة مصالح «واشنطن» حكايات لعب الكرة ب«رؤوس القتلى» فى «الدولة الإسلامية» «التنظيم».. من الانهيار والتفكك إلى دولة الخلافة مصر التى هزمت «داعش» دولة.. على «أطلال» الإمبراطورية العباسية «البغدادى» كما صنعه الأمريكان: عنيد.. انتهازى.. وقاسٍ لا يرحم