قال الدكتور أحمد الطيب. شيخ الازهر. إن هناك ادعياء للعلم يشوهون صورة الإسلام مما أضر بالفتوي. مؤكداً أن دور الافتاء هي الجهات الوحيدة التي يعرفها الناس. ويطرقون ابوابها بحثاً عن حكم الله تعالي فيما يطرأ لهم من شئون الدنيا والدين. أشار في كلمته في فعاليات المؤتمر "دور الفتوي في استقرار المجتمعات" بمشاركة 63 دولة إلي أهل العلم الصحيح وأهل الفتوي في أيامنا هذه قد ابتلوا بنوع من الضغوط والمضايقات لم يعهدوه بهذا التحدي. ممثلاً في الهجوم علي تراث المسلمين. والتشويش عليه من غير المؤهلين لمعرفته ولا فهمه. ممن لا يملكون علماً ولا ثقافة. ولا حسن ادب او احترام لأكثر من مليار ونصف المليار ممن يعتزون بهذا التراث. ويقدرونه حق قدره. واصبح من المعتاد اقتطاع عبارات الفقهاء من سياقاتها ومجالاتها الدلالية لتبدو شاذة. اوضح الإمام الأكبر انه ليس صدفة بحتة أن يتزامن في بضع سنوات فقط تدمير دول عربية وإسلامية بأكملها مع دعوات مريبة تظهر علي استحياء للمناداة بتحطيم هيبة الكبير واحترامه. وتنظر إلي هذا التقليد الذي نفخر بتنشئة ابنائنا عليه. نظرة احتقار ضمن ثقافة الفوضي الحديثة. ويتزامن مع ذلك خطة مريبة لتحطيم تراث المسلمين والسخرية من ائمته واعلامه. وهجوم مبرمج علي الازهر حتي اصبح من المعتاد ادانة الازهر وادانة مناهجه عقب أي حادثة من حوادث الإرهاب. في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين وحتي صرنا نعرف توقيت هذا الهجوم بعد ان رصدناه بدقة. ووجدنا انه يحدث في احدي حالتين: الأولي بعد وقوع حوداث الإرهاب. والثانية كلما احرز الازهر نجاحاً في تحقيق رسالته في الداخل او في الخارج. أشار إلي أن الهجوم علي الحضارة الاسلامية والازهر تزامن ايضاً مع المطالبات الجماعية بإباحة الشذوذ باعتباره حقاً من حقوق الإنسان. وفي جرأة غريبة أشد الغربة عن شباب الشرق الذي عرف برجولته. وباشمئزازه الفطري من هذه الانحرافات والامراض الخلقية الفتاكة. كما تزامن ذلك مع دعوات وجوب مساواة المرأة والرجل في الميراث. وزواج المسلمة بغير المسلم. وهو فصل جديد من فصول اتفاقية "السيداو" وازالة اي تمييز للرجل عن المرأة. يراد للعرب والمسلمين الآن ان يلتزموا به ويلغوا تحفظاتهم عليه. اقترح علي المشاركين في المؤتمر انشاء اقسام علمية متخصصة في كليات الشريعة او كليات العلوم الإسلامية باسم "قسم الفتوي وعلومها" يبدأ من السنة الأولي وتصمم له مناهج ذات طبيعة موسوعية لا تقتصر علي علوم الفقه فقط. بل تمتد لتشمل تأسيسات وعلم الجدل مطبقاً علي مسائل الفقه. والعناية عناية قصوي بدراسة مقاصد الشريعة وبخاصة في ابعادها المعاصرة. من جانبه أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في كلمته التي القاها نيابة عنه د. محمد مختار جمعة وزير الاوقاف ان مسئولية الفتوي عظيمة وانضباطها يسهم في امن المجتمعات والاوطان والامم وتحقيق السلام للعالم كله. مشيرا إلي أن اقتحام غير المتخصصين وغير المؤهلين لمجال الافتاء فتح علي العالم كله ابوابا من القلاقل اصبحت في حالة ماسة إلي جهود العلماء المخلصين والمؤسسات الدينية الوسطية لمعالجتها وكشف زيغ وزيف الفتاوي المضللة وتعريتها فكرياً ودينياً وثقافياً امام العالم كله. موضحا ان الارهاب لا