والتوقعات تشير إلى إمكانية أن تشهد العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مزيدا من التحسن فى الفترة القليلة القادمة الطريق إلى المشاركة العربية والإقليمية، فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، والذى جسده الاجتماع الذى استضافته مدينة جدة ،وضم عددا من الدول الفاعلة فى النظام العربى ،بالإضافة إلى تركيا، لم يكن مفروشا بالورود ،بل سبقته خطوات وتحركات سياسية مكثفة ،وأعادة النظر فى عدد من الملفات والقضايا ،التى قد تعرقل مثل هذا التحرك، الذى تعول عليه واشنطن ودول الإقليم كثيراً ،فى القضاء على الخطر الكبير ،وغير المسبوق الذى يمثله التنظيم على المنطقة، ودولها بالأساس ،والمخاوف من امتداداته ووصوله إلى أمريكا وبعض عواصم الغرب ،خاصة مع مشاركة الآلاف، من رعايا تلك الدول فى عمليات داعش، لقد استلزم الأمر ما يمكن تسميته »أعادة فك وتركيب« لعدد من الملفات ،ومحاصرة الكثير من الأزمات، التى قد تعرقل نجاح التحالف ،وإنجاز المهمة. فالتحالف أعاد الدفء مثلا ،إلى العلاقات الأمريكية السعودية ،والتى تأثرت كثيراً فى ظل الخلافات بين واشنطنوالرياض ،حول عدد من الملفات، منها الوضع فى مصر بعد 30 يونيو ،وكذلك التردد الأمريكى فى دعم المعارضة السورية، وكذلك التقارب الأمريكى مع إيران، ويبدو «أن المياه قد عاد ت لمجاريها» ،نتيجة الرغبة المشتركة بين البلدين ،فى القضاء على خطر تنظيم داعش ،وتجسد ذلك فى استضافة المملكة للاجتماع، الذى مثل دعما عربيا وإقليميا لخطة أوباما للمواجهة ،كما أشاد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى كثيراً، بمواقف السعودية ،وخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فى مواجهة الإرهاب. يضاف إلى ذلك عودة الاتصالات على مستوى القمة ،بعد المكالمة الهاتفية بين أوباما وخادم الحرمين. كما جسد التحالف الأخير، الرغبة فى «تطبيع العلاقات» بين دول الخليج بصفه عامه ،والسعودية بصفه خاصة مع العراق الجديد ،بعد الاتفاق الإقليمى والدولى على استبعاد نورى المالكى من رئاسة الحكومة العراقية، واختيار حيدر العبادى . كما مارس المالكى تميزا طائفيا، استهدف من خلاله السنة، بالتهميش والاستبعاد السياسى ،والتنكيل بالعشائر فى المحافظات الخاصة بهم ، وسماحة فى نفس الوقت، بسيطرة إيران على مفاصل الدولة العراقية، ومراكز اتخاذ القرار ، وكونه شريكا وضلعا مهما فى مثلث إيرانسوريا ،التى سمح لميلشيات شيعية ،مثل قوات بدر ،وعصائب أهل الحق ،وكتائب أبو الفضل العباس، بالمشاركة فى القتال ضد المعارضة السورية، ولم تكتف السعودية بدعوة العراق ،للمشاركة فى اجتماع جده ،وهو أمر يبدو منطقيا، خاصة وأنها احد مسارح العمليات ضد تنظيم داعش، بل عقد لقاء بين وزيرى خارجية البلدين ،الأمير سعود الفيصل وإبراهيم الجعفرى وزير الخارجية الجديد، والاتفاق حول خطوات لتطبيع العلاقات ،ومنها أعاده فتح السفارة العراقية فى الرياض، سبقه أيضا تصريحات على لسان الرئيس العراقى فؤاد معصوم ،ورئيس الوزراء حيدر العبادى، عن توجه لفتح صفحة جديدة، مع المحيط العربى بصفة عامة ،والخليجى بصفة خاصة. وكان التحالف ضد داعش وراء «تبريد «الخلافات الخليجية بين قطر من ناحية، وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، وجسد ذلك اللقاءات على مستوى القمة، بين قطر والسعودية، والزيارات المكوكية بين كبار المسئولين فى السعودية، إلى العواصم الخليجية. وكان اجتماع وزراء الخارجية لدول الخليج فى جده، بداية أعاده النظر فى توجه مختلف للازمة ،حيث ظهرت تصريحات على