في الحادي عشر من أغسطس سنة 1986، كان العرض الأول لفيلم “,”البرئ“,”، الذي أخرجه عاطف الطيب، عن قصة وسيناريو وحوار لوحيد حامد، أما البطولة التمثيلية فتقاسمها أحمد زكي ومحمود عبد العزيز وممدوح عبد العليم وجميل راتب وصلاح قابيل وحسن حسني، والعنصر النسائي الوحيد إلهام شاهين. أحمد سبع الليل فلاح فقير يعيش في القرية النائية مع أمه وأخيه المتخلف عقليًا، ثم يلبي نداء الوطن مجندًا يحارب الأعداء. لا أحد من أبناء القرية يحنو على أحمد ويعطف عليه ويتعاطف معه مثل الشاب الجامعي حسين وهدان، المثقف المنتمي الذي يقوده الوعي إلى المعتقل، حيث يتفانى سبع الليل هناك في الدفاع عن الوطن ضد أعداء هم الأكثر حبًا وإخلاصًا له. العقيد توفيق شركس، قائد المعتقل، نموذج للساديين الجلادين الذين يتفانون في خدمة النظام وتعويض ما يتعذبون به من نقص وعجز. كيف يستوعب سبع الليل فكرة أن ابن قريته الطيب من أعداء الوطن؟! كيف لمن يجد في العزف على الناي سلوى ومتعة أن يتورط في تعذيب الشاب الطيب المخلص الذي يعرفه عن قرب؟ لا أحد ينجو من القهر في ظل الأنظمة الاستبدادية، والنهاية التي يقدمها الفيلم الجرئ الشجاع تبدو منطقية بقدر ما هي مأسوية: إطلاق الرصاص بمعرفة أحمد سبع الليل على الجميع. يقدم الفيلم معالجة رفيعة تمثل نموذجًا لمعنى الواقعية كما ينبغي أن تكون، فهي ليست خطبًا ووعظًا، بل إنها تواصل مع الواقع من منظور إنساني. يقول الفيلم إن البطولة الحقيقية للإنسان البسيط، أو هذا ما ينبغي أن يكون. ويقول الواقع إن البطولة العملية لقهر الإنسان، وهذا ما لا ينبغي أن يستمر.