قلة الدخل وارتفاع الأسعار والأحداث السياسية أثرت قليلاً على شراء الكحك. معاني العيد تتمثل في لمة العائلة والجيران وتبادل الزيارات . صاحب أحد الأفران اسعار الكحك والبسكويت زادت لما يقرب ال 25% . في مثل هذه الأيام من كل عام تفوح رائحة "كعك العيد" التي تعلن عن نفسها بقوة بالشوارع والأزقة والحارات لتخبرنا باقتراب قدوم عيد الفطر المبارك، وما يرتبط به من عادات وتقاليد اشتهرت بها الأسرة المصرية من كل عام، فلا يكاد يخلو بيت من البيوت المصرية من مستلزمات صناعة الكعك، التي تتمثل في السمن، والسكر، والدقيق، والملبن، وغيرهم من مكوناته، التي ترتفع أسعارها تلك الأيام، مقارنة بالأيام السابقة نظرا لإقبال المواطنين عليها . وبالرغم من أن الساحة السياسية تشهد العديد من الصراعات والنزاعات، إلا أن ذلك لم يمنع المصريين من الاستعداد وإحياء "طقوس" عيد الفطر، سواء بشراء الكعك جاهزاً أو صنعه في المنزل، باعتبار الاختيار الثاني أحد الاختيارات المحببة للنفوس والموفرة اقتصادياً أيضاَ . ومن المحافظات التي لم تتخل عن عاداتها على الرغم من سقوط ما يقرب من 16 ضحية فضلاً عن إصابة المئات المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس محمد مرسي، محافظة الدقهلية فالأسواق فيها أصرت علي الاحتفال بقدوم العيد وشراء مستلزماته الخاصة، وعرضها بالأسواق التي تشهد زحاماً شديداً هذه الأيام خاصة "سوق الخواجات، والعباسي، والسكة الجديدة"، فلا مكان لموضع قدم حيث تمتلئ الأسواق بالمواطنين، بين باحث عن "ملابس العيد" وباحث عن " الكحك" أو "الحلوي" لتقديمها للزوار خلال أيام العيد . وقد استطلعت شبكة الإعلام العربية "محيط" أراء المواطنين بمحافظة الدقهلية لتتعرف على عادات وتقاليد المحافظة أيام العيد ومدى ارتباط الأسر بالكحك والبسكويت: أساسيات العيدتقول منال عمارة -42 سنة ربة منزل- أن الكحك والبسكويت من أهم مستلزمات العيد بكل بيت مصري، إلا أنها تعاني من ارتفاع الأسعار خاصة سعر البيض الذي وصل الطبق منه إلى 24 جنيهاً، فضلاً عن ارتفاع أسعار السمن والسكر، مشيرة إلي أنها حريصة علي صناعة الكعك والبسكويت بالمنزل في هذا الوقت من كل عام، نظراً لانخفاض تكلفته مقارنة بالجاهز، كما أنها تعمل علي صناعة كمية قليلة لضيق ذات اليد، وحتى يشعر أولادها وأسرتها بقدوم العيد . ضيق الوقت وأضافت أميرة ماهر -38 سنة مدرسة - أنها تلجأ لشراء الكحك الجاهز الذي يتراوح سعره من 50 جنيهاً ويصل إلي 100 جنيهاً حسب نوع المكسرات به، أو نوع السمن المستخدم فيه، موضحه أنها تعاني من ضيق الوقت فلا تتمكن من صناعة الكحك بنفسها في المنزل، كما أنها تشتري كميا قليلة لإدخال البهجة علي أولادها الذين ينتظرون قدوم العيد لتناول الكعك والحلوى . مقاطعة إلا أن -محمد الرفاعي -58 سنة محاسب - قرر مقاطعة الكعك والبسكويت هذا العام نظراً، لما تم بمصر من أحداث مؤسفة -علي حد وصفه- مستنكراً أن يصل الأمر بالبلد أن تتحول لفريقين مؤيد ومعارض، بعدما كنا أبناء وطن واحد، مشيراً إلى أنه كان معتاداً علي شراء كميات من الكحك والبسكويت كل عام إلا انه قرر هو واسرته مقاطعة هذه العادة هذا العام حتى تنجلي الأزمة . لمة العيلة وترى قدرية محمد -51 سنة ربة منزل- أن الأعياد تحمل في باطنها الكثير من المعاني التي يفتقدها المرء، نظرا لسرعة وتغير الحياة، فصناعة الكحك والبسكويت بالمنزل لها مذاق خاص، كما أنها تحمل معاني كثيرة تتلخص في "لمة العيلة والجيران"، وتعمل على إعادة جو الألفة والمودة والمحبة، الذي نفتقده مع الأهل والأقارب، مؤكدة أن هذا الجو يخلق مناخاً جديداً للكلام وتجاذب أطراف الحديث . الأطفال والكبار أما سميحة شربيني -35 سنة موظفة- فأوضحت أن أجواء العيد، تعمل علي تجمع أطفال العائلة الواحدة، لمشاركة الكبار في صنع الكحك والبسكويت والمعمول بأشكال مختلفة، سواء علي شكل نجوم، أو دوائر، مما يخلق لدي الطفل نوعاً من أنواع الانتماء لاسرته وعائلته، موضحة أن "بيت العائلة" هو الجامع لهم في الأعياد والمناسبات، والشاهد علي تلك الأحداث والذكريات منذ الطفولة . عمل مستمر يقول محمد علي -صاحب أحد الأفران- أنه مع حلول العشر الأواخر من شهر رمضان تكثف الأفران من عملها، وتعمل علي مدار الأربع والعشرين ساعة، حيث يتوافد عليها المواطنون حتى يوم الوقفة، موضحاً أن نسبة أسعار الكحك والبسكويت وصلت من 15% إلي 25% عن العام الماضي، والسبب ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صنع الكحك . وأضاف، الأسعار تختلف فهناك كعك سادة يبدأ سعره من 25 جنيهاً، كما أن الكحك بالمكسرات يصل سعره إلي 50 جنيهاً أو أكثر -حسب نوع المكسرات- كما أن هناك كحك بالسمن البلدي، وهذا يعد أغلى ألأنواع .