تضاربت الأنباء مؤخرا حول حقيقة مقتل القيادي الإرهابي الجزائري مختار بلمختار في ليبيا،الذي يعد من أكثر الاشخاص دموية نظرا لتورطه في عدد كبير من الأعمال الإرهابية ومساره الدموي الطويل. ولد بلمختار عام 1972 في غرداية الواقعة علي أبواب الصحراء الكبري في الجزائر، وقبل بلوغه العشرين ذهب للقتال في أفغانستان في 1991، حيث فقد عينه اليمني ، مما أدي إلي إطلاق لقب "الأعور" عليه. وهو القائد السابق ل"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل أن يغادره ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم "الموقعون بالدم". وفي يناير 2013، أعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في منشأة أميناس في الجزائر والتي قتل خلالها 37 أجنبيا وجزائري نشأ بلمختار المكني بأبوالعباس خالد في غرداية الجزائرية وبها كانت طفولته ودراسته وعند بلوغه الدراسة الثانوية ظهر التزامه الديني في مسجد الحي، وفي 1989وبعد مقتل الفلسطيني عبد الله عزام مع نجله في أفغانستان عقد العزم مع مجموعة من أهل بلدته وسافر إلي أفغانستان، وكان يبلغ من العمر حينها 19 سنة، ثم خرج من أفغانستان أواخر 1992 وعاد إلي الجزائر، فأنشأ مع بعض الشباب النواة الأولي لكتيبة "الشهادة" والتي امتد نشاطها فيما بعد إلي كل الصحراء وقاموا بعمليات إرهابية استهدفت أهدافا جزائرية وأجنبية بعدها عُيّن بلمختار أميراً للمنطقة الصحراوية (بُوكْحِيل) و ظَلَّ بلمختار طوال مُدة نشاطه الارهابي بعيداً عن الأضواء غير انه في ديسمبر 2012 وبعد إلحاح من أتباعه ومناصريه - ظَهر حاملا سلاحه، وعلي يمينه راية التوحيد في شريط مُصور ، توعد فيه كل من خطط وشارك في العدوان علي حق الشعوب المسلمة وهدد تلك البلدان وعلي رأسها فرنسا بمنازلتها في عقر دارها واستهداف مصالحها الإقتصادية، وفي خضم ذلك أعلن بلمختار عن تأسيس كتيبة تحمل اسم "الموقعون بالدماء" و دعا الشباب المُسلم إلي التوجه إلي مالي، وأعلنت تشاد في أبريل عام 2013 مقتله، أي بعد ثلاثة أشهر علي عملية أميناس. وفي مايو 2013 أعلن تبنيه اعتداء في النيجر أسفر عن سقوط 20 قتيلا. وفي نفس العام، اندمج تنظيمه مع "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"وهي إحدي المجموعات الإرهابية التي سيطرت علي شمال مالي نهاية 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة "المرابطون" التي تزعمها بلمختار. والتي أعلنت في مايو مبايعتها لما يسمي بتنظيم داعش الارهابي إلا أن بلمختار نفي ذلك، وجدد البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. حكم علي بلمختار بالإعدام في الجزائر مرتين بتهم "الإرهاب الدولي والقتل والخطف". وتهم أخري بالوقوف وراء اغتيال أربعة فرنسيين في موريتانيا في ديسمبر 2007 وخطف كنديين اثنين في 2008 وثلاثة إسبان وإيطاليين اثنين في 2009. وفي14 يونيو 2015 قالت الحكومة الليبية أن بلمختار قتل في غارة جوية أمريكية.وأكد الجيش الأمريكي وقوع هذه الغارة، لكن لم يؤكد وفاة بلمختار بعد. لكن اتضح لاحقا كما أفادت تقارير جزائرية أن بلمختار لم يمت، بل أنشأ مجلس شوري للجماعات الموالية للقاعدة، يضم ممثلي فروع التنظيم في ليبيا والجزائر وشمال مالي. وذكرت مصادر أمنية جزائرية أن الوحدة بين فروع تنظيم القاعدة الدولي في ليبيا والجزائر تمت بالفعل تحت اسم مجلس شوري تنظيم القاعدة في إفريقيا، الذي ضم ممثلين عن 4 جماعات هي كتائب القاعدة في سرت الليبية وكتيبة القعقاع بن عمر الموالية للقاعدة في شرق ليبيا وكتائب الصحراء في تنظيم القاعدة المغاربي في مالي بقيادة يحيي أبو الهمام، وبقايا تنظيم القاعدة في شمال الجزائر. وكشفت هذه المصادر عن مصالحة تاريخية تمت في الأسابيع الأخيرة، بين أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، عبد المالك دروكدال، المكني ابو مصعب عبد الودود، وأمير كتيبة "الملثمين" مختار بلمختار. موضحة أن المصالحة جاءت في إطار مسعي لتوحيد الجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا لمواجهة النفوذ المتزايد "لداعش".وأوضحت أن دروكدال، أنهي عداوته الشخصية لمختار، حيث أزاحه مرتين من قيادة كتائب الصحراء في الفترة بين 2004و2008، وقرر التحالف معه من أجل ترميم منظمته الإرهابية التي تعرضت لزلزال حقيقي، نتيجة انشقاق البعض من أعضائها والتحاقهم بجند الخلافة الموالي ل"داعش". كما اشارت إلى ان بيان نفي مقتل مختار بلمختار، الصادر عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، جاء لتأكيد المصالحة بين أمير تنظيم القاعدة دروكدال من جهة، وأمير كتيبة الملثمين بلمختار، من جهة ثانية، رغم عدم وجود صلة تنظيمية مباشرة بين التنظيمين.