أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة اليوم الموحدة بعنوان "خطورة التكفير والفتوى بدون علم وضرورة الاصطفاف في مواجهة الإرهاب"، أنها من أهم الخطب ومن أهم القضايا الفكرية حيث انتشر العنف والقتل والتفجير وأنهارا من الدماء فى عالمنا الإسلامى بسبب التكفبر والفتوى بدون علم. وأضاف أنه شيء مؤلم على النفس حينما ننظر إلى العالم الآخر فنجده مشغولا بعمارة الأرض والكون والصعود للمريخ بل والتفكير فى إنشاء مدن عليه ومن اكتشاف علاج للأمراض المستعصية والاستعداد لإطلاق المعجزة الكبرى لخدمة الإنسانية وهى العلاج بالخلية الجزعية، ثم ننظر الى منطقتنا وبلادنا نجد أننا ننزل الى تحت الصفر إلى ألف باء إنسانية إلى البديهيات إلى علاج العقول المريضة بالطائفية والعنصرية والكراهية والتكفير والتفجير. وأشار إلى أن أخطر ما يصيب الانسان هو سرقة عقله منه فقديما قالوا: ( من سرق مالك فقد ظلمك ومن سرق عقلك فقد قتلك)، وأن التكفير مرض يصيب العقل فكما يصاب الجسد بالمرض يصاب العقل بالمرض ومرض العقل أخطر الامراض لأنه مدمر ومخرب وهو ليس خطرا على نفسه فقط ولكنه خطر على المجتمع والبشرية. وأوضح ان فيرس التكفير أخطر من فيرس الإيدز لان خطره ليس على المريض فقط وانما على المجتمع بأكمله وان الامم يتوقف مصيرها على عقول أبنائها، فإذا كانت عقولا سليمة ناضجة انسانية فهنيئا لهذه الامة التقدم والاستقرار والامن والأمان. واشار الى أنه إذا كانت عقول ابنائها فى إجازة مفتوحة وسلموها لشيوخ منصر ورؤوس أفاعى يعبثون بها ويجعلوهم قنابل موقوته للقتل والخراب فناقوس الخطر يدق وبشدة انتبهوا الوطن فى خطر شديد. وتابع قائلا: "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، فمن انحرف عن الوسطية والاعتدال فهو مريض فى حاجة إلى العلاج وكان نبينا يحذر من الغلو فى الدين والتشدد؛ لأنه يعلم أن مصير المتشدد يصل إلى التكفير وبعد التكفير يكون التفجير والدم. وأكد ان التكفير ليس مرض اليوم ولكنه قديم فكان المكفرون يكفرون حتى الصحابة فأول تكفيرين في التاريخ الاسلامى هم الهمج الذين كفروا سيدنا عثمان وحاصروه وقتلوه ثم يأتى بعدهم الخوارج كفروا سيدنا على بسبب فهم مغلوط للاسلام ومع ذلك لم يكفرهم سيدنا على وقال عنهم إخواننا بغوا علينا ومع ذلك لم يمنعهم من دخول المسجد والاخذ من الغنيمة وبعد ذلك اصدروا حكمهم بقتل سيدنا على ومعاوية وعمرو بن العاص سيدنا معاوية وعمرواحتاطا اما سيدنا على فقتلوه لانه في اعتقادهم انه كافر وفى اثناء قتله كان عبد الرحمن ابن ملجم الخوارجى القاتل كان يقول له ان الحكم الا لله لعلى وكأن على لا يطبق شرع الله. واشار الى انه ليس العالم من تلطخت يده بدماء فتاوى القتل والتكفير..