«إدارة الشهداء» لرعاية أسر وأبناء الضحايا.. وتتبع وزير الداخلية مباشرة حكاية «الشهيد الحى».. النقيب مصطفى يسرى فى غيبوبة منذ 750 يومًا نبيل فراج.. بطل من ذهب.. والنقيب أشرف فايد تمنى الشهادة.. وساطع النعماني تميمة الشرطة «أرواحهم فى جوف طير خضر، لها قناديل معلقة فى ظل العرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل». ما سبق أجمع عليه علماء الدين بشأن منزلة الشهداء عند الله، مقدار منزلتهم وجلال وعظم درجاتهم، فالشهيد الذى يفقد حياته دون وطنه وعرضه وماله خصصت له الدرجات العلا فى الجنان. 668 شهيدًا و16 ألف مصاب شهداء الشرطة رجال ماتوا واقفين، تاركين خلفهم عروسا فى ثياب الزفاف، وأطفالا فى عمر الزهور، ورضعا لم تتفتح عيونهم بعد للحياة، كما تركوا خلفهم أمهات ثكالى وزوجات ترملن، وقبل ذلك كله خلفوا وراءهم شرفًا وفداءً وتضحية. وتدل أرقام الشهداء والمصابين فى صفوف الشرطة على حجم التحدى الذى يواجهونه، ودفاعهم عن البلاد ومقدراتها، وكشف مصدر أمنى بوزارة الداخلية أن جهاز الشرطة قدم 668 شهيدا منذ 25 يناير 2011، منهم 146 ضابطا و308 من الأفراد، و191 من المجندين، و19 من الخفراء، فضلا عن 4 موظفين مدنيين، كما كشف المصدر أن الإصابات بين رجال الشرطة فى المواجهات مع العناصر الإرهابية وفض الاعتصامات المسلحة بلغت نحو 16 ألف مصاب، من بينهم 3821 من الأفراد، و5300 من الأفراد، بالإضافة لإصابة 7800 من المجندين.. فى السطور التالية نقدم سيرة عدد من شهداء الواجب. أول شهيد فى فض «رابعة» الملازم أول شرطة محمد محمد جودة عثمان، استشهد إثر إصابته بطلق نارى فى الصدر، فى أثناء فض اعتصام ميدانى «رابعة العدوية والنهضة»، وكان قد حصل على ترقية بعدها ليصبح ملازما أول بقوات العمليات الخاصة بالأمن المركزى، وكان مشهودا له بين زملائه بالإتقان فى العمل، كما كان يبذل كثيرا من الجهد فى التدريبات والمأموريات. وحظى الشهيد البطل بشرف أن يكون أول ضابط سقط فى أثناء فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، وكان جودة يستقل أول سيارة أمن مركزى تدخل إلى الميدان، وأعطى تعليمات للعساكر الموجودة معه بعدم إطلاق الرصاص لوجود أطفال بالاعتصام، وقد فارق محمد جودة الحياة فى أثناء نقله من ميدان رابعة إلى أحد المستشفيات، عقب إصابته بطلق نارى فى الصدر. النقيب أشرف فايد.. تمنى الشهادة قبل الفض استشهد النقيب أشرف محمود محمد فايد، أحد ضباط قوات الأمن المركزى، التى شاركت فى فض اعتصام رابعة، حيث أصيب بطلق نارى فى الصدر فى أثناء الاشتباكات التى وقعت بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين فى ميدان رابعة العدوية، حيث قامت مجموعة مسلحة بإطلاق رصاص بكثافة على أفراد الشرطة الموجودين فى الميدان، مما أدى إلى استشهاده. معاون مباحث كرداسة.. عريس الجنة النقيب هشام جمال الدين محمود شتا، معاون مباحث مركز كرداسة، وهو أول ضحايا مذبحة كرداسة، التى راح ضحيتها 12 من ضباط وأفراد