بعد استهداف التنظيمات الإرهابية للقنصلية الإيطالية بالقاهرة، أوائل الشهر الجارى، تباينت التحليلات حول مغزى استهدافها تحديدا دون غيرها، ليأتى الهجوم المسلح على سفارة «النيجر» فجر أمس الأربعاء، ويؤكد وجود خطة استراتيجية تتبعها تلك التنظيمات، للضغط على السفارات وإجبارها على سحب بعثاتها الدبلوماسية من مصر. وأثار الهجوم المسلح الذى نفذه عنصران إرهابيان، فجر أمس الأربعاء، على قوة تأمين السفارة، وأسفر عن استشهاد مجند وإصابة 3 آخرين، بينهم فرد أمن مدنى، تساؤلا جديدا عن سبب استهداف سفارة النيجر فى مصر، وهل هناك ربط بين استهداف ممثلى الدبلوماسية الإيطالية والنيجرية. الأرجح أن الجهة التى استهدفت السفارة الإيطالية والنيجرية مرتبطة بالتنظيمات التكفيرية فى شمال إفريقيا، التى تمتلك رصيدا من العداء والكراهية مع حكومات شمال إفريقيا، ومنها: «النيجر وتشاد ومالى والدول الغربية المتحالفة معها أهمها إيطاليا وفرنسا». ويتخذ تنظيم «المرابطون» الذى يتزعم جناحه فى مصر هشام عشماوى، من تنظيم «المرابطون فى شمال مالى» ظهيرا لوجيستيا له، ومن المعروف أن التنظيم فى مالى الذى يتزعمه الآن «مختار بلمختار» استهدف القوات النيجرية أكثر من مرة كان أولها فى مايو 2013، فى عمليتين متزامنتين بقاعدة عسكرية فى منطقة «أغاديس»، كبرى مدن الشمال النيجرى. ويعتقد أيضا أن استهداف السفارة النيجرية جاء بعد مقتل عنصرين من عناصر تنظيم «أجناد مصر»، أحدهما يرتبط بالتنظيمات الإرهابية فى ليبيا ومالى، وهو أحمد سعد المكنى ب«مالك الأمير عطا»، مما يجعل من عملية الثأر لمقتلهما من تنظيم «أجناد مصر» قائمة أو من عناصر مرتبطة بالقتيلين ما زالت كامنة، خصوصا أن شهود العيان كشفوا عن أن المهاجمين فرا هاربين من «شارع الهرم» حتى اختفيا فى شارع فيصل وهى المنطقة التى ينشط فيها «أجناد مصر».