لسان وزيرى خارجية سلطنه عمان والكويت، بقرب عودة سفراء الدول الثلاثة إلى الدوحة، وقيل يومها أن الأمر يعود إلى الرغبة فى توحيد الصفوف الخليجية، أمام الخطر الأكبر لداعش ،مع اتاحة الفرصة للزمن لحل بعض القضايا المعلقة، وقد بدأت مظاهر ملفتة، منها الطلب من قيادات للإخوان المسلمين بمغادرة الدوحة. وقد كان حرص واشنطن على إنجاح التحالف، وراء اتخاذها مواقف عديدة ،قد تساعد فى عوده العلاقات إلى سابق عهدها ،بين واشنطنوالقاهرة، باعتبار أن الأخيرة عمود أساسى ،على أكثر من مستوى سياسى وفكرى ولوجستى ،فى مواجهه خطر داعش، رغم أنها أعلنت أنها لن تشارك بقواتها فى أى عمل خارج أراضيها ،ويمكن النظر إلى حرص جون كيرى على زيارة القاهرة، أول الأسبوع فى هذا الإطار. يضاف إلى ذلك عوده الحديث مجددا، عن تسليم القاهرة الطائرات الأباتشى، لمواجهه الإرهاب فى سيناء، والتوقعات تشير إلى إمكانية أن تشهد العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مزيدا من التحسن فى الفترة القليلة القادمة. وقد عالجت واشنطن بعض القضايا، التى تمثل ألغاما فى طريق التحالف الدولى ضد داعش ،ومنها دور كل من سورياوإيران، وهما معا مستبعدان من أى مشاركه ،طهران لحساسية وضعها من منظور طائفى ،فمن غير المقبول أن تشارك دوله شيعية، فى مواجهة مجموعة سنية متطرفة ، والأسلم هو ترك الأمر إلى دول تنتمى لنفس المذهب ،ولكنها تلتزم بالفهم الصحيح للإسلام، أما بالنسبة إلى سوريا فقد كان أوباما واضحا وصريحا، فى خطابه الذى حدد فيه استراتيجيه المواجهة ،عندما قال أن بلاده «لا تعول على بشار الأسد» «الذى فقد شرعيته ولن يستردها». التحالف الدولى ضد داعش، يثير الكثير من التساؤلات ،ويطرح العديد من الاستفسارات ،وقد نعود إليها فى مقال قادم. والتوقعات تشير إلى إمكانية أن تشهد العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مزيدا من التحسن فى الفترة القليلة القادمة الطريق إلى المشاركة العربية والإقليمية، فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، والذى جسده الاجتماع الذى استضافته مدينة جدة ،وضم عددا من الدول الفاعلة فى النظام العربى ،بالإضافة إلى تركيا، لم يكن مفروشا بالورود ،بل سبقته خطوات وتحركات سياسية مكثفة ،وأعادة النظر فى عدد من الملفات والقضايا ،التى قد تعرقل مثل هذا التحرك، الذى تعول عليه واشنطن ودول الإقليم كثيراً ،فى القضاء على الخطر الكبير ،وغير المسبوق الذى يمثله التنظيم على المنطقة، ودولها بالأساس ،والمخاوف من امتداداته ووصوله إلى أمريكا وبعض عواصم الغرب ،خاصة مع مشاركة الآلاف، من رعايا تلك الدول فى عمليات داعش، لقد استلزم الأمر ما يمكن تسميته »أعادة فك وتركيب« لعدد من الملفات ،ومحاصرة الكثير من الأزمات، التى قد تعرقل نجاح التحالف ،وإنجاز المهمة. فالتحالف أعاد الدفء مثلا ،إلى العلاقات الأمريكية السعودية ،والتى تأثرت كثيراً فى ظل الخلافات بين واشنطنوالرياض ،حول عدد من الملفات، منها الوضع فى مصر بعد 30 يونيو ،وكذلك التردد الأمريكى فى دعم المعارضة السورية، وكذلك التقارب الأمريكى مع إيران، ويبدو «أن المياه قد عاد ت لمجاريها» ،نتيجة الرغبة المشتركة بين البلدين ،فى القضاء على خطر تنظيم داعش ،وتجسد ذلك فى استضافة المملكة للاجتماع، الذى مثل دعما عربيا وإقليميا لخطة أوباما للمواجهة ،كما أشاد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى كثيراً، بمواقف السعودية ،وخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فى مواجهة الإرهاب. يضاف إلى ذلك عودة الاتصالات