أن أكثر ما يساهم في انحراف الأبناء سوء استخدام الألفاظ والكلام، فكثيرا ما يتلفظ الآباء والأمهات بكلمات لا يحسبون لها حساب، ولكنها تدمر الأهداف التربوية التي ينشدونها فالكلمة هي أساس التربية، ونحن نوجّه أبناءنا بالكلام ونحاسبهم بالكلام ونشجعهم بالكلام ونمدحهم بالكلام ونغضب عليهم بالكلام، فتربية الأبناء إما بالكلام أو بالأفعال وفي الحالتين هي كلام، ومن الكلمات التي تسئ إلى الأطفال وتدمر نفسيتهم هو الشتم بوصف الطفل بأوصاف الحيوانات، أو تشتم اليوم الذي ولد فيه. و الإهانة من خلال الانتقاص منه بأوصاف سلبية، مثل شقي، كذاب، قبيح، سمين، أعرج، حرامي وكذلك الإهانة، إضافة إلى المقارنة، وهذه تدمر شخصية الطفل لأن كل طفل لديه قدرات ومواهب مختلفة عن الآخر، والمقارنة تشعره بالنقص وتقتل عنده الثقة بالنفس وتجعله يكره من يقارن به. وأكثر ما يدمر الطفل الحب المشروط، كأن تشترط حبك له بفعل معين، فالحب المشروط يشعر الطفل بأنه غير محبوب ومرغوب فيه، وإذا كبر يشعر بعدم الانتماء للأسرة لأنه كان مكروها فيها عندما كان صغيرا، ولهذا الأطفال يحبون الجد والجدة كثيرا لأن حبهم غير مشروط. وكذلك بعض المعلومات الخاطئة، مثل الرجل لا يبكي، إضافة إلى الإحباط، مثل "مالكشي فايده أو مبتفهمشي". التهديد الخاطئ، مثل" أكسر راسك، أشرب من دمك، وكذلك المنع غير المقنع، من غير بيان للسبب والدعاء عليه، والفضيحة، وذلك بكشف أسراره وخصوصياته.