وليس العالم من بلغ سنام علمه عنان السماء وإنما العالم الحقيقي الرباني هو من سلمت منه دماء الناس وأموالهم وأعراضهم. واضاف ان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده من الآفات التى ابتليت بها أمتنا افة الفكر التكفيري المتشدد الذى يدعو لسفك الدماء البريئة ورفض التعايش السلمى الذى دعا اليه الاسلام، والسبب فى ذلك بالطبع هو الجهل واتباع اناس جهلة ضالين ومضلين يفتون بدون علم أو لمصالح خاصة وسياسية يوظفون الدين لمصالحهم واهدافهم الشيطانية ويستخدمون لذلك غلمانا صغارا سرقوا عقولهم ومسخوهم واقنعوهم ان ذلك جهاد وانه خدمة للدين والاسلام وانك سوف تتمتع ب70 من الحور العين فى الجنة. وتابع قائلا: "مثال ذلك هذين المغيبين اللذين فجرا نفسيهما فى كنيستى طنطا والاسكندرية وقتلا نفسهما وقتلوا الابرياء المسالمين معهم وقبل ذلك الذى فجر فى البطرسية بالعباسية هؤلاء ورائهم مجرمين شيوخ منصر مسحوا عقولهم فعليهم لعنة الله والانسانية بأكملها". وأضاف: "أقدم واجب العزاء فى جميع الشهداء الذين سقطوا عليهم رحمة الله وأسكنهم فسيح جناته وعجل الله فى شفاء المصابين، والله ما انتقم من التكفيريين السفاحين المجرمين ومن وراءهم من رؤس الفتنة والضلال، وقبل ذلك قتلوا الشيخ الذهبى بعد أن خطفوه من بيته بخدعة خبيثة، وهو الشيخ الوقور المستنير الوسطى الازهرى المعتدل ولم يحمل رشاشا او سيفا وانما كان يحمل قلما ويحمل فكرا انسانيا لكنهم كفروه فقتلوه قتلة بشعة اطلقوا طلقة في عينيه اليسرى. وتابع: قتلوا السادات اعتقادا منهم أنه كافر لانه عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل مع أنه اتفاق سياسي ونحن نعلم أن الرسول عقد اتفاقية صلح الحديبية مع المشركين في اتفاق سياسي ورفض أن يستخدم صفته الدينية في اتفاق سياسي وقتلوا فرج فودة وهو لم يحمل مسدسا أو خنجرا بل يحمل قلما والذى قتله لم يقرأ له حرفا واحدا وفى المحكمة سألوه لماذا قتلته قال لأنه كافرا وللأسف هذا وراءه شيوخ ضالين مضلين تكفيريين غيببوا هؤلاء الشباب فأصبحوا قنابل موقوتة. واشار الى أن النبي قد اخبرنا وحذرنا من هذا المرض: "فقال أيما امرئ قال لاخيه ياكافر فقد باء بها احدهما، ان كان كما قال وإلا رجعت عليه"، وان هؤلاء المرضى التكفيريين الدمويين يشوهون صورة الاسلام وينشرون الكراهية والبغضاء والعداوة فى المجتمع وينصبون من انفسهم وكلاء لله فى الارض يوزعون صكوك الغفران على من شاؤا وهم جهلة بالدين وامور الدنيا فهل زرعوا وحصدوا وعمروا وانتجوا وشاركوا وساهموا فى التنمية والبناء والانتاج وعمارة الارض واوامر الله ( هو انشأكم من الارض واستعمركم فيها ) بالطبع لا بل ساهموا فى نشر الخراب والحرق والقتل ويتموا الاطفال ورملوا النساء وحرقوا الاخضر واليابس فاللهم قلل من امثالهم يارب. واضاف " اصبحت استحى ان اقول الاسلام امرنا بالتعامل بالحسنى مع المسيحي والاخر، عيب علينا ان نقول ذلك ان الاسلام أمرنا ان نحسن للمسيحيين، وهذه بديهية لاتحتاج إلى توصيات ولا نصوص الفطرة كافية بذلك". واشار الى ان الفتوى بغير علم هى تتسبب فى الضرر والدماء وهناك من يثقون فى شيوخ مكفراتية هم أشد ضررا على الوطن والامة من الاعداء، والله يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، وعلينا ان نصطف جميعا مع الذين يقدسون الوطن ويخافون عليه ونكون يدا واحدة ضد الارهاب والمشروع التكفيري للاخر حتى نحمى وطنا مصر من ايد العابثين فيه الذين لايقدرون قيمة ومعنى الوطن فحماية الوطن حماية للدين.