فى خطوة مفاجئة وتكتيك جديد، يتجه التحالف الوطنى العراقى، الذى يضم أكبر الأحزاب الشيعية، إلى إرسال وفد لعدد من دول الخليج العربى، لعرض مبادرة «التسوية الوطنية»، التى أصدرها عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامى، وزعيم التحالف، بهدف إزالة التوتر الحاصل بين الدول الخليجية والطائفة الشيعية المتهمة بالتبعية لإيران. وتأتى الخطوة فى إطار الجولات الخارجية، التى يقوم بها التحالف للترويج للمبادرة وحشد الدعم المطلوب لها من الدول العربية ودول الجوار، وهى الجولات التى بدأها «الحكيم» فى شهر ديسمبر من العام الماضى من الأردن ومن بعدها إيران، قبل أن يزور مصر فى أبريل الماضى ويلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أكد دعمه للمبادرة. وتأتى مفاجأة الخطوة التى يجهز لها «التحالف»، نظرا للخلاف المنهجى بين معظم دول الخليج العربى، وعلى رأسها السعودية، مع التيارات الشيعية العراقية التى تتحكم فى المشهد هناك، علاوة على ارتباطها بإيران، الند الرئيسى لدول الخليج، والتى تتهمها دول الخليج دائما بمحاولة زعزعة استقرارها. وقد كشف النائب جاسم محمد جعفر، عن «ائتلاف دولة القانون»، الذى يتزعمه نورى المالكى، رئيس الوزراء السابق، عن أن الجولة الخليجية المرتقبة تشمل قطر وسلطنة عمان والكويت، ما يؤكد أن السعودية والبحرين بشكل خاص ومعهما دولة الإمارات، لن تشملها الجولة، ربما لعدم ترحيبها بالفكرة وانعدام الاستعداد فى الوقت الحالي ببحث تلك التقاربات بين دول الخليج والتيارات الشيعية بالمنطقة، على الرغم من التقارب السعودى العراقى الذى حدث فى الفترة الأخيرة.
