سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
63 دولة تواجه "الفتاوى الشاذة" بالقاهرة.. شيخ الأزهر يطالب بإنشاء أقسام متخصصة بالفتوى في كليات الشريعة.. "علام": الفتاوى المضللة سبب الإرهاب.. ومفتى لبنان: مصر تحمل وسطية الإسلام
ناقش مؤتمر دور وهيئات الإفتاء فى العالم، تحت عنوان «دور الفتوى فى استقرار المجتمعات»، والذى انطلقت فعالياته أمس بالقاهرة، ويستمر حتى غدًا الخميس، بحضور مفتى 63 دولة فى العالم، أهمية الفتوى فى دحر الإرهاب ومحاربته والقضاء عليه، وكذلك ضرورة وجود ميثاق أو دستور لتنظيم الفتاوي، بدلًا من الفتاوى الشاذة التى انتشرت خلال الآونة الأخيرة. الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية وفى هذا السياق، أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، خلال المؤتمر، أن الفتوى معلم من معالم الإسلام، ودرجة عليا من التفقه فى الدين، وأننا نؤمن بأهمية الفتوى ودورها فى استقرار المجتمعات، وأن من أهداف المؤتمر سحب البساط من تحت أقدام الجماعات المتطرفة التى تستغل الفتوى، ورصد الفتاوى الشاذة وتعقبها. وأضاف، إذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغى على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد، أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، وجهادنا فى ميدان المعركة لا ينفك لحظة عن جهادنا فى ميدان الفقه والفكر، فضلًا عن أن المؤتمر يشمل النظر فيما تسببه فوضى انتشار الفتاوى والآراء الشاذة وافتراض الصور النادرة البعيدة التى لا تمت للواقع بصلة من بلبلة وحيرة وعدم استقرار فى عقول الناس وقلوبهم وحياتهم، مشددًا على ضرورة تصدى أهل العلم للأفكار المتطرفة بنشر تعاليم الدين الإسلامى الصحيح، وأن الفتاوى المضللة وراء الإرهاب الذى يعانى منه العالم. الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر فيما طالب فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أئمة الفتوى فى العالم العربى والإسلامى بإنشاء أقسام علمية متخصصة فى كليات الشريعة أو كليات العلوم الإسلامية، باسم قسم الفتوى، وعلومها يبدأ من السنة الأولى، وتصمَّمُ له مناهجُ ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر على علوم الفقه فقط، بل تمتد لتشمل تأسيسات علمية دقيقة فى علوم الآلة والعلوم النقلية والعقلية، مع الاعتناء بعلم المنطق وعلم الجدل مطبقًا على مسائل الفقه، والعناية بدراسة مقاصد الشريعة وبخاصة فى أبعادها المعاصرة. وأفاد بأن الهجوم على الحضارة الإسلامية والأزهر، تزامن أيضا مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان وفى جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشرق الذى عرف برجولته وباشمئزازه الفطرى من هذه الانحرافات والأمراض الخلقية الفتاكة، كما تزامن ذلك مع إزاحة البرقع عن وجه التغريب ودعوات وجوب مساواة المرأة والرجل فى الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم وهو فصل جديد من فصول اتفاقية «السيداو» وإزالة أى تمييز للرجل عن المرأة يراد للعرب والمسلمين الآن أن يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه. الدكتور عبداللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية من جانبه، قال الدكتور عبداللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية: إن المصريين يحملون وسطية الإسلام، ونشكر الأزهر الشريف بقيادة شيخه فى تحقيق السلام، وكلنا نعرف جهود علماء الأزهر فى بلدان العالم، مشددًا على أن العالم الإسلامى يمر بمرحلة عصيبة لا سيما ما يحدث بحق «الروهينجا» والتطهير العرقي، بالإضافة إلى مقدساتنا الإسلامية فى القدس. وأوضح دريان، أننا لا نستطيع أن نتصدى لما يتعرض له الإسلام من ظلم والحملات العدائية بالفرقة وتمكين السفهاء منا من تشويه ديننا بالفتاوى المضلة، إنما نستطيع أن نتصدى لها بالاعتصام بحبل الله، إن دور الفتوى لا بد أن يكون مع الدولة حماية لحقوق الناس ومنع تهديد أمن الدولة وسلامة مواطنيها، ويجب التركيز على الاختصاص فى الفتوى. الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة والشئون الإسلامية فى الإمارات كما قال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة والشئون الإسلامية فى الإمارات: إن هناك ضرورة للاستفادة من التجربة الإماراتية التى اتبعتها تجاه الفتوى وإصدار تشريعات من شأنها ضبط الفتاوى فى وسائل الإعلام، وضبطها على الفضائيات والمواقع الإلكترونية، ومنع غير المتخصصين من الفتوي، مشددًا على أهمية تأهيل مفتين متخصصين، وإنتاج محتوى فكرى وفقهى يراعى لغة العصر وتطورات الحاضر، مشددا على ضرورة تحييد الفتوى عن الحياة السياسية. وأوضح أن هذه الأمور تؤدى إلى تشويه الصورة الحقيقية للإسلام الذى يدين به مليار ونصف من سكان كوكب الأرض. الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وشدد الدكتور محمد عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على ضرورة محاسبة كل مخالف للفتاوى التى اتفق عليها أئمة الدين، وكل من جعل العلم غرضا لهواه، فشرع الله لا يستفرغ على الهواء مباشرة، بل يجب فحصه ودراسته دراسة متعمقة. وأضاف، أن ضبط الفتوى تحتاج إلى قانون لما لها من أثر كبير على سلم المجتمعات، مشددًا على أن خطاب الإفتاء توعوى ويجب أن يبتعد عن العجلة، فالفتوى تختلف من أفراد لمؤسسات ودول. وطالب العيسي، بوضع ميثاق فى منظمة التعاون الإسلامى توقع عليه جميع الدول الأعضاء بالعمل على ضبط الفضائيات، ومنع غير المختصين من التصدر للفتوى، والعمل على تأهيل مفتين يستطيعون استيعاب الواقع وإدراكه، وإنتاج محتوى فكرى وفقهى يبنى مفاهيمه على موروثنا ويراعى فقه العصر وتطورات الحاضر، كما طالب بتحييد الفتوى عن الأمور السياسية، وعدم إفساح المجال لضعفاء النفوس من استغلالها لصالح أغراض خاصة.