موجات من الأتربة المتصاعدة تخرج من نوافذ البيوت تحسبها للوهلة الأولى حريق شب بأحد الشقق السكنية.. سجاد يتم التنكيل به على أسوار البالكونات من خلال كائن المنفضة.. ستائر تعلق وأخرى تعلن الانسحاب.. مياه تتسرب من خلف الأعتاب لتغرق الشوارع، وصوت مذياع يعلو بأصوات شعبية يلهب المشاعر ونساء وفتيات تصدرن المشهد الحربي بأدوات منزلية بسيطة وملابس مهترأة لا تعرف للأناقة طريق..هكذا يكون المشهد في يوم الوقفة وليلة العيد. ساعات قلائل وتطالعنا تكبيرات العيد بقدوم أطهر أيام الله على الأرض والتي من أجلها يقضي الجنس الناعم على اختلاف أعماره وطبقاته يوم كامل من الشقاء في رحلة التنظيف للمنازل خاصة في المناطق الشعبية، وتبدأ معاناة ليلة العيد، المحببة لقلوبهن بغزو كل ماهو مغبر تتحول البيوت إلى جنات هادئة تستقبل الضيف المبارك. بداية اليوم تحتم على الجميع تنظيف المنزل أما المكافأة تكون في نهايته بالذهاب لمراكز التجميل؛ استعدادا لاستقبال الزوج في يوم العيد والأزوار. فتقول عبير يوسف "وقفة العيد مطحنة للبنات" لتوضح أن العادة الجارية هي التنظيف يوم الوقفة على اعتقاد من الأمهات، بأنه اليوم الوحيد الذي لو لم تحدث به عملية النظافة لانتهى الكون، متسائلة ما الفارق بين هذا اليوم وغيره من الأيام، حد يقول لماما تهدي. فيما قالت أم جودى: "إنتى عايزة جارتى شقتها تكون أحسن منى" وبشيء من التفصيل ألقت الضوء حول الغيرة بين السيدات، ومحاولة إبراز لكل منهن أنها أفضل من أقرانها خاصة من كن في عائلة واحدة " فتقريبا الضيوف هم نفسهم، وبعد انتهاء العيد يسرد كلا منهم ما يراه عند الاخريات وتحدث المقارنة ومن ثم الشجار أحيانا. واختتمت: "لازم أكيد أخلي الشقة عروسة حماتي دى مش بيعجبها العجب". أما الجنس الخشن فأعلنها صريحة نحن نعامل معاملة الكفار في هذا اليوم وعلينا للأسف الالتزام بكل التعليمات التي أولها فرض حظر التجوال بالصالون وغرفة الضيوف، فضلا عن حالة الصراخ التي لا تتوقف ومحاضرة التقطيم إياها والجملة الخبيثة التي تنهرني بها زوجتي "امسح رجلك واقعد في حته ناشفة لاسيبلك البيت". وفى سياق متصل قالت رشا أحمد - عروس الجديدة -: "أنا شقتي لسا نظيفة الحمد لله"، ولكن عليّ إعداد الطعام استقبالا للضيوف خاصة من يأتون من بعيد، لأنى مغتربه وأهلي من الشرقية. ومن ناحية أخرى قالت مريم على: "يسبق يوم الوقفة أيام عديدة يمكن عمل تلك الترتيبات فيها، واختص هذا اليوم بقراءة القران والصيام لأنه يوم عرفة". واستمرارا للجدل بين الأمهات وبناتهن، يقلن بعض الأمهات: "احنا لما صدقنا أنكم كبرتوا علشان تساعدونا"، وذلك ردا على بناتهن اللاتى ينظرن إلى التنظيف على أنه "هلكة على الفاضى" وذلك - على حد قولهن -. وعلى النقيض الأخر كشفن الأمهات اللاتى لم يرزقن ببنات المعاناة الشديدة حيث قالت حبيبة: "بنام أسبوع بعد العيد من هدة الحيل"، معلنات عدم مساعدة أولادهن الذكور معلقة: "البنت في البيت نعمة". وفي النهاية تتساوي المكافأة للجميع بالذهاب لأقرب كوافير لإصلاح ما أفسده شقاء العيد، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه إرضاء للزوج. فيما سادت حالة من السخرية والتعليقات المضحكة "كومكس" على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة "فيس بوك "، و"تويتر" ما بين نقد ساخر على مظهر البنات يوم الوقفة ويوم العيد من نشر صور المقارنة بين الشعر الغير منتظم والملابس غير المهندمة، والمظهر المغاير لهن صباح يوم العيد. ويستمر الوضع الساخر من البنين في توجيه الأوامر لهن.