"لما نموت الشغلانة دي هتموت معانا".. هكذا عبر محمد حلمي – غرابلي ومناخلي، 40 عاما مقيم بمنطقة قليوب البلد محافظة القليوبية عن استيائه الشديد نتيجة اندثار هذه المهنة. في البداية يروي حلمي لعدسة «البوابة نيوز » تاريخ مهنة الغرابلي التي توارثها عن أجداده منذ الطفولة قائلا:" جدي ورث المهنة دي من ابوة واشتغل فيها وعمره 8 سنين لحد ما وصل سنة 20 سنة واتجوز وخلف واعمامي وابويا اشتغلوا في المهنة دي من بعدة عشان يحافظوا عليها ". وتابع: "أنا طلعت على وش الدنيا لقيت ابويا شغال المهنة دي ومشهورين في منطقتنا بعائلة "المناخلي " اتعلمت منة وبقيت إيدي بأيده لحد ماكبرت وأتجوزت وبقي عندي 3 عيال". يصمت الشاب الأربعيني قليلا لاسترجاع ذاكرته ويعود للحديث مرة أخرى بصوت حزين "فاكر وانا صغير أبويا الله يرحمه كان علي طول بيطلب مني أن أحافظ على المهنة دي بعد وفاته.. وأعملها لعيالي وأحفادي عشان تفضل سيرتهم واسمهم مسمع بين الناس وميموتش زي جسدهم والمهنة متنقرضش وتضيع مع الزمن..ولكن للاسف عيالنا معندهمش قابلية يمسكوا الحاجات ديه ويشتغلوها يعنى انا لما أموت هتموت معايا المهنة دية ". ويكمل المناخلي حديثة مبينًا انواع الغربال وبعض استخداماته:" غربال الشعير وغربال القمح وغربال المالطي للدقيق وغربال سلك وغربال مخروطي وغربال حرير، ويوضح ان المنخول الكبير بيستخدم فى الفحم عشان الفتحات بتاعته واسعة واللى فتحاته اضيق شوية بياخدوه للعدس والأرز وغيره من الحبوب والمنخل الحرير بياخده للدقيق عشان الشوائب بتاعته" ونوه بانه يوجد غربال يستخدم ايضا في مهنة بناء المنازل وهز مواد البناء ويعرف باسم "الديارة " ولكن فتحاته اكثر اتساعًا من الغربال العادي ". ويستطرد:" الغربال زمان كان علية طلب كبير لكن دلوقتي قليل جدا اللي يشتريه وعارف قيمته.. بتوع الأرياف هم بس اللي بتشتري الغربال والمنخل عشان القمح والخبيز ". وعن بعض المناخل التي تستخدمها ربات البيوت في المنازل يقول "المنخل بتاع البيت مات ومبقاش حد بيستعمله لأن الأرز بيجى نضيف والحبوب بتوصل نضيفه ودلوقتى احنا شغالين على العلافة ومقلة اللب والسودانى". وأوضح ان "المنخل الحرير كان مطلوب جدا زمان عشان الناس كلها كانت بتخبز فى بيوتها ودلوقتى مبقاش فى حد بيخبز فى بيته الكل بيجيب من "الطابونة" لكن زمان كان عيب.. لافتا الي ان المهنة كان يوجد بها أكثر من 30 صنفا ولكن الان اصبح منها 15 صنفا فقط وهم أيضا على وشك الانقراض مع مرور الزمن.