على الرغم من تنوع طقوس الاحتفال به، إلا أن «عيد الأضحى» يظل الزائر السنوي الذي يوحد شعوب العالم في انتظاره، بفرحة عارمة يستقبل العالم العربى عيد الأضحى بمظاهر تختلف من دولة لأخرى، فبينما تحتفل الشام بوليمة من الأكلات الشعبية تحتفل دول الخليج بعقد جلسات من الشوى بينما يقوم شعوب المغرب العربى بعمل مائدة من المأكولات التى يأتى على رأسها الكسكسي. تونس.. «لمة ببيت الجد وكسكسي وقديد» الاجتماع فى بيت "الجد" عادة أهل تونس فى أول أيام عيد الأضحى، حيث تجتمع العائلة فيه بعد الصلاة، فتقول صابرين السعيدانى «في بيت جدي نجتمعوا، نعملوا باربيكيو وسلطة وعصير ليمون، بعدها ناخذوا لحم الذبيح نوزعوه»، مضيفة أن فترة ما بعد العشاء مخصصة لاستقبال الجيران والمعايدات، لذلك ترجع كل عائلة إلى بيتها. «كسكسي بالعصبان» الضيف التونسي الذي يفضله أهل تونس في ثانى أيام العيد، المخصص للأكلات الشعبية، فتقول صابرين «تانى يوم لازم ناكلوا كسكسي ومرقاز»، بالإضافة إلى عادة تعرف عند التوانسة فقط وهي تجفيف اللحم تحت أشعة الشمس، لتحضير وجبة "القديد". «العيال كبرت ومدرسة المشاغبين» عادة أهل الأردن المفضلة في العيد «المسرحيات المصرية الكوميدية» طقس مفضل لدى أهل الأردن فى العيد، فتقول هدى قمحية "العيد بالأردن مرتبط بالمسرحيات، دائماً الناس بتحضر العيال كبرت و مدرسة المشاغبين"، ليجتمع الأهل والجيران حولها فى "ديوان البيت"، وهو مكان مخصص للتجمعات العائلية الكبيرة. باب البيت الأردني لا يغلق في العيد، استعدادًا لحضور الضيوف في أي لحظة، فتقول هدى «البيت فى العيد لا يخلو من الناس»، ليستقبلهم الأهل بالكعك والمعمول، وليشاركوا بعضهم فى اعداد "المنسف" طبخة العيد الشعبية، بكميات كبيرة، لتبادلها مع الوافدين عليهم. «العيدية» في الأردن مخصصة للأطفال والنساء فقط، فتصفها هدى بأنها "أهم جزء في العيد»، فعادة الرجال بعد توزيع الأضاحي، اللف على بناتهم المتزوجات، والأخوات، والعمات والخالات، لتوزيعها عليهن. الحزن يمنع أهل «الإمارات» من الاحتفال بالعيد الطابع الترفيهي والاحتفالي التى تتميز به دولة الإمارات، فى أيام العيد، من استعداد المراكز التجارية الكبيرة، بتوفير ألعاب ونشاطات محتلفة للأطفال، وتعليق الزينات في الشارع، لن تشهده هذا العالم بسبب وفاة الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم الأبن الأكبر لحاكم إمارة دبي، بعد إعلان الحداد عليه، وتخييم الحزن على الشعب، فتقول تقى بكر «الأجواء لا تساعد على الاحتفال بأي شكل»، مضيفة أنهم سيكتفوا بممارسة طقوسهم اليومية المعتادة بدون أي مظهر احتفالي. في فلسطين العيد «فرحة» رغم أنف الاحتلال «الصلاة في الأقصى» ليست حلم أهل فلسطين فقط، بل كل شعوب الدول العربية، إلا أن العيد يحقق بصيصا من الأمل للفلسطنيين، فى تسهيلات الدخول للصلاة فى المسجد، فتقول هدى فراح من أهل الضفة «في ناس بتستنى العيد ليحصلوا على تصاريح الدخول إلى القدس والمناطق المحتلة، لأنه عادة بيكون في تسهيلات بهيك أوقات». زيارة الشهداء فى قبورهم، شراء الملابس الجديدة للأطفال وتوزيع الألعاب عليهم، الخروج مع الأهل، وتبادل الزيارات، وتحضير الحلويات، أشياء بسيطة تدخل البهجة على قلوب أهل فلسطين، تنسيهم أوجاعهم، وتخفف عنهم قهر الأحتلال. العيد العراقي.. «كليجا وعيدية وألعاب نارية» أمام الفرن فى الدار تجتمع الجدة بأبنائها وأحفادها، تعد لهم «الكليجا» أهم ما يتميز به العيد عند أهل العراق، وهى عبارة عن معجنات محشية بالتمر والمكسرات، فالعجن والخبز من طقوس السيدات العراقيات التي لا تتنازل عنها ابدًا رغم الدمار الذي حل بأغلب مناطق البلد. «العيدية» في العراق ليست مقتصرة على أبناء الأهل فقط، بل إلى الأصدقاء أيضا، فيقول على شاكر «من العادات عندنا أن أبو صاحبي يعطينى عيدية زى أولاده بالظبط». لعب الأولاد والخروج والاحتفال بالألعاب النارية أهم مظاهر البهجة العراقية في العيد، الذى تصبح أيامه مصدر فرح ينتظره أهل بغداد من عام لآخر. عيد سوريا.. العبوات الناسفة حلت محل الألعاب النارية لم يعد العيد في سوريا يعرف طعم الفرح، بعد تفرق أهلها في البلاد، فالحرب شتت «لمة العائلة» ودمرت البيت الشاهدة جدرانه علي مباهج العيد واستعداداته، من تجهيز الطعام، والحلوى، ولعب أطفال الحي، وتجمع جيرانه. "ما بقي في شي مميز بالعيد" هكذا يقول سليمان منصور من أهل حمص، المتأثرة بويلات الدمار، متذكرا كيف كانت الشوارع والحدائق العامة تمتلئ بالزحام، وعربات بيع الألعاب والحلويات، لكن لم يبقى الحال كما هو عليه، فخلال الأسبوعين الماضيين شهدت حارته على خمسة انفجارات، ليتسائل سليمان "أي عيد هذا؟". عمان.. عيدها أجمل أيام بالزي التراثي الشعبي، يجتمع أهل عمان داخل المساجد لصلاة العيد، لينطلقوا بعدها فى توزيع الأضاحى على أهل المدينة، ويتخصص الأطفال فى توزيع الحلوى على البيوت المجاورة لهم، لتصبح المدينة كأنها عائلة واحدة. القهوة العربية، المكسرات، تعطر المنازل بالبخور، الخروج في البر للشوى وإعداد أكلات العيد كالقلية، والمشاكيك، كلها عادات يحرص أهل عمان على اتباعها فى عيد الأضحى، كما تحكى مريم الحمدانى، مضيفة "العيد في عمان أجمل أيام".