دين له ولا وطن وانه يشكل خطراً داهماً علي الإنسانية جمعاء ويحتاج إلي تكاتف الجهود لمواجهته خاصة العلماء والفقهاء سعيا لتفكيك مقولات الجماعات والعصابات الارهابية الضالة وكذلك مواجهة الفتاوي الشاذة والمنحرفة التي تدمر المجتمعات. قال وزير الاوقاف إن تسارع وتيرة الحياة العصرية في شتي جوانبها العلمية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجيا يحتم علي العلماء والفقهاء والمفتين اعادة النظر في كثير من القضايا الحياتية في ضوء هذه المستجدات. اوضح د. شوقي علام مفتي الجمهورية أن مصر والعالم يعيشان ظرفا عصيبا بسبب تنامي الارهاب والتطرف نتيجة الفتاوي المضللة والمنحرفة المجافية للمنهج الوسطي الصحيح واتباعها مما اسهم في انتشار العنف والفوضي وتدمير الامن والسلم. وتهديد الاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المجتمعات والافراد. اشار إلي أن العالم ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب وان اهل العلم وحراس الدين والعقيدة من اهل الفتوي والاجتهاد عليهم إدراك انهم علي ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الافكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة. مبينا أن الجهاد في ميدان المعركة لا ينفصل عنه جهاد ميدان الفقه والفكر. قال المفتي إن الارهاب يسعي لفرض سيطرته وبسط نفوذه علي عقول العامة والشباب عن طريق نشر الفتاوي المضللة والافكار المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية مما كان له اسوأ الاثر في نشر العنف والفوضي وتهديد السلم والامن في كثير من بلادنا ولولا فضل الله ثم تكاتف الدول العربية والإسلامية في محاصرة منابع تمويل الارهاب ومصادره لتغير الواقع بما لا تحمد عقباه. اكد ان تصدر غير العلماء وغير المؤهلين للفتوي أحدث اضطرابا كبيرا نتج عنه خلل واضح في منظومة الأمن والامان. واصبح السلم العالمي مهددا نتيجة التهور والاندفاع والتشدد الذي اتخذه البعض مطية لتحقيق اغراض سياسية بعيدة تماماً عن تحقيق مقاصد الشريعة السمحة الغراء. من جانبه أوضح الدكتور محمد عبدالكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة ان عدم وجود قوانين لضبط الفتوي يوثر بالسلب علي سلم المجتمع واستقراره. معتبرا ان فوضي الفتاوي معضلة لها اثر كبير علي استقرار المجتمعات مضيفا أن بعض المتصدرين للفتوي لم يفرق بين الفتوي العامة. والفتوي الخاصة. داعيا إلي حماية الفتوي. مشيرا إلي أن شرع الله لا يلقي جزافا في وسائل الإعلام علي الهواء. مطالبا الفتوي في زوايا الفتوي ومراعاة التيسير والتخفيف ولغة الوسطية وعدم اهمال الواقع. او تشويه النص. حذر الدكتور محمد مطر الكعبي. رئيس الهيئة العامة لشئون الاوقاف في أبوظبي العاملين في مركز الافتاء الانتماء إلي أي حزب او جماعة دينية. او سياسية. أو محظورة او التعريض للأشخاص او الطوائف أو المال او الدول بالاسماء او الصفات. قال الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية. إن موجة العداء ضد الإسلام في العالم ارتفعت. بعد ربطه ظلما وزورا بالارهاب موضحا أن الفتوي ليست ضد الدولة والثائرين. بل هي مع الدول وتمنع الانتفاع مع الاهواء والتأهيل. داعيا إلي وجوب التركيز علي الاختصاص والتخصص.