على مستوى القمة ،بعد المكالمة الهاتفية بين أوباما وخادم الحرمين. كما جسد التحالف الأخير، الرغبة فى «تطبيع العلاقات» بين دول الخليج بصفه عامه ،والسعودية بصفه خاصة مع العراق الجديد ،بعد الاتفاق الإقليمى والدولى على استبعاد نورى المالكى من رئاسة الحكومة العراقية، واختيار حيدر العبادى . كما مارس المالكى تميزا طائفيا، استهدف من خلاله السنة، بالتهميش والاستبعاد السياسى ،والتنكيل بالعشائر فى المحافظات الخاصة بهم ، وسماحة فى نفس الوقت، بسيطرة إيران على مفاصل الدولة العراقية، ومراكز اتخاذ القرار ، وكونه شريكا وضلعا مهما فى مثلث إيرانسوريا ،التى سمح لميلشيات شيعية ،مثل قوات بدر ،وعصائب أهل الحق ،وكتائب أبو الفضل العباس، بالمشاركة فى القتال ضد المعارضة السورية، ولم تكتف السعودية بدعوة العراق ،للمشاركة فى اجتماع جده ،وهو أمر يبدو منطقيا، خاصة وأنها احد مسارح العمليات ضد تنظيم داعش، بل عقد لقاء بين وزيرى خارجية البلدين ،الأمير سعود الفيصل وإبراهيم الجعفرى وزير الخارجية الجديد، والاتفاق حول خطوات لتطبيع العلاقات ،ومنها أعاده فتح السفارة العراقية فى الرياض، سبقه أيضا تصريحات على لسان الرئيس العراقى فؤاد معصوم ،ورئيس الوزراء حيدر العبادى، عن توجه لفتح صفحة جديدة، مع المحيط العربى بصفة عامة ،والخليجى بصفة خاصة. وكان التحالف ضد داعش وراء «تبريد «الخلافات الخليجية بين قطر من ناحية، وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، وجسد ذلك اللقاءات على مستوى القمة، بين قطر والسعودية، والزيارات المكوكية بين كبار المسئولين فى السعودية، إلى العواصم الخليجية. وكان اجتماع وزراء الخارجية لدول الخليج فى جده، بداية أعاده النظر فى توجه مختلف للازمة ،حيث ظهرت تصريحات على لسان وزيرى خارجية سلطنه عمان والكويت، بقرب عودة سفراء الدول الثلاثة إلى الدوحة، وقيل يومها أن الأمر يعود إلى الرغبة فى توحيد الصفوف الخليجية، أمام الخطر الأكبر لداعش ،مع اتاحة الفرصة للزمن لحل بعض القضايا المعلقة، وقد بدأت مظاهر ملفتة، منها الطلب من قيادات للإخوان المسلمين بمغادرة الدوحة. وقد كان حرص واشنطن على إنجاح التحالف، وراء اتخاذها مواقف عديدة ،قد تساعد فى عوده العلاقات إلى سابق عهدها ،بين واشنطنوالقاهرة، باعتبار أن الأخيرة عمود أساسى ،على أكثر من مستوى سياسى وفكرى ولوجستى ،فى مواجهه خطر داعش، رغم أنها أعلنت أنها لن تشارك بقواتها فى أى عمل خارج أراضيها ،ويمكن النظر إلى حرص جون كيرى على زيارة القاهرة، أول الأسبوع فى هذا الإطار. يضاف إلى ذلك عوده الحديث مجددا، عن تسليم القاهرة الطائرات الأباتشى، لمواجهه الإرهاب فى سيناء، والتوقعات تشير إلى إمكانية أن تشهد العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مزيدا من التحسن فى الفترة القليلة القادمة. وقد عالجت واشنطن بعض القضايا، التى تمثل ألغاما فى طريق التحالف الدولى ضد داعش ،ومنها دور كل من سورياوإيران، وهما معا مستبعدان من أى مشاركه ،طهران لحساسية وضعها من منظور طائفى ،فمن غير المقبول أن تشارك دوله شيعية، فى مواجهة مجموعة سنية متطرفة ، والأسلم هو ترك الأمر إلى دول تنتمى لنفس المذهب ،ولكنها تلتزم بالفهم الصحيح للإسلام، أما بالنسبة إلى سوريا فقد كان أوباما واضحا وصريحا، فى خطابه الذى حدد فيه استراتيجيه المواجهة ،عندما قال أن بلاده «لا تعول على بشار الأسد» «الذى فقد شرعيته ولن يستردها». التحالف الدولى ضد داعش، يثير الكثير من التساؤلات ،ويطرح العديد من الاستفسارات ،وقد نعود إليها فى مقال قادم.