التكفير مرض يصيب العقل فكما يصاب الجسد بالمرض يصاب العقل بالمرض ومرض العقل اخطر الأمراض لأنه مدمر ومخرب وهو ليس خطرا على نفسه فقط ولكنه خطرا على المجتمع والبشرية ..فمن سرق مالك فقد ظلمك ولكن من سرق عقلك فقد قتلك ..وان الأمم يتوقف مصيرها على عقول أبنائها فإذا كانت عقولا سليمة ناضجة إنسانية فهنيئا لهذه الأمة التقدم والاستقرار التكفير ليس مرض اليوم ولكنه قديم فكان المكفرون يكفرون حتى الصحابة فأول تكفيرين في التاريخ الاسلامى هم الخوارج كفروا سيدنا على بسبب فهم مغلوط للإسلام ومع ذلك لم يكفرهم سيدنا على وقال عنهم إخواننا بغوا علينا ومع ذلك لم يمنعهم من دخول المسجد والأخذ من الغنيمة وبعد ذلك أصدروا حكمهم بقتل سينا على ومعاوية وعمرو بن العاص سيدنا معاوية وعمر واحتاطا اما سيدنا على فقتلوه لأنه في اعتقادهم انه كافر وفى أثناء قتله كان عبد الرحمن ابن ملجم الخوارجى القاتل كان يقول له أن الحكم إلا لله لعلى وكأن على لا يطبق شرع الله .. أما في العصر الحديث فكانت الجماعات الإسلامية لها دور في التشدد والتكفير والقتل ... فقد قتلوا الشيخ الذهبي رحمه الله تعالي بعد أن خطفوه من بيته بخدعة خبيثة وهو الشيخ الوقور المستنير الوسطى الازهرى المعتدل لم يحمل رشاشا أو سيفا وإنما كان يحمل قلما ويحمل فكرا إنسانيا لكنهم كفروه فقتلوه قتلة بشعة أطلقوا طلقة في عينيه اليسرى .. قتلوا الرئيس السادات رحمه الله تعالي الذي أخرجهم من السجون لكي يعيشوا ويرجعوا إلي الله ويتوبوا من فكرهم الحجري وقد قتلوا السادات اعتقادا منهم انه كافر لأنه عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل مع انه اتفاق سياسي ونحن نعلم أن الرسول عقد اتفاقية صلح الحديبية مع المشركين في اتفاق سياسي ورفض أن يستخدم صفته الدينية في اتفاق سياسي .. وقتلوا المفكر الكبير فرج فودة رحمه الله تعالي وهو لم يحمل مسدسا أو خنجرا بل يحمل قلما والذي قتله لم يقرأ له حرفا واحدا وكان هذا القاتل أجهل من أبي جهل ولكنه غيب من جماعات الجهل والتخلف والتحجر أعداء الله ورسوله وفى المحكمة سألوه لماذا قتلته قال لأنه كافرا وللأسف هذا وراءه شيوخ ضالين مضلين تكفيريين غيبوا هؤلاء الشباب فأصبحوا قنابل موقوتة هناك من الجماعات الإسلامية من قال نحن أخطأنا وتراجع وأصبح مستنيرا مثل دكتور ناجح إبراهيم الذي قال أخطأنا لقتل السادات والآن هو مستنيرا معتدلا .. وضرب مثلا بالشباب المغيب الذي التحق بالتكفيريين مثل إسلام يكن خريج الليسيه وعازف الموسيقى والجيتار التحق بالدواعش وأصبح هوايته الآن الجثث والرؤوس المقطعة وأعطيكم مثال أخر ..بدكتور فلسطيني اسمه (وسام العطل )له عيادة في جباليا تركها ودخل مصر من الأنفاق وسافر إلى تركيا ودخل سوريا وفجر نفسه في جنود سوريين وترك جنود إسرائيل على بعد 2 ك وهم الاعدء الحقيقيين وللأسف مغيبين . تنظيم القاعدة كم قتل من المدنيين قتل في الرياض قتل في المغرب في اليمن في مدريد في أمريكا قتل جندي امريكى فقتل معه 70 طفلا قتلوا أبرياء .. ولقد شاهدت فيديو من أجرم ما رأيت للقاعدة وهم يفجرون مستشفى في اليمن فتخيلوا معي ما الذي ممكن أن يكون في المستشفى هل فيه بيت دعارة ؟ فيه مرضى يطلبون من الله الشفاء فجاء المجرمون بسيارة مفخخة لتفجر المستشفى فيموت المريض والطبيب وانقلب المستشفى إلى مجزرة ومن فلت من التفجير لاحقوه بالآلي والقنابل فلو أراد إبليس أن يحصل على دورة إجرام يأتي ليتعلم من الجماعات التكفيرية مثل داعش والنصرة وبيت المقدس والقاعدة .. قتلوا جنودنا أمس برفح مع العلم أن منهم لا علاقة له بالسياسة ولا اى شيء ولكنه عمله في هذا المكان يتموا أطفالهم ورملوا نساؤهم .. الإسلام يشوه بأعلى صور التشويه في هذه الأيام فلو انفق أعداء الإسلام ملياراته ما استطاعوا أن يشوهوا الإسلام مثل ما شوهه أبنائه .. بلاد المسلمين هي أكثر البلاد عنفا وفيها بحار من الدماء العالم يسير بشكل طبيعي ولكن بلادنا أصابها العنف والقتل والتكفير ولا حول ولا قوة الا بالله .. وفى النهاية قال نفترض ان كافرا أراد الدخول في الإسلام فطبيعي هينظر لحال المسلمين فسوف يسأل نفسه ادخل في السنة ولا في الشيعة وفى الشيعة يدخل في الزبدية ولا الاباضية ولا الاثنى عشرية ولا السبئية ولا الجعفرية ولا ولا أم يدخل في السنة هل يدخل في السلفيين أم في الإخوان أم الجهاديين أم الصوفيين ام يدخل مع الدواعش ولا يدخل بوكوحرام ام جبهة النصرة أم أنصار جماعة الجهل الديني أم الشريعة أم القاعدة أم مئات الجماعات والفرق المختلفة وكل جماعة تقول إنها تطبق الإسلام الصحيح والباقي خطأ بل منهم من يكفر بعضه البعض لذلك أقول هل من إسلام بلا مذاهب ولا جماعات ولا فرق إسلام ما كان عليه النبي عليه السلام والصحابة شعاره (أن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ونحمد الله للجيش المصري الذي حمى مصر من السقوط والوصول بها إلى الدول التي سقطت مثل ليبيا وسوريا والعراق والصومال ولكن الحمد لله لان جيشنا ليس فيه طائفية ولا مذهبية عندنا المسيحي يقاتل مع أخيه المسلم رأينا ذلك في حرب 73 --- فبعد الخراب العربي لو خيرت دول مثل ليبيا الآن لقالت رغم فساد القذافى الا إنهم كانوا يعيشون في أمان لأنها الآن خربت وانتشر القتل والعنف إذا خيروا بين السيئ والأسوأ لاختاروا اخف الضررين . حمى الله ارض مصر وجيش مصر من كل سوء ومن كل غدار (الإنسانية هي الحل) -------------- بقلم / نشأت عبد السميع زارع إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بمصر