رحل في صمت ولكن الكبار لا يرحلون، بل يخلدون في أعمالهم وإبداعاتهم الفنية، هو الخال الذي ترك إرثا فنيا من أروع الكلمات في حب وطنه منها أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب وتحت الشجر يا وهيبة، عدوية، عرباوى، مال على مال وعيون القلب، شيء من الخوف، ساعات ساعات، وطبعًا أحباب، برة الشبابيك، يونس، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، وغيرها من الروائع. أنه عبد الرحمن الأبنودى الذي وافته المنية اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع طويل مع المرض بمستشفى المعادى العسكري. ولد الأبنودى عام 1939م في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدًا في شارع بني على حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها. من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته في صعيد مصر. من أشهر دواوينه الشعرية الأرض والعيال، الزحمة، عماليات، جوابات حراجى القط، الفصول، أحمد سماعين، أنا والناس، بعد التحية والسلام، وجوه على الشط، صمت الجرس، المشروع والممنوع، المد والجزر، الموت على الأسفلت، وسيرة بنى هلال الجزء الأول والثانى والثالث والرابع والخامس والاستعمار العربى. كتب الأبنودي العديد من الأغاني للسينما، من أشهرها عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، لعبد الحليم حافظ وتحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوى لمحمد رشدى ويمّا يا هوايا يمّا، مال على مال لفايزة أحمد وعيون القلب، قصص الحب الجميلة لنجاة، آه يا اسمراني اللون، قالى الوداع، أغانى فيلم شيء من الخوف لشادية وساعات ساعات لصباح وطبعًا أحباب، وقبل النهاردة لوردة وشباكين على النيل عنيكي لمحمد قنديل، جاي من بيروت، بهواكي يا مصر لماجدة الرومى وشوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني، من حبك مش بريء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، يا رمان لمحمد منير. كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل النديم، وذئاب الجبل وغيرها، وكتب حوار وأغاني فيلم شيء من الخوف، وحوار فيلم الطوق والإسورة وأغاني فيلم البريء وقد قام بدوره في مسلسل العندليب حكاية شعب الفنان محمود البزاوي. شارك الدكتور يحيى عزمي في كتابة السناريو والحوار لفيلم الطوق والإسورة عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبدالله. حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية وفاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربى. جدير بالذكر أنه صدر مؤخرًا عن دار "المصري" للنشر والتوزيع، كتاب "الخال" للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذاتية. ويرصد الكتاب قصص الأبنودي الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف. وفي مقدمة كتابه، يقول توفيق: "هذا هو الخال كما عرفته، مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء، هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض، وبعض الظن إثم، أن تقليده سهل وتكراره ممكن. يذكر أن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.
