تنظم لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررتها الدكتورة علا العجيزى ندوة تحت عنوان (أبو مينا.. الماضى.. الحاضر والمستقبل) يوم 17 أبريل الجاري، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس. وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة الآثار بالمجلس - في تصريح اليوم الأحد - "إن الندوة تتضمن جلستين علميتين الأولى برئاسة الدكتورة علا العجيزى مقرر اللجنة، وتشمل محاضرتين الأولى للأنبا تيداوس أفامينا تحت عنوان (أبو مينا.. تاريخ المدينة والرؤية الحديثة للحفاظ عليها)، والثانية للدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية تحت عنوان (رؤية لتخطيط المنطقة الأثرية بأبى مينا بإقليم مريوط)". وأضاف أن الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور أحمد الشوكى الأستاذ المساعد بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة عين شمس ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية السابق تشمل محاضرتين، الأولى للدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار تحت عنوان (طريق الحج المسيحى من أبى مينا إلى دير سانت كاترين)، والثانية للدكتورة مارى ميساك كيبليان أستاذ مساعد الفن والآثار في مصر بالعصر البيزنطى قسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان تحت عنوان (مار مينا فى الفن القبطى). وأكد ريحان أن مصر عرفت طريق الرحلة المقدسة إلى القدس عبر سيناء منذ عهد الإمبراطور قسطنطين أول الأباطرة المسيحيين (323 - 337م)، الذي أوقف الاضطهاد الذي لحق بالمسيحية وقامت أمه الإمبراطورة هيلانة بزيارة القدس عن طريق سيناء، وقامت ببناء كنيسة صغيرة في أحضان شجرة العليقة المقدسة بمنطقة الجبل المقدس بالوادي المقدس طوى بسيناء، والذي ضمها الإمبراطور جستنيان إلى منشئات أشهر دير في العالم بناه في القرن السادس الميلادي، وهو دير طور سيناء والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي. وأشار إلي ازدهار طريق الحج المسيحي في العصر الإسلامي واهتمام المسلمين بتأمين هذا الطريق وإنشاء الحصون لحمايته، موضحا أنه سيقوم خلال محاضرته بالكشف عن وثيقة تاريخية مهمة تدل على مدى تسامح المسلمين تجاه قضية رحلة المسيحيين إلى بيت المقدس تعرف باسم (مفكرة بكنائس بيت المقدس) وتحوي حصرا لكنائس وأديرة مدينة القدس والمناطق المجاورة لها، وكذلك أسماء الشمامسة والأساقفة والرهبان الذين يقومون بالخدمة في تلك المؤسسات الدينية المسيحية، لافتا إلي أن هذه الوثيقة كتبت في ظل العلاقات الودية بين الخلافة العباسية والإمبراطورية الكارولنجية. كما لفت إلي أن محاضرته ستتضمن أيضا عرضا لتاريخ ومعالم محطات طريق الحج بسيناء بطول 575 كم، ورؤية لإحياء الطريق يمثلها طريقين للرحلة المقدسة بسيناء (طريق شرقى، وطريق غربى).. الشرقي للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء، ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليا) إلى النقب ثم عدة أودية حتى سفح جبل سيناء، وطول هذا الطريق 200 كم من أيلة إلى الجبل المقدس. أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء، ويبدأ من القدس، عسقلان، غزة، رافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش)، أوستراسينى (الفلوسيات)، كاسيوم (القلس)، بيلوزيوم (الفرما)، سرابيوم (الإسماعيلية)، القلزم (السويس)، عيون موسى، وادى غرندل، وادى المغارة، وادى المكتب، وادى فيران إلى جبل سيناء، وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 245كم، ومن القلزم حتى جبل سيناء 130 كم فيكون الطريق الغربى من القدس إلى جبل سيناء 375 كم.