كل يوم كلنا بنمر ونشوف ونسمع التصرفات دى، تبقى صاحى من نومك ونازل فى أمان الله رايح شغلك وطبعا بطبيعة الحال لو معاك عربية هيبقى الموضوع بالنسبة ليك فاكهة موسمية ويمكن متعلمتش ولا شوفته. أما لو بقى من طبقات الشعب اللى مطحون فى المواصلات يبقى أكيد هتضيف حكاوى لكلامى. تنزل وتلاقى المحطة الوهمية اللى عملها كتلة من الناس فى انتظار الميكروباص وييجى حضرته وتتكدس الناس فوق بعضها وطبعا بعد وصولك للكرسى اللى يقع نصيبك فيه حاجة من تلاتة إما إنه يكون سليم وبصحة جيدة أو ملخلخ وعايز صيانة أو إنك تلاقى نفسك قاعد على كرسى مطبخ مصنوع على أيد الاسطى الفنان وبين الحالات التلاتة مش بتلاقى غير إنك تلزق نفسك والسلام وتبدأ قصة الدولة الجديدة..(دوم طخ تيك تك).. موسيقى مالهاش اى معنى لكلمة موسيقى بتخبط فى راسك ولمزيد من المتعة حوالى ست أو سبع سماعات محيطين بيك عشان يبقى بنظام دولبى وتبقى عايش مع الحدث. ويبدأ واحد من الركاب اللى دايما بيكون مستبيع الراكب: والنبى يا سطى وطى شوية لحسن الواحد مصدع السواق: هوه ده آخره يا باشا الراكب: ياسطى مينفعش كده فيه ناس كبيرة وتعبانة وناس بتتكلم فى الموبايل (وطبعا ببقى هموت واعرف إزاى تتكلم فى موبايل وسط الصخب ده). السواق: بقولك إيه أنا كده ومش بسمع غير كده مش عاجبك انزل اركب تاكسى. وحاجة من اتنين إما يكون بطلا وينزل فعلا.. أو أنه يكمل لأنه مرغم يوصل فى ميعاده، ونكمل بقية الرحلة ويبدأ موال الأجرة السواق: حد يلم الأجرة يا جدعان صوت من ورا: ماشى ياسطى صوت تانى: هية الأجرة كام ياسطى السواق: جنيه صوت بطل تانى: ليه جنيه أنا لسه راكب إمبارح بخمسة وسبعين قرش. السواق لو مش عجبك يا باشا انزل وخدلك تاكس أنا راجل ظالم ياعم وبركب النفر بجنيه. نفس الصوت: لية يعنى.. لا مرتبات زادت ولا حاجة انت تغلى الأجرة ليه. السواق: مهو لو انت بتقعد يومين عشان تقف فى طابور البنزين متقولش كده الراكب: ياسطى مهو انت بتقف كتير اه بس بتاخده بتمنه السواق: ومين قالك كده.. أنا عشان أقعد بس ساعتين مش خمسة بغمز الراجل بحتة بخمسة عشان يقدمنى وامون بسرعة وغير إنى ممكن أمون سوق سودا الصفيحة بضعفين التمن. الراكب: طيب واحنا ذنبنا إيه يا اسطى مهية الحكومة اللى عملت كده. السواق: يا سيدى اعتبر نفسك اشتريت كيس منديل ووقع منك صوت متطوع لم الأجرة: كده يا جماعة ناقص جنيه مين مدفعش السواق: وما زال صوت الكاسيت عاليا( مين يا جدعان اللى مدفعش). محدش يرد وتقف العربية فجأة وينزل السواق ويسحب الباب الجرار مين اللى مدفعش يا جدعان خلونا نمشى لحسن هوه يوم باين من أولهK يطلع واحد حاطط سماعات فى ودانه ونايم هوه اللى مدفعش الأجرة. ويرجع السواق داخل دولتة أقصد العربية ويرجع يسوق وتبدأ الرحلة والموال التالت.. واحد يتكلم فى السياسة أو الكورة أو أى موضوع منتشر وتلاقى العربية كلها اتقلبت لعشة فراخ كل واحد ماسك ودان اللى جنبه وهاتك يا كلام، وتصبح العربية كلها قناة الجزيرة كله بقى محلل وخبير استراتيجى بيفهم ويحلل الموقف وطبعا ده كله وصوت الموسيقى عالى جدا. وتيجى لنهاية الرحلة اللى معظم الوقت مش بتكمل لآخر الخط ويتحجج السواق معلش يا جدعان الطريق واقف وأنا هلف من هنا ويبقى فاضلك كيلو على الموقف . ده كلة داخل دولة داخل الدولة بيتحكم فيك صاحبها ولو مش عاجبك كل ده.. هيه كلمة واحدة تفصلك عن الدولة.. على جنب هنا ياسطى، وممكن لسوء حظك ولعنة الدولة عليك وانت قايم أو نازل هدومك تشبك فى أى حاجة وتتقطع وهنا أصبحت كل عربية أو مواصلة دولة منعزلة داخل الدولة لو عجبك الجو بتقعد وتمشى على قانون صاحبها وقائدها ولو مش عجبك تنزل وتاخد تاكسى، والأفضل ليك انك تعمل رياضة وتتمشى اهو صحى وبيطول عمر جيبك. وآخر موقف حصلى شخصيا يوم إضراب الميكروباص ومش عارف سبب الإضراب كان إيه أساسا بس فى الآخر الموضوع خلص على إن الأجرة هيه اللى هتغلى لأن المواطن هوه الشىء الوحيد اللى بنقدرعليه. غصب عنى وقفت تاكسى عشان ألحق شغلى اللى روحته برضو متأخر وصل التاكسى بين كتلة من الناس والكل اتلم عليه رايح فين ياسطى والراجل يرد يا جدعان انتو عايزين تروحو فين يطلع صوت تانى طيب الأجرة كام الراجل يصرخ يا جدعان ده تاكسى مش ميكروباص آخر ما زهق قالهم 3 يركبوا ويدفعوا عشرة جنيه فى اللحظة دى بس حسيت إن التاكسى بقى عامل زى الفيروس كله بعد عنه وفضى الطريق وكملنا الراجل يقولى كان نفسى ألاقى واحد عنتر يفتح الباب ويقولى اطلع ياسطى.. لكن كلها ناس مغلوبة على أمرها وتعبانة وبتجيب الجنيه بالعافية.. والحمد لله برضو وصلت شغلى متأخر كالعادة.