حالة من السعادة يعيشها آسر ياسين هذه الأيام، بسبب النجاح الذى حققه فيلمه «من ضهر راجل»، والذى يعرض حاليا فى دور العرض، بعد أن تم تأجيل عرضه أكثر من مرة. يلتقى آسر فى الفيلم مع نخبة من النجوم الكبار على رأسهم محمود حميدة، الذى استفاد منه الممثل الشاب كثيرًا ويعتبره أستاذه، ويقدم آسر فى العمل فكرة جديدة.. وكان لنا معه هذا الحوار. ■ فى البداية نريد أن نعرف سبب قيامك ببطولة فيلم «من ضهر راجل»؟ - الموضوع ليس بالجديد، فقد سبق أن تم عرض السيناريو علىّ منذ 4 سنوات تقريبًا وتحديدًا عندما كنت أصور فيلم «رسائل البحر»، لكنى وقتها لم أكن متحمسًا للفكرة، لأنى كنت قد كونت انطباعًا عن الفيلم أنه لا يناسبنى، لكن بعد فترة التقيت مخرج العمل والمؤلف محمد أمين راضى الذى بدأ يشرح لى تفاصيل الشخصية التى سأقدمها، ولا أنكر أننى انبهرت بها بعد ذلك، وكان أن بدأنا التصوير على الفور. ■ لكن العمل استغرق وقتًا طويلًا على غير العادة فقد تم تحديد أكثر من موعد لطرحه قبل ذلك؟ - العمل به الكثير من المشاهد الصعبة، والتفاصيل الكثيرة التى تطلبت إعادة التصوير أكثر من مرة حتى تخرج بأحسن صورة جيدة، وكان من الطبيعى أن نتأنى فى العمل، حتى يخرج بشكل جيد ولذلك استغرق وقتا طويلا، فقد كنت أحاول الغوص فى الشخصية التى تعتمد على الإحساس والارتباط بالأب والمودة، وشخصية الأب الصديق، وهناك أبعاد نفسية للشخصية وعلاقاتها بباقى شخصات الفيلم، كل ما سبق يجعل تنفيذ الفيلم أمرًا ليس بالسهل، بل يحتاج إلى مجهود كبير وهذا ما لمسته من كريم السبكى مخرج العمل فى التنفيذ، فالمسألة بالفعل كانت صعبة ومرهقة. ■ هناك انتقاد وُجه للفيلم بأن الفكرة قد تم تقديمها قبل ذلك، فما هو ردك؟ - الموضوع بالكامل جديد من حيث التناول وطريقة التنفيذ والشخصية أيضا التى أقدمها، والتى تطلبت منى مجهودا كبيرا، فقد تدربت لمدة تجاوزت السنة كاملة على الملاكمة، حتى أتمكن من تقمص الشخصية والتى أعتقد أنها مختلفة كثيرا عن شخصية أحمد زكى فى مستر كاراتيه، حتى الناحية الإنسانية فى العمل تطلبت منى وقتا كبيرا، فشخصية «رحيم» لشاب يتيم وهى شخصية جديدة عليّ تمامًا، وتطلبت منى أن أبحث عن شخصيات حقيقية عاشت مرحلة اليتم، حتى أتمكن من الوصول إلى صورة حقيقية لتلك الشخصية التى استفزتنى، وبالفعل جلست مع أكثر من شخص وتحدثت معه وعرفت نوعية المآسى التى عاشها والحمد لله أننى قدمت الشخصية بشكل مُرضٍ. ■ نريد أن نعرف تفاصيل أكثر عن شخصية رحيم؟ - هو ملاكم شاب يعيش فى حارة شعبية مع والده المسن إمام المسجد والذى يجسد دوره الفنان محمود حميدة، ويحب مى «ياسمين رئيس»، وينوى الزواج منها، وفور علم حِنش وهو أخوها، والذى يقدم شخصية البلطجى «وليد فواز»، بما يدور بين رحيم ومى من لقاءات عن طريق طه «شريف رمزي»، الذى ينافس رحيم على حب مى، تتحول حياة رحيم ووالده إلى جحيم على الأرض، خاصة مع انكشاف أسرار من الماضى. الشخصية بها طبقات كثيرة وتحولت الشخصية من شخص مستقيم لشخص يسير فى الاتجاه المعاكس تمامًا، ونتابع هل سيعود لطريقه أم لا وكل هذه عوامل نفسية وخصوصا أن الشخصية يتيمة وكانت مرتبطة بأمها كثيرا، فهناك بعد نفسى فى الموضوع بشكل عام. ■ تعاملت فى الفيلم الجديد مع الفنان محمود حميدة، وقد سبق لك أن اشتركت معه قبل ذلك فى تجارب سينمائية، فماذا عن التعاون هذه المرة؟ - بالطبع لي الشرف أن أتعامل مع النجم الكبير محمود حميدة، فهو فى حد ذاته مدرسة كبيرة فى التمثيل، كل يوم أستفيد منه ومن عطائه، ومن نصائحه لى، وأتذكر أنه بعد عرض «رسائل البحر» فى مكالمة تليفونية بينى وبينه، طلب منى أن أركز جيدا فى الاختيارات التى سأقدمها بعد ذلك، فوجودى على الشاشة لابد أن يكون محسوبًا، والحمد لله أعتقد أن ما قدمته بعد ذلك من أعمال سواء فى السينما أو فى الدراما كانت مختلفة سواء «فرش وغطا» أو «الجزيرة» أو «رسايل البحر» أو «الوعد» و«أسوار القمر» و«زى النهارده» و«من ضهر راجل» سيكون مثلها و«العهد» و«ألف ليلة وليلة». ■ هناك انتقادات موجهة للفيلم، بأنه يحوى خلطة تجعل من الصعب تصنيفه بشكل محدد؟ - الفيلم عمل تجارى بحت، وطبيعى أن يوجد فيه كل عناصر النجاح والخلطة كى يكون مناسبًا ومرضيًا لكل الأذواق، فتجد فيه الحب والتشويق والإثارة والرومانسية، وأعتقد أن التوليفة كانت سببًا فى نجاح الفيلم. ■ رغم مشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، إلا أنه لم يحصل على جوائز، فما تعليقك على ذلك؟ - مسألة عدم حصول الفيلم على جوائز فى المهرجان، لا تقلل من جودته ويكفينا أن نكون ممثلين لبلدنا فى مهرجان كبير بحجم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وفى النهاية هناك لجان تحكيم عالمية نزيهة، لابد أن نحترم قراراتها وتواجد العمل فى المهرجان شىء بالطبع إيجابى ونحن كفريق عمل فخورون به. ■ الفيلم يحوى العديد من التحولات فى الشخصيات، فما تفسيرك لذلك؟ - نعم، فهناك بُعد فلسفى فى الموضوع كان قد طرحه الكاتب محمد أمين راضى، ومعروف عن كتابته بأنها تحمل قدرا من العمق والدعوة إلى التغير، وأعتقد أن ذلك شيء يحسب له وليس عليه، فمثلا شخصية رحيم هذا الولد الذى يكتشف أنه قد خدع فى شخصية والده رغم ارتباطه به وكيف سيتحول إلى بلطجى، إلى آخر الموضوع، كل ذلك يدعوك إلى أن تفكر كيف ستكون النهاية. ■ فى النهاية هل كنت تتوقع النجاح الذى حققه الفيلم؟ - الحمد لله لقد تجاوزت إيرادات الفيلم حتى الآن 3 ملايين جنيه رغم أن مدة طرحه فى الأسواق لم تتجاوز الأسبوعين، وهذا يؤكد أن العمل نال إعجاب الجمهور وأنه أيضا أصبح يتقبل الأفكار المختلفة بل ويشجعها.