"صورني شكرًا"، جملة لم يعد لها محل من الإعراب بين أروقة ستديوهات التصوير، خاصة بعد الطفرة التي حدثت في مجال الاتصالات، وثورة التكنولوجيا، وانتشار الهواتف الذكية، فمنذ سنوات ليست بالبعيدة كانت ستديوهات التصوير تكتظ بالزبائن لتسجيل لحظات العيد، إلا أن الأمر بات مختلفًا الآن، بعد منافسة عدسات المحمول لعدسات المصور. ومع ظهور الهواتف المحمولة المزودة بالكاميرات عالية الجودة، باتت مهنة التصوير تقل شيئا فشيء، وتكاد تختفي. وقال إبراهيم الصباح، صاحب كبرى استديوهات التصوير بالشرقية،: "أنا وأبناء عمومتي نعمل في هذه المهنة، لأنها مهنة الأجداد، ولكن الوضع الحالي ليس على ما يرام، باستثناء الأفراح، فما زالت بعض الأسرة متمسكة بفكرة التقاط الصور داخل الاستديو". ومن منا لا يذكر الفنان أحمد زكي في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، الذي أدى فيه دور "مصور الغلابة"، أو المصور المتجول الذي يلتقط الصور للأشخاص، في مقابل مادي قليل، وهذا النوع من المصورين انقرض تقريبًا. وقال محمد رضا، مصور متجول بمنطقة الجناين في مدينة الزقازيق،: "زي ما انتوا شايفين كام واحد ماسك موبايل بيصور نفسه، وكام واحد عايزني أصوره". فيما انجذب عدد من الشباب إلى فكرة الرسم بالفحم أو الرسم بالرصاص، مؤكدين أن التصوير أصبح تقليدي، لكن رسم صورتك أو صورة من تحب، أصبحت من الهدايا التي تلقى السرور في قلوب الغير.