روائح تفوح من كل مكان، بهجة ترسم وجوه الأطفال، ولمة الأهل والأحباب، ومؤشر لاستقبال عيد الفطر وهدية الله للصائمين من عباده.. كل ذلك وأكثر علامات تصاحب صناعة "كحك العيد" في المنازل، فهناك من يتخذ العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، للعبادة فقط، وهناك من يوازن بين مشاغل الحياة والتشبث بالعبادات، وفي جميع الحالات، يحرض الأغلبية على حمل الصاجات بما تحتويه من خيرات. تقول أحد أفراد إحدى العائلات المواظبين على صناعة "الكحك" في المنزل: "نحرص على اجتماع جميع الأهل في بيت العائلة، وكل له دوره، تذهب السيدات للتسوق، ويحضرن الأغراض، من دقيق وزيوت وسمن، بالإضافة إلى (الملبن، والعجوة)، وأدوات النقش التي يتم الاتفاق عليها مسبقًا وربما تأتي باقتراحات غير مدروسة، والأبناء في انتظار التوجيهات، والأطفال الذين لا يبالون سوى بالانطلاق واللهو والسير مع الصاجات، المحملة بالكحك، والبسكويت، من أجل التسوية". وتتابع: "يبقى (الكحك المنزلي)، ذات مذاقًا خاصًا، لا يضاهيه فيه التطور المصاحب للأنواع الجديدة والمتطورة في محال الحلويات المختلفة، فمذاقه الخاص يكمن في الفرحة التي يتركها في جميع أفراد العائلة، ولمة الأهل، ورغم الإرهاق الذي يطول الجميع لكنه سيظل العادة المحببة، لأفراد العائلة، رغم اختلافها عن السنوات الماضية".