الشرطة على يد مسلحين، وكان قد اتصل النقيب الشهيد بوالدته فى السابعة والنصف صباح يوم المذبحة ليطمئن عليها، ثم عاود الاتصال بوالده فى الواحدة ظهرا، وأخبره عن سماع أنباء عن حدوث أعمال شغب وبلطجة، فتوجه والده جمال الدين شتا من منطقة الهرم إلى قسم كرداسة بعد تلقيه أنباء متضاربة عن اقتحام القسم. شهيد فض «النهضة».. وفر ممرًّا آمنًا لأحد المعتصمين فأطلق عليه رصاصة الغدر الملازم أول محمد محمود عبد العزيز، 22 عاما، الضابط بقطاع الأمن المركزى، شهيد آخر فاضت روحه فى أحد مستشفيات مدينة لندن بالمملكة المتحدة 15 سبتمبر، متأثرا بإصابته بطلقات نارية بالصدر خلال فض «النهضة»، حيث تم نقله إلى لندن على متن طائرة خاصة مجهزة طبيا يوم 6 سبتمبر، وتم استئصال الكلية اليمنى والطحال والفص الأيمن من الكبد. الشهيد البطل كان يقود أول مدرعة للداخلية تقتحم ميدان النهضة لتفرقة المعتصمين يوم 14 أغسطس 2013، وكان حريصا على حياة المعتصمين وتنفيذ الأوامر بضبط النفس والحفاظ على حياة الجميع. نبيل فراج.. شهيد من ذهب صيبحة يوم 29 سبتمبر 2013، أدى المصريون صلاة الجنازة على جثمان اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، الذى استشهد فى اليوم السابق للجنازة متأثرًا بإصابته بطلق نارى فى أثناء مشاركته فى عملية تطهير كرداسة من البؤر الإجرامية، حيث سقط الشهيد وهو يحمل سلاحه رافضا التخلى عنه فى مشهد لن ينساه المصريون. النقيب مصطفى يسري.. الشهيد الحي نحو 750 يوما مرت على العقيد مصطفى يسرى ضابط الأمن المركزى، وأحد المصابين فى فض اعتصام «رابعة العدوية»، سافر إلى العلاج فى ألمانيا لمدة عام كامل، لكن علاجه لم يأت بجديد، وما زال فى حالة غيبوبة تامة حتى الآن، زملاء يسرى يلقبونه بالشهيد الحى، وكلهم أمل فى إفاقته وعودته. ساطع النعماني.. تميمة الفداء بعد 14 شهرا قضاها فى سويسرا بين الحياة والموت، فقد الأمل فى أن يعود إلى تراب الوطن مرة أخرى، بعد أن ظل لمدة 3 أشهر متواصلة فى غيبوبة تامة، بعودة ساطع النعمانى نائب مأمور قسم بولاق الدكرور الذى أصيب فى أحداث بين السرايات من قناصة الإخوان. إدارة الشهداء رعاية أسر الشهداء والمصابين تحتل الأولوية القصوى لدى قيادات وزارة الداخلية، وفى مقدمتهم الوزير مجدى عبد الغفار، حيث تم إنشاء إدارة خاصة لرعاية أسر الشهداء والمصابين تحت مسمى «إدارة الشهداء» تضطلع فى الأساس برعاية أبناء الشهداء والمصابين، من بينها رعايتهم فى المدارس والأندية الرياضية وصرف المستحقات المالية، فضلا عن تنظيم رحلات حج وعمرة للأسر والتنسيق لتذليل أى عقبات تواجههم بالتنسيق مع كل أجهزة الدولة، كما تتولى الإدارة متابعة الحالات الصحية للمصابين فى الخارج، كما يحرص وزير الداخلية على تكريم وشمول أسر الشهداء بالحفاوة والتكريم فى كل مناسبة. ويتم بالتنسيق مع إدارة حقوق الإنسان والإدارة العامة للإعلام والعلاقات تحت إشراف اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد أول الوزير.