"ربنا ما يقطع لكم عادة".. كلمات لم تعد تجدي في استعطاف الأبوين من أجل الحصول على نفحة العيدية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتعثرة للكثير من الأسر، وهو ما جعل الآباء يردون بجملة أكثر ذكاءً ودبلوماسية للخروج من المطب بشياكة بقول: "خليها عليكم السنة دى"، أما الأمهات فيلجأن لحيل بديلة للهروب لعل أهمها صنع للحلويات المنزلية بديلًا عن ورطة العيدية. وفى ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها معظم البيوت المصرية الآن، والزيادة المطردة في أسعار السلع، وحلول العيد الأضحى المبارك بالمقاربة مع دخول العام الدراسى الجديد، صار هذا التقليد منقرضًا وربما يقتصر فقط لأبناء الأقارب منعًا للحرج. بعض الآباء اكتفوا بإعطاء العيدية لأبناء الاخ والاخت دون ابنائه وهو ما أكده محمد سالم، مدرس التربية الرياضية الذي علق ضاحكا: ولادى مقدور عليهم. اما محمود على فعقب: " انا موظف على اد حالى وطبعا اقل شئ يمكن أن ياخذه طفل 20 جنيه على عكس الاعوام الماضية كانت 5 جنيه تكفى، لكن في ظل ازدياد الأسعار كان لابد من زيادة العيدية " لهذا قولت لاولادى الخمسة " خليها عليكم السنه دى " واكتفيت بالعيدية لابناء الاخوة أو بشكل أوضح " برد اللى بيجبوه لاولادى من فاكهه باعتبارها دين ". وعلى اعتبار أن هذا العيد هو الاضحى المبارك يتميز بوجود لحوم الاضاحى، اكتفت بعض الاسر بما يصل للاقارب من لحوم تحت مبرر "العيد لحمة " فيقول ممدوح محمود " اكتفى بعيدية اللحوم فقط ليس هذا العام فقط ولكن منذ اعوام بعيدة وانا على هذا الحال " ولكن تبقى فرحة الأطفال في حصولهم على المبالغ النقدية في ايديهم والتي يعتبرونها خاصتهم. فيقول السيد عبد العزيز" الأولاد مالهومش ذنب في الغلا "، موضحا أن الاعياد ينتظرها الأطفال على احر من الجمر، ليس لاخذ الأموال فقط ولكنهم يشعرون انها خاصة بهم، مؤكدا أنه لن تنقطع عن هذه العادة مهما كانت الأسباب تحت مبرر "ربنا ما يقطع لنا عادة". وفى هذا السياق رفع الأطفال والبنات شعار "اللهم عيدية تنعش الوضع الاقتصادى" فتقول حنان سعيد "لا مفر من العيدية انا بظبط مع بابا واخواتى من قبلها بأسبوع واخطط هاعمل بيهم ايه بعد العيد". وكعادتهن السيدات يلجان إلى الحيل الذكية للخروج من الاحراج الذي قد يحدث عند الذهاب إلى صديقاتهن وعدم اعطاء عيدية لأولادهن بماهداتهم بالحلويات وغيرها.