سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصار النفوذ الإيراني في لبنان.. خامئني يعرقل التقارب مع السعودية.. زيارة عون للدول العربية وعلى راسها مصر ضربة للمخطط الفارسي في مقتل.. وحزب الله يدافع بالوكالة
بدأ حصار ايران فى الدول العربية يأخذ خطوات تنفيذية على مدار الأيام الماضية سواء فى العراق أو سوريا أو لبنان واليمن عن طريق تحجيم اذرعها السياسية فى هذه البلاد. فبعد سوريا وحصار دورها ونفوذها بعد الهيمنة الروسية بدأ الرئيس الرئيس اللبناني ميشال عون، جولة عربية يستهلها بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، لتكون أولى الزيارات الخارجية له منذ توليه رئاسة لبنان في نهاية أكتوبر الماضي لتكون بداية التحجيم الفعلى لها فى بيروت. وتأتي الجولة التي تضم، بالترتيب، قطر ومصر والأردن في محاولة لبنانية لاستعادة علاقاتها مع السعودية بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام، وذلك بعد أن شهدت العلاقات اللبنانية السعودية توترًا على خلفية امتناع لبنان على التصويت داخل جامعة الدول العربية على مشروع قرار اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، ما أثار غضب المملكة السعودية وعلى إثرها جمدت الهبة السعودية للجيش اللبناني والتي تقدر بحوالي ثلاثة مليارات دولار. ومن المؤكد سلفا أن مباحثات "عون" مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سوف يتصدرها الهبة السعودية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وعودة السياح الخليجيين وتدفق الاستثمارات السعودية إلى لبنان، وكذلك الارتباطات والتوزانات في العلاقات اللبنانيةالإيرانية التي تزعج المملكة من خلال التأثير النافذ لحزب الله اللبناني والذي يمثل الذراع الإيراني، سياسيا وعسكريا، في لبنان. وكعادتها، تحاول إيران بقيادة خامئنى قطع الطريق على التقارب اللبناني السعودي، فقبل توجه "عون" بأيام إلى الرياض قام علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني، في محاولة إيرانية لتعكير الأجواء بين بيروتوالرياض؛ حيث أبدت إيران استعدادها لتسليح الجيش اللبناني بدلا من السعودية وقد أكد "بروجردي" أن نية إيران راسخة وجادة في تسليح الجيش اللبناني، وقال نصا: "هذا الأمر طرح بشكل جدي أثناء زيارة وزير الدفاع اللبناني السابق سمير مقبل إلى إيران، لذلك نحن نعتقد أن هذا الأمر من مشمولات الحكومة اللبنانية إن شاءت أن تفعّل هذا الموضوع". وبالرغم من العلاقة الوثيقة بين "عون" و"حزب الله" إلا أن "عون" يحاول خلق سياسات متوازنة لبلاده في ظل الصراع السعودي الإيرانين الذي لم يهدأ بعد. فالرئيس اللبناني الجديد يحاول أن يبدأ عهده بشكل يحاول فيه تصحيح المسار في السياسة الخارجية اللبنانية التي نالها الاتهام بأنها أسيرة للقرار الإيراني. إلى هنا ولم يفت على حزب الله، أيضا أن يأخذ نصيبه من تعكير صفو زيارة "عون" إلى السعودية؛ حيث شن الحزب حملة موجهة ضد المملكة عشية زيارة عون، مذكرا بإعدام رجل الدين الشيعي السعودي "المتشدد" نمر النمر والذي حلت على إعدامه الذكرى السنوية الأولى، فقد وصفه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بأنه "علم من أعلام الجهاد في الجزيرة العربية"، كما حمل "قاسم" السعودية مسؤولية الفراغ الرئاسي وتعطيل انتخاب "عون" على مدى عامين ونصف العام. يذكر أن "بروجردي" قد توجه إلى سوريا قبل زيارته للبنان وأعلن أن حزب الله هو من حمى لبنان وأنهى الفراغ الرئاسي الذي توج بتولي "عون" منصب الرئيس، كما أعلن أن العهد اللبناني الجديد برئاسة "عون" سيطور علاقات لبنانوإيران مرورا بسوريا. وهنا تبدي أوساطا لبنانية اندهاشها من القلق الإيراني من توجه "عون" نحو السعودية والخليج، في الوقت الذي يهلل فيه الإعلام الإيراني بانتصاره في سوريا وهزيمة التيار الإقليمي المناوئ، في إشارة واضحة إلى السعودية. ورأت هذه الأوساط أن إيران تثبت أقدامها قبل مجيء الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وما يعزز ذلك التحركات الأخيرة بالمنطقة، حيث زيارة نوري المالكي، رئيس وزراء العراق السابق لإيران والتي أعلن من هناك إرسال قوات الحشد الشعبي العراقية (المدعومة إيرانيا) إلى سوريا، وكذلك تصريحات بشار الأسد عن انتصار إيران في سوريا، وتصريحات "بروجردي" عن ضرورة تحصين المقاومة اللبنانية (حزب الله). كل هذه التحركات تؤكد أن إيران لن تكف ولن ترجع عن ممارستها في الإقليم وتحاول بكل ما تملك الاستمرار في مشروعاتها التوسعية.