لا يوجد قاصِ أو دانٍ، قادما أو ذاهبا من وإلي محطة الزقازيق، إلا ويرى ويعرف "عم طلعت" الذي بات أبرز علامات المكان. يعيش طلعت بين الصحف والكتب منذ أكثر من 30 عاما، يتنفس الأحرف ويستنشق العناوين، ليكون بذلك أقدم بائع للكتب في مدينة الزقازيق. تمر الأيام والسنوات ويتحول عم طلعت من صاحب فرشة كتب صغيرة إلى متعهد كتب لكبرى الصحف بالمحافظة، وعن حكايته يتذكر طلعت الأيام الأولى من حياته ويقول: " كنت بضيع كل مليم في جيبي على شراء الكتب القديمة، حيث كانت هوايتي المفضلة ". أضاف: لكن بعد تخرجي من المعهد اللاسلكى رفضت العمل في مجال دراستى، وقررت إنشاء مشروع خاص بى، فلجأت للكاتب الصحفي " سمير رجب" فساعدنى على جلب الصحف والكتب، كما اختار لي المكان الذي أجلس فيه حاليا منذ 30 عاما". ويستمر في حديثه قائلا:" منحنى القراءة ما بين الانخفاض والارتفاع، فمنذ ثورة يناير وال6 أشهر التالية لها كانت القراءة والصحف على وجه الخصوص في ارتفاع كبير لتلاحق الأحداث والرغبة في معرفة ما يدور. ويضيف: رغم أن بائعى الكتب -سفراء الثقافة- يمثلون جزءا كبيرا من وسائل نشر الثقافة، إلا أن الأجهزة التنفيذية لا تلقى بالا بهم، ولا ترحمهم معلقا: عايزين ياخدوا الحاجة ببلاش، بل ويفرضون علينا غرامات ومخالفات تصل إلى 8 آلاف جنيه وهو ما يخالف نص المواد 47، 48، 71، 72 من قانون حماية المنظومة الصحفية، بداية من منافذ بيع الكتب وحتى أكبر مؤسسة صحفية. من 5 وحتى 20 جنيها تتراوح أسعار الكتب والروايات، كل حسب تصنيفه وثقل الكاتب، لكن الجميل في الأمر هو تواجد كتب نادرة قاربت على الانقراض. "بصراحه الفرق شاسع بين أسعار المكتبات وأسعار طلعت، انا باشتري أكثر من كتاب بثمن كتاب واحد من المكتبة فضلا عن استشارة طلعت وتوجيهه لأهم الكتب وأجملها لذا أصبحت من زبائنه منذ أكثر من 6سنوات، هذا ما أوضحته مريم. " الكتاب القديم له هيبة وقدسية خاصة لمن يتذوق القراءة والأدب وهو ما يجعلني أكثر إقبالا عليه من نظيره الجديد، حسب رؤية محمد طارق. أما سرور فقال: "البي دي إف" سحب البساط من الكتاب الورقي للأسف والنت والتكنولوجيا جعلت الكثيرون يعزفون عن الشراء ويكتفون بقراءة الكتب وتصفحها عبر جوجل وبدون تكاليف. ليس طلعت وحده من يعاني في المجال فعم " صبرى" بائع الكتب بمنطقة المشروعات التي تسبق جامعة الزقازيق هو الآخر عشق القراءه فجعلها مشروع حياته. فعلى كورنيش بحر " موريس" يجلس عم صبرى ومعه ما يحمله من كتب ليتحدث ل"البوابة نيوز" قائلا:" الشباب أبرز المترددين على المكان وروايات الشباب خاصة أحمد مراد واحلام مستغمانى تتصدر القمة في الإقبال. ويستمر:" انا في المهنة وانا عندى 18 سنة بعد الثانوية العامة". وبدأت كهواية في القراءة، وفضلت بيع الكتب عن أي مهنة أخرى لأننى أرغب في التعامل مع فئة معينة من المجتمع من المتعلمين والمثقفين. وينهى صبرى كلامه: أما أنا فأقرأ المجلدات الدينية والتنمية البشرية لأن مثلى الأعلى إبراهيم الفقى -رحمه الله-.