«الإنسان ما بينتهيش بالموت وبيفضل موجود»، تلك الكلمات أخر ما قاله الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ل«الشروق»، قبل وفاته بأيام قليلة، والتي جاءت متزامنة مع ذكرى وفاة الشاعر صلاح جاهين، والملحن سيد مكاوي، مضيفا «الشخص التافه هو الذي يرحل دون أن يشعر به أحد». وروي «الخال»، في اتصال هاتفي ل«الشروق»، أبرز ذكرياته مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، قائلا: إن «الفنان عبدالحليم حافظ، لم يخلص للشيء كما أخلص للغناء والوطن، بالإضافة إلى الموهبة ووعيه وشعوره الوطني». وأضاف «الأبنودي»، أن العندليب الأسمر كان نموذج للمواطن الصالح، الذي وظف موهبته لخدمة هذا البلد بكل وجدانه وعقله وأهدافه، وأنه استعان بأفضل الموسيقيين وكبار الشعراء، متابعا «كنت أراه في زمن الناصرية هو الجسر التي تعبر عليه أفكار السلطة وأهدافها والعالم العربي». وتابع: أن «تجربة حليم بثقلها وعظمتها خلدت اسمه حتى الآن، بالإضافة إلى أغنياته العاطفية، التي اتسمت بكل معاني الحب والرومانسية النظيفة، وليس ما نعيشه الآن من أغاني مبتذلة، والتي تشجع إلى الفوضى وعدم احترام العاطفة، لافتا إلى أن الذين يعتقدون أن هذه الأمور تأتي بالصدفة «واهمون». وكشف «الأبنودي»، عن أول أغنياته التي كتابها للفنان الراحل، كانت أغنية «التوبة»، مضيفا «قبل أن يغنيها، أصررت عليه أن يغني أغنية "الفنارة"، وكانت قصتها على العدوان الثلاثي"»، قائلا: «حليم كان يضحك كثيرا ويقولي العدوان عدل عليها 10 سنين، وأنا كنت أردد أننا مازلنا نعاني تبعيات العدوان والأغنية لم تشتهر كثيرًا وسرعان ما جاءت نكسة 67». وأشار إلى أنه كتب ل«حليم» 14 أغنية وطنية بينهم 3 عاطفية وهم «الهوا هوايا، التوبة، أحضان الحبايب»، وكان دائما يردد حليم قائلا: «الأبنودي رشاني ب3 أغاني عاطفية وأظل أغني له وطنيا»، لافتا إلى أن الزمن كان وقتها هو الوطن. الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ولد في 11 إبريل 1939، في قرية أبنود محافظة قنا، ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة)، ومن أشهر دواوينه «الأرض والعيال، وجوابات حراجى القط، والأحزان العادية، والسيرة الهلالية». وكتب «الأبنودي»، العديد من الأغاني، من أشهرها: لعبد الحليم حافظ، «عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، وأحضان الحبايب، والهوي هوايا»، وللفنان محمد رشدي، «تحت الشجر يا وهيبة، وعدوية»، وللفانة فايزة أحمد، «يمّا يا هوايا يمّا»، وللفنانة نجاة الصغيرة، «عيون القلب، قصص الحب الجميلة»، وللفنانة شادية، «آه يا اسمراني اللون»، وللفنانة صباح، «ساعات ساعات». وللفنانة وردة الجزائرية، «طبعًا أحباب، قبل النهاردة»، وللفنانة ماجدة الرومي، «جايي من بيروت، بهواكي يا مصر»، ومحمد منير، «برة الشبابيك، يونس، وقلبى مايشبهنيش». كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل «النديم، وذئاب الجبل، وغيرها» وكتب أيضا حوار وأغاني «فيلم شيء من الخوف، وحوار فيلم الطوق والإسورة، وأغاني فيلم البريء». وفي قصيدة لعمته يامنه: قال «الأبنودي»، «إذا جاك الموت ياولدي.. موت على طول.. اللي تخطفوا فضلوا أحباب.. صاحيين في القلب.. كأن ماحدش غاب.. واللي ماتوا حته.. حته ونشفوا وهم لسه حيين حتى سلام عليكم مش بتعدي من بره الاعتاب.. أول مايجيك الموت أفتح أول ما ينادي عليك.. اجلح».