في الوقت الذي تعلن فيه الكنائس المسيحية في مصر والعالم إنهاء الصراعات المذهبية، يدور صراع صامت بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية، بينما خرج علينا بابوات وقيادات هذه الكنائس، مؤكدين أن الأمور على ما يرام، وأن هناك عوامل مشتركة بينها، ولا يوجد خلافات شخصية بين الكنائس الثلاثة، رافضين السير وراء الخلافات التاريخية القديمة. وبعد صيام دينى بين الكنيسة الروسية والفاتيكان، دام أكثر من مائة عام، قرر كل من بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، عقد لقاء مشترك في كوبا 12 فبراير الجارى، قبل جولة البابا فرانسيس بالمكسيك. وتترقب الأوساط المسيحية في العالم، هذا اللقاء التاريخى الأول، حيث تعول الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على مقابلة «فرانسيس» أن تكون مثمرة لتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الكنيستين. ورغم تصريحات القيادات في الكنيستين بأن اللقاء سيتطرق إلى قضية تهجير واضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط، إلا أن مصدرا من الفاتيكان قال في تصريحات له، إن هناك توترا سياسيا وعوامل متفرقة بين الكنيستين بسبب أزمة أوكرانيا مع روسيا، ومن المتوقع أن يتطرق اللقاء إلى ضرورة إنهاء الخلافات وتوقف تبادل الاتهامات بين قيادات الكنيسة الروسية والفاتيكان. من جانبه، قال الأب «لومبادرى»، الناطق باسم الفاتيكان، إن البابا فرانسيس سيتوقف في مطار كوبا في طريقه لزيارة المكسيك، أما المطران «هيلاريون»، رئيس قسم العلاقات الخارجية للكنيسة الروسية فأكد أن اللقاء جرى التحضير له خلال فترة طويلة، متابعا: «هذا اللقاء سيكون الأول في التاريخ، ويرمز إلى مرحلة مهمة في العلاقات بين الكنيستين، والكنيسة الروسية والكرسى الرسولى يأملان في أن يصبح هذا اللقاء إشارة أمل للجميع». وتعد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالنسبة المصريين، أكبر وأغنى بطريركية أرثوذكسية، إذ ازداد عدد أعضائها، وتعززت مكانتها الدينية والسياسية منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، وهو الأمر الذي رحب به الفاتيكان، نتيجة ما رتبه ذلك من تحسين في العلاقات بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، لكن جاءت الأزمة الأوكرانية واختلف الوضع في العلاقات، وشهدت خلال السنوات الماضية الأخيرة فصلا جديدًا في تاريخ التصدع بين الكنيستين، حيث ترى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أن الكنيسة الأوكرانية اليونانية الكاثوليكية عمدت إلى إثارة الحرب من خلال تحالفها مع عناصر انشقاقية أوكرانية أرثوذكسية.