كشف إبراهيم الأحرارى الخلفي، أحد المعتقلين المفرج عنهم من قبل النظام الإيراني، إن القصص التى عاشوها داخل المعتقلات، والتنكيل بهم لا يصدقها أحد، وشهدنا فى كل سنة إعدام وقتل شبابنا وعلمائنا، معظم هؤلاء، لا أحد يعرف عنهم شيئًا وسط حالة من التعتيم الإعلامي، وقبل 35 عامًا تعرضت للاعتقال، وكنت أعمل معلمًا. وأضاف: «بدأت دراستى فى مركز لتربية المعلمين، وكنت فى إحدى الجلسات بمدينة «نيجور» فى منطقة جنوب شرق إيران فى بلوشستان، وكانت الجلسة لأحد المسئولين بهذه المنطقة». وأعلنت اعتراضى على المشاكل التى يواجهها أهل السنة، وكان خامنئى رئيس الجمهورية فى إيران، وخطب الجمعة تسب أبو بكر وعمر وعائشة بطريقة مستفزة، فقلت لمندوب أهل السنة فى المجلس يجب أن تعترض على مثل هذه الممارسات، خاصة أن نسبة السنة تصل إلى 30٪ ولا يتم احترام مشاعرهم، ولا يجوز سب عقائدنا ونحن لن نسكت. وتابع: «بعدها تعرضت للاعتقال، وتم اصطحابى إلى مبنى الاستخبارات فى مدينة «شابهار» فى غرفة مظلمة، وتم استجوابى، ولكن لم يعذبونى جسديًا، آنذاك؛ لأن الناس هناك بدأوا ينتفضون، خاصة أن هناك بعض القرى العربية فى خاراسان، وانتفضوا يدافعون عني، وفى هذا الوقت كانت الحرب بين إيران والعراق، وتم نفيى فى إحدى القرى البعيدة لمدة عامين، وكنت أدرس للطلاب فى ظل الأشجار؛ لأن طبيعة المنطقة صعبة، وأهل المنطقة لا يعرفون لغتى ولا أعرف لغتهم». وقال: «مرت الفترة علىّ ك20 عامًا، وفقدت من وزنى 25 كيلو، حتى أننا اضطررنا للشرب من البرك مع الحيوانات، ولم نكن نجد أماكن ننام فيها، كنت أنام فى ساحة المسجد، وسط الحيات والعقارب؛ لأن المنطقة كانت فقيرة جدا، بدأت علاقاتى مع الناس تتحسن فأزعجهم ذلك، وتم إرسالى إلى مدينة قريبة من زاهدة فى منطقة شبه مغلقة لا أستطيع التواصل مع أحد». وأضاف: «بعدها بفترة رجعت إلى منطقتي، ولكن بدأت المشاكل تتجدد مرة أخرى، خاصة بعد أزمة مسجد الشيخ فايز محمد لأهل السنة، والذى أسس منذ 100 عام، وكان مجاورًا لمنزل خامنئي، وكنت أنام بعض الليالى فى هذا المسجد وأهل السنة كانوا يحبونه، والحرس الإيرانى والاستخبارات حاصروا المسجد فى مدينة مشهد وهدموه، وتم الاعتراض على هذا الأمر، إضافة إلى حقوقنا المهدرة، ومسئولو السنة بدأوا يهدئوننا ووعدونا بالتواصل مع المسئولين لحل هذا المشاكل، وتم قصف أماكن التجمع». وتابع: «تم اعتقال أكثر من 1000 شخص وأرسلوهم إلى أماكن للتعذيب، وبعد سنة تم اعتقال أحد زعماء أهل السنة، وهو الشيخ محمد صالح ضيائى فى جنوبإيران، وبعد أسبوعين تم تقطيعه، وبعد 7 أشهر بدأوا اغتيال علمائنا واحدًا تلو الآخر، لم يعرف أحد ما حدث لهم، وسلسلة من الاغتيالات الممنهجة للمشايخ والناشطين، واتصلت مع إذاعة «بى بى سي» فى هذا التوقيت، وتكلمت معهم عن مأساتنا، وانتشر صوتى فى هذه الليلة عبر المذياع، وتم اعتقالى من قبل الاستخبارات أثناء عودتى من المدرسة بطريقة مرعبة، وتم نقلى إلى مدينة «زاهدان»، وتغطية عيونى لأنى كشفت عن قتل العلماء، وأسرتى تبحث عنى فى الشوارع ولا يعلمون عنى شيئًا، وتم تعذيبى معنويًا وجسديًا بسبب تصريحاتي». وأوضح: "لم أعرف تهمتى التى تم اعتقالى على أساسها سوى الكشف عن الجرائم التى ترتكب بحقنا، وتم وضعى فى غرفة مغلقة أكثر من 15 يومًا، وأصبت بمرض خطير وفقدت من وزنى أكثر من 35 كيلو فى مدة قصيرة، وأجبرونى على الاعتراف بأنى أخطأت بالحديث للإعلام الخارجى وتم تصوير اعترافاتى تحت التهديد". وتابع: «أخذوا علىّ تعهدات بعدم الخروج من إيران، وتم إرسالى إلى المحاكم الثورية، وحكموا على ب50 جلدة والحبس 6 أشهر ولكنهم علقوا المدة على مدة 5 سنوات، ومارسوا على ضغوطًا كبيرة للعمل معهم، وبعد الوثيقة التى وقعت عليها بأكثر من 100 ألف دولار «وصل أمانة» لأشاركهم فى العمل، ولكن بعد خروجى من السجن شعرت بآلام المرض مرة أخرى، وفقدت من وزنى كثيرا ولم يعرف الأطباء حالتى وجربت كل الأدوية، وبدأت أنزف من أنفى لمدة أكثر من عام، وظهر على جسدى آثار الدم تحت جلدى وانتشرت فى أماكن كثيرة من جسدي. واكتشف أحد الأطباء أنه تم تسميمى داخل السجن وأصبت بنوع من السرطان الدموي، ولمدة أكثر من 8 أشهر وأنا أتعالج منه، ولكن الله عافانى ونجانى من المرض، وبعدها واصلت الاستخبارات ترويعها لى ولأسرتى وتعمدوا مضايقتى حتى وأنا أسير فى الشوارع، مما اضطرنى إلى الانتقال للعيش فى منطقة «شابهار» وبدأت العمل فى التجارة، ولكن تم اغتيال بعض أصدقائى والنشطاء العرب من أهل السنة، حتى اضطررنا إلى الهجرة إلى خارج البلاد، ولكن بعض مشايخنا ما زالوا يتلقون التعذيب والويلات، حتى وصلت الأمور إلى اغتصابهم واغتصاب أسرهم وحرق جلودهم». وأضاف: «يعتبر الجلد هو أبسط أنواع التعذيب داخل السجون لأهل السنة والعرب، حتى أن بعض الزعماء كانوا يقطعون قدمه بالسكاكين لإجباره على الاعتراف بما لم يفعله، والحكايات أكثر من ذلك بكثير، حيث تعرض لها الآلاف الذين لا يعلم عنها شيئًا، إضافة إلى معاناتنا فى كل المجالات الاقتصادية والطبية والتعليمية، وإجبار أهل السنة لتغيير مذهبهم والاعتراف بالنظام الإيراني». وكانت تقارير حقوقية دولية، كشفت عن أن إيران تحتل الترتيب ال19 عالميًا من حيث عدد السكان، جاءت فى المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث عدد السجناء، بحسب إحصائيات دولية.