تسمع عن الناس السمجة؟ طب بتقابلهم؟ طب بتتعامل معاهم؟.. ححكيلك عنهم أكتر . فيه ناس لما يتقال عليهم سمجة، فأنت كنت ما بتشتمهمش، على أد ما أنت بتوصفهم، أنا عن نفسى دورت كتير في معنى كلمة السماجة، ما لقيتلهاش معنى غير إنها لتصرفات غبية ومش مفهومة. أول الناس السمجة اللي بتقابلهم على طول، هما الناس اللي ما بيصدقوا يلاقوا حادثة على الطريق عشان يقفوا يتفرجوا عليها، ورغم أن الاثنين اللي عاملين الحادثة أصلًا ركنوا على جنب وبيتفاهموا وبيتساوموا وبيشوفوا مين فيهم الغلطان، إلا أن الحادثة نفسها بتبقى مصيدة كبيرة لملتقى الناس السمجة على الكوكب، اللي بيقرروا أنهم يقفو في نص الطريق يلحقوا أي لحظات دراما بين الناس اللي بتتخانق بعد ما فاتتهم لحظة الأكشن الكبيرة، فجأة تلاقى الطريق وقف رايح جاي، تنزل من عربيتك، تخطف رجلك لحد الحادثة على بعد تلاتة كيلو متر، تسال واحد واقف «هو فيه إيه؟» فيقولك: فيه حادثه، فتسأله: «طب والطريق واقف ليه؟» وهنا بيسكت، لأنه غالبًا بيبقى واحد من الناس السمجة اللي موقفة الطريق! فيه نوع تاني من الناس السمجة وده أصعب أنواعهم، والنوع ده بيتغذي على مضايقة الناس واستفزازهم، أما أماكن توجداهم فبيبقى السينما والمسرح والأماكن العامة . لسه كانت قاعد فى السينما، ومندمج جدا مع الفيلم الرومانسي، وقطع عليا الجو رنة مزعجة من تليفون صيني ورايا، حاولت مركزش بس للأسف صوته كان جوه طبلة ودنى، وكانت دي بالضبط المكالمة اللي عملها الراجل اللي قاعد ورايا «ألو.. أيوه يا منى.. يا منى ما أنتي اللي عكننتي عليا يا منى وخلتيني أسيبلك البيت وأنزل.. يا منى ما أنا طالع روحي في الشغل برضه ولازم تقدري.. ما علينا العيال ناموا.. اتعشوا.. مش قلتلك بلاش الجبنة الإسطنبولي عشان بتعملهم إسهال.. هو إحنا حمل مصاريف دكاترة تاني يا منى»، يعنى أنا مالي ومال أهلي بيك ووبمنى وعيالك وإسهالهم، ليه بتدخلني معاك في مشاكلك وأنا قاعد كافي خيرى شرى، وتحسسني بالذنب أنك اعتبرني واحد من العيلة وواجب عليا أسيب الفيلم وأقوم أصالحك أنت ومنى على بعض، بس برجع بقول الحمد لله أن منى وعيالها مجوش، عشان لو كانو جم، مكنتش هعرف انبسط دقيقه واحدة من دوشتهم وزنهم وصوت طرقعة الفشار في بقهم . ونفس الكائنات السمجة دي موجود منها النسخة الموسيقية، أول ما تروح حفلة مزيكا، نصيحة منى، أتأكد من سلامة اللي قاعد جنبك قبل ما تتأكد سلامة الكرسي اللي هتقعد عليه، فيه ناس بتروح تحضر حفلة المزيكا لأي مطرب، مش عشان يسمعوه، لا عشان يغنوا معاه، طب حضرتك أنا نازل من بيتي ودافع فلوس عشان اسمعه، ذنبي إيه أسمعك أنت، كنت عايز تغنى وما تسمعوش، بيتك أولى بيك، شايك وبلوكنتك ومزيكتك ومتصدعناش إحنا بقى ! . وفيه نوع من الناس السمجة بيبقى، من مرتادي الميكروباصات و الأتوبيسات، دة بيبقى قاعد في آخر كرسى ورا، أول ما يتحرك السواق و يقول «الأجرة اثنين جنيه يا حضرات» كنوع من فرض الأمر الواقع عليك يعنى، فيقوم اخونا ده مصرخ «جرى إيه يا أسطى! هو استغلال وخلاص يا اسطى»، فيقوم السواق قايله «آه هو استغلال وخلاص» وهنا أقول خلاص الراجل هيقوم يأكل السواق قلمين يعلموه المبادئ تاني ولكن يخيب ظني وأنا بسمعه يقوله «ماشي يا أسطى» ! وبعد تلت دقايق من الهدوء وبعد كمية مطبات وغرز بتتطلع على جتتنا يقوم فجأة مصرح مصرخ في السواق «جرى إيه يا أسطى ما بالراحة، هو أنت مركب شولة بطاطس معاك يا أسطى «فيرد السواق بكل بجاحة ويقوله «آه مركب شولة بطاطس». فقول لنفسي لا ده هيقوم بقى يعجن السواق دلوقتي.. يعلمه إزاي يحترم نفسه يعنى، ألاقيه بيقوله بنفس الاستسلام «ماشي يا أسطى»، فعلًا ! . وغالبًا الشخص الحنجوري السمج ده اللي هو اللي بتشوفه دايما في الخناقات بيزعق ويصرخ وفى الآخر يقلب بطة بلدي، بيقعد يقول للي بيتخانق معاه «والله لاقطعك.. أقسم بالله لافرمك.. أنا حعرف مقامك طيب يا باشا ما تتفضل تعمل في صمت، أقطعه وأبهرنا، ولا أنت بتعمل تريلر للخناقة. والشخصية الحنجورية السمجة مش بس اللي بستعرض حنجرتها في الخناقات، فيه ناس بستعرض استهابلهم، تبقى واقف في طابور طويل، كرشك قرب يلزق ف ضهر اللي قدامك من الحر والفرهدة والتعب، وييجي واحد بمنتهى البساطة يقولك «لو سمحت ممكن اقف قدامك» «أو ممكن أحاسب على الحاجات دي أصلى مستعجل»، أو «لو ما فيهاش رخامة ممكن تجبلى معاك تذكرة»، أو واحد ييجى وأنت واقف مستني الأسانسير، يقف جنبك، وأول ما يفتح الأسانسير بمنتهى قلة الزوق يجرى يدخل ويسيبك واقف وعينه فى عينك كمان، لا متحاولش أنت مهما بصيتلهم هما معندهمش يعنى ولا ضميرهم هيصحى عشان حضرتك بصيتلهم ولا لقحت بالكلام عليهم مثلًا، فكل اللي عليك تسكت، تسكت خالص، مش عشان أنت راضي ولا ضعيف ولا مكبر دماغك، لا عشان مفيش شتيمة لسه أتخلقت تليق بيه سوى إنه بنى آدم سمج .