عاهدوا أنفسهم ببذل الغالى والنفيس، من أجل حماية الوطن والمواطنين، وضحوا بأنفسهم وتحملت أسرهم ألم الفراق من أجل الوطن والتضحية فى سبيله. استضافت «البوابة» أسرة الشهيد العقيد إيهاب أنور مرسى من قوات الأمن المركزى، الذى استشهد فى أحداث اقتحام قسم كرداسة، عقب فض ميدان النهضة بساعات، للحديث عن ذكرياتها عن تفاصيل هذا اليوم. ■ ما ذكرياتك عن يوم استشهاد العقيد إيهاب؟ - هذا اليوم تغيب ضابط مكلف عن خدمة حراسة القسم، فتم تكليف زوجى بتلك المهمة، وتلك مفارقة القدر والقضاء من الله.. قام بالنزول فور تكليفه لحماية قسم كرداسة، بعد أن علم أن هناك أوامر بفض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، وفى يوم استشهاده نزل لصلاة الفجر، وذهب ليبيت فى المأمورية برفقة الشهيد هشام شتا، والمأمور محمد جبر.. حدثنى تليفونيًا وأخبرنى أنه بخير ويجلس برفقة زملائه لحراسة القسم، استيقظت صباحًا، لأتابع التغطية الإخبارية لفض الاعتصام، وعرفت أنه بعد فض ميدان النهضة قام المنصرفون من الميدان بالتوجه إلى أقسام الشرطة لاقتحامها، فاتصلت بزوجى لأطمئن عليه، ورد على زوجى قائلاً: «متقلقيش أنا زى الفل، ويا ريت تتابعى الأخبار وتبلغينى علشان أنا مش متابع التليفزيون»، وعقب تلك المكالمة جاءت أنباء عن محاصرة بعض الإرهابيين لقسم شرطة كرداسة الذى يقوم زوجى بحراسته برفقة أفراد قوة القسم، اتصلت به فأخبرنى أن أعدادا كبيرة من الناس المسلحين يحاصرون القسم، مضيفًا أن تحركاتهم تشير إلى نيتهم لاقتحام القسم. ■ متى كانت آخر مكالمة من الشهيد؟ - آخر مكالمة بيننا قال لى «شكلى هموت النهارده يا داليا»، قاطعته خائفة «بتقول كده ليه، متقولش كده»، رد قائلاً: «أنا حاسس إنى هستشهد النهارده خلى بالك من العيال لو جرالى حاجة، وعرفيهم إن أبوهم راجل وسيجاهد حتى الموت، ارفعى رأسك من بعدى إنتى زوجة البطل»، حاولت الاتصال به الساعة 2 ظهرا، لكن هاتفه أغلق، ثم اتصل بى ضابط زميل له للاطمئنان عليه قلت له «إنت اللى طمنى إيهاب جراله إيه»، قال: «هطمنك بعدين وعقب ذلك بساعة قام قريب لى بالاتصال تليفونيا قائلا افتحى «النت» الإرهابيون بيقتحموا قسم كرداسة، وفيه صور لإيهاب زوجك، وفعلا تأكدت من الأخبار أن زوجى استشهد برفقة زملائه فى القسم، وحاولت أنزل القسم أشوفه فمنعنى أصدقاؤه قائلين مش ممكن تخشى كرداسة لو عرفوا إنك زوجة ضابط هيقتلوكى ولا هتعرفى تخشى كرداسة». ■ هل رأيتِ الشهيد بعد استشهاده؟ - فى هذا اليوم نزلت الساعة 2 بعد منتصف الليل، وتوجهت لمستشفى الشرطة بالعجوزة للتعرف على الجثة، ولاحظت عدم وجود ملابسه الرسمية، وعلمت أن طريقة خروجه من كرداسة تمت بعملية أمنية سرية، نظرا لوجود المسلحين الرافضين نقل الجثث للخارج. ■ لماذا لم يطلق الضباط النار على المقتحمين؟ - وجود أطفال ونساء وسط المهاجمين منع أبطالنا من ضرب الرصاص الحى عليهم، بالإضافة إلى هجوم الإرهابيين بمدافع ال«آر بى جى». ■ ما آخر وصايا الشهيد لك؟ - طلب منى قراءة «سورة يس» يوم استشهاده، وكان دائما يقدر قيمة الشهادة، ويتمنى أن ينالها، وكان دائما ما يقوم بتعليم أولاده قيمة حماية الوطن، وأخبرنى قبل الاقتحام أنه يرفض تنفيذ خطة الإخلاء وترك زملائه. ■ وما صحة الأخبار عن تلقيكم مساعدات ومبالغ مادية ضخمة؟ غير صحيح، نحن لا نأخذ سوى معاش لا يكفى مصاريف أطفالى فى مراحل التعليم، ولا يوجد أى مخصصات استثنائية للأسرة، وفى ظل ظروف الغلاء لا يكفى. ■ ما رسالتك للإعلام والرئيس؟ - أقول للرئيس اهتم بأسر الشهداء، وأبناء الشهيد يتمنوا رؤيتك، أما للإعلام فأطالبهم بأن يهتموا بأسر الشهداء فى تناولهم الإعلامى. ■ وما رسالتك لمنظمات حقوق الإنسان؟ - لم نقابل أى ممثل عن منظمات حقوق الإنسان المصرية أو العالمية، وهو ما استغربته باهتمامهم بأبناء القيادات الإرهابية وبالمجرمين فى السجون، ولا يهتمون بحقوق الشهداء ولا متطلبات أبنائهم، إحنا انخدعنا فيهم بشكل غير طبيعى، ولم يوفد المركز القومى لحقوق الإنسان مندوبا لتعزيتنا، ولا أعرف لماذا. ■ كأسرة شهيد ما طلباتكم التى تتمنون من الدولة توفيرها لكم؟ - أتمنى أن تكون هناك منحة تعليم لأبناء الشهيد فى المدرسة والجامعة، ليه أبناء الشهداء لا يحصلون على التعليم المجانى فى المدارس الخاصة، والحصول على راتب عقيد وليس معاشا. ■ ما ردك على دعوات المصالحة مع التنظيم الإرهابى؟ - تصالح إزاى فى دم الشهداء، مش من حق حد يقول مصالحة، ولن نقبل التعايش بدون عدالة، ولا بد أن نرى القصاص.