سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللاعب المحرر محمود السرسك ل«الوطن»: عشت 96 يوماً على «الماء والملح» وأجبرت على الخضوع تم تعذيبى جسدياً ونفسياً.. خرجت من إسرائيل محقوناً بفيروس.. وأبوتريكة اهتم كثيراً بقضيتى
لاعب كرة قدم فلسطينى فى مقتبل العمر، أصبح أحد أصوات القضية الفلسطينية، دخل إلى الضفة الغربية ليحقق حلم الاحتراف بنادى شباب بلاطة برفح، فقبض الإسرائيليون عليه، مع أنه كان يملك تصريحا بالعبور، اعتقل 3 سنوات كاملة دون أى تهمة أو دليل، دخل فى «إضراب الكرامة» عن الطعام 96 يوما، واجه «التعذيب»، وثبت أمام الضغوط الصهيونية، حتى حُرر قبل أشهر قليلة من السجون الإسرائيلية، تلقى مؤخرا دعوة من قبل فريق برشلونة الإسبانى لحضور مباراة «الكلاسيكو» كامب نيو بين البارسا والريال، لكنه رفض حضورها.. محمود السرسك تحدث ل«الوطن» عن أيام العذاب والمعاناة، من المستطيل إلى سجون الاحتلال.. وكان هذا الحوار: * بدايةً، هل من سبب وراء اعتقالك؟ - لا أعرف حتى الآن سبب اعتقالى، لقد مررت إلى الضفة الغربية بعد الحصول على تصريح من قوات الاحتلال الإسرائيلية، إلا أننى فوجئت باعتقالى دون أن يوجه لى أى اتهام. * ماذا عن تعذيبك داخل السجن الصهيونى؟ - تعرضت للتعذيب فى معظم الأوقات سواء نفسيا أو جسديا، فعلى المستوى النفسى كان يتم الضغط علىّ بعائلتى وتهديدى باغتيالهم، أما التعذيب الجسدى فقد كان له عدة أنواع، سواء من خلال وضعى داخل ثلاجة أو تكبيل يدى وقدمى ووضع غطاء على عينى لمدة قد تصل إلى عشرين يوما متتالية، لقد كانوا يتفننون فى طرق التعذيب. * كيف اتجهت إلى فكرة الإضراب عن الطعام التى كانت سلاحك للخروج من المعتقل؟ - الإضراب عن الطعام فى تفكير كل أسير، لقد نجح هذا النوع من الضغط فى العديد من المواقف المماثلة فى أوقات سابقة، وكان دافعاً وحافزاً للانتصار، وكونى رياضيا جعل جسدى أكثر قوة لتحمل الأمر عن أى شخص آخر. * صِف لنا فترة الإضراب عن الطعام؟ - لقد أضربت عن الطعام لمدة 96 يوماً، كنت أتنقل بين المستشفيات، كما كان يتم الضغط علىّ بعدة وسائل من أجل التراجع عن الإضراب، لقد كنت أعيش على الماء والملح، ولكن قدرة الله فوق كل شىء، لقد نصرنى وأعطانى القوة والصبر فى تلك الفترة العصيبة التى نقص وزنى خلالها ما يقرب من 32 كجم. * كيف كانت المفاوضات مع الجانب الصهيونى؟ - بدأت المفاوضات بعد خمسين يوماً من الإضراب، لم أكن أحصل منهم سوى على وعود، ومن المعروف أن ما لهم ذمة، لذلك رفضت التفاوض واشترطت الحصول على مستند مختوم من جانب هيئة مصلحة السجون بالإفراج عنى، وهو ما رفضوه فى بداية الأمر خوفاً من الانكسار أمام أسير فلسطينى. * ماذا عن الضغط الخارجى، سواء من بعض الدول أو من الاتحاد الدولى لكرة القدم؟ - لقد كنت معزولا عن العالم فى هذا التوقيت، إلا أننى علمت بعد الإفراج عنى أن هناك مبادرة تمت من مدينة رفح حتى وصلت أوروبا، كما أن ثنائى التعليق حفيظ الدراجى وعصام الشوالى قاما بطرح القضية خلال تعليقهما على مباريات بطولة الأمم الأوروبية، كما أن تهديد الفيفا المباشر بسحب تنظيم بطولة أوروبا للشباب المقرر إقامتها فى إسرائيل العام المقبل كان له دور كبير فى خروجى من المعتقل. * بماذا شعرت بعد صدور قرار الإفراج عنك؟ - كما تقولون فى مصر: «الحياة دبت فيا»، شعرت بفرحة الانتصار بعد انتهاء المعاناة التى طالت كثيراً، لقد خضعت إسرائيل لأول مرة لأسير فلسطينى، لقد كانت تأتى إلىّ شخصيات كبيرة فى إسرائيل بصورة يومية. * لقد ظللت لمدة شهر تقريباً بعد قرار الإفراج تعالج فى إسرائيل، تعتقد لماذا الاهتمام بعلاجك؟ - حالتى لم تكن تسمح لى بالتحرك، حيث كنت أنقل على كرسى متحرك، وبالطبع هم لم يهتموا بعلاجى لشخصى بقدر خوفهم من الفضائح والاتهامات التى كانت ستلاحقهم من قبل منظمات حقوق الإنسان، وأحب أن أضيف أنى خرجت من بين أيادى اليهود مصابا بفيروس إلا أنه تم علاجى بدولة قطر الشقيقة. * هل قام أىٌّ من اللاعبين بالاتصال بك بعد خروجك؟ - فريدريك كانويته هو أبرز اللاعبين، حيث كان له مبادرة أثناء وجودى بالمعتقل بجمع توقيعات من أجل الإفراج عنى، وحرص على التحدث معى بعد خروجى. إضافةً إلى العديد من اللاعبين العرب أبرزهم حارس المرمى الفلسطينى رمزى صالح، واللاعب المصرى محمد أبوتريكة الذى كان مهتماً بقضيتى بصورة كبيرة. * هل تنتظر تكريماً من الفيفا؟ - تكريم الفيفا لا يعنينى كثيراً، الأهم لدىّ هو تكريم الشارع الفلسطينى والعربى بصفة عامة. * دعنا ننتقل إلى قصة الدعوة التى قدمت إليك من نادى برشلونة لحضور مباراته أمام ريال مدريد فى ظل حضور الجندى الإسرائيلى شاليط، هل ندمت على رفض الدعوة؟ - بالطبع لم أندم، على العكس أشعر بالسعادة، حيث إننا كشعب فلسطينى لا نقبل المساواة مع اليهود، هذه مبادئنا ولن نغيرها تحت أى ظرف. * هل ترى أن شعبية النادى الكتالونى ستنخفض بعد هذا التصرف، خاصةً بعد رفع الأعلام الإسرائيلية خلال اللقاء؟ - بالطبع سيؤثر هذا التصرف على شعبيته، فهى سقطة فى تاريخه، ولكنى أؤكد أننى كتالونى وأشجع الفريق رغم ما حدث، وأرى أن الشعب الكتالونى هو مثال للحرية وشعب يسعى للاستقلال مثلنا، لقد خرجت مظاهرات من كتالونيا أثناء اعتقالى تضامناً معى، وأعتقد أن التصرف الأخير هو تصرف فردى سيعود بالسلب على البارسا، خاصةً فى المنطقة العربية. * ماذا عن المستقبل، هل عدت لكرة القدم مرة أخرى؟ - بالفعل أقوم فى الفترة الحالية بالتأهيل فى رفح من خلال تدريبات خاصة من أجل استعادة لياقتى البدنية. * هل أمامك أى عروض احتراف؟ - أملك العديد من عروض الاحتراف من بلاد عربية، ولكنى لم أحدد وجهتى بعد. * رسالة تريد توصيلها؟ - أعتقد أن معاناتى كانت أحد الأسباب لتقريب العديد من الناس إلى القضية الفلسطينية التى أتمنى أن يلتفت إليها كل العالم.