سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. "البوابة نيوز" في منزل أسرة شهيد الشرطة بالمنيا.. ابنه الأكبر تلقى الخبر هاتفيًا.."جرجس": والدي لم يكن له أي أعداء.. زوجته: تمنى الشهادة ونالها.. وابنته الصغرى: "هم ليه بيعملوا كده؟"
في قرية طحا الأعمدة شمال مدينة المنيا، استقبلت أسرة شهيد الشرطة المساعد عيد فهيم، خبر مقتله، فجر أمس الثلاثاء، عندما تلقى ابنه الأكبر "جرجس" اتصالا هاتفيا من قسم بندر المنيا يخبره أن والده مصاب بمستشفي جامعة المنيا قبل أن يعرف الحقيقة هناك. وفي منزل بسيط بمدخل القرية، تعيش الأسرة المكونة من 5 أبناء، إضافة إلى الأم والأب في منزل واحد حيث الابن الأكبر وأشقائه "هناء ومينا ومريم وأشرف". وقال "جرجس": "أعمل أنا وثنين من أشقائي في مدينة الغردقة ولم نر والدي منذ 4 شهور، واحتسبنا والدي شهيدا عند الله هو وزميله اللذان راحا ضحية الغدر والخسة". وأضاف "جرجس": "فوجئت فجر اليوم باتصال هاتفي من قسم المنيا أخبروني أن والدي أصيب وهو محتجز بمستشفي جامعة المنيا وعندما توجهت إلى هناك أخبروني أن والدي استشهد هو وزميله في هجوم إرهابي على الكنيسة". وأوضح "جرجس": "شاهدت جثة والدي حيث تم ضربه في رقبته وإصابته بجرح كبير نحو 15 سم ومضروب في ذراعه أيضًا.. أبي لم يكن له أي أعداء رجل مسالم من بيته لعمله عنده نحو 59 سنة يتبقي له 4 شهور ويخرج على المعاش". وتابع الابن الأكبر للشهيد: "احتسبت والدي شهيد فهو مات في عمله مدافعا عن الكنيسة.. أبي لم يقتل في منزله أو في الشارع، بل قُتل وهو في خدمته وسلاح في يده وقُتل غدرا". ولفت "جرجس" إلى أن "الإرهاب لا دين له لم يفرق بين مسلم وقبطي وإخواننا المسلمين كانوا أكثر من المسيحيين في جنازة والدي"، مضيفا: "أريد فقط القصاص العادل من قتلة والدي.. أريد أن أقتص ممن قتله.. نريد أن نراهم معلقين على حبل المشنقة أريد أن أريح والدي في قبره". وأشار "جرجس" إلى أنه يريد من الجميع أن يذهبوا للكنائس ويحتفلون بأعياد الميلاد وينزلون إلى الشوارع فأنا والدي مات شهيد. أما زوجته، فقالت: "كنت أتمني أن أموت بدلا منه، وحقه يعطيه لنا ربنا، وزوجي كان دائما يتمني أن يموت أثناء تأديته الخدمة لينول الشهادة". فيما تساءلت ابنته "هناء": "ما هو الجرم الذي ارتكبه أبي حتى يتم قتله ولماذا تصمت الحكومة على هذا الإرهاب؟". وكان اللواء أسامه متولى، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، تلقى إخطارا من اللواء هشام نصر مدير إدارة البحث الجنائى، بمقتل شرطيين أثناء قيامهما بحراسة كنيسة الراعى الصالح بحي الحبشي، وسط مدينة المنيا، والتي تبعد مسافة قليلة عن كنيسة السيدة العذراء، وتم نقلهما إلى مستشفى المنيا الجامعي. وانتقلت قوات الأمن إلى مكان الحادث وتبين من تحريات الرائد عمرو حسن، رئيس مباحث البندر أن هناك مجهولون ما بين اثنين أو ثلاثة كانوا يستقلون دراجة بخارية ويحملون أسلحة نارية قاموا بمهاجمة كمين أمام الكنيسة، وأطلقوا الأسلحة النارية على كل من "عيد فهيم" (57 سنة، مساعد شرطة)، مقيم بقرية طحا الأعمدة بمركز سمالوط، ولم يتبق له سوى 4 شهور للخروج على المعاش، والثاني يدعى "محمد أبو زيد" (40 سنة، رقيب أول شرطة)، يقيم بقرية صفط الشرقية بمركز المنيا. وتم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيقات التي قررت دفن الجثتين عقب عرض تقرير الطب الشرعي. ولفت مصدر أمني إلى أن الطبيب الشرعي أكد أن عدد الرصاصات التي اخترقت جسديهما 32 طلقة من أسلحة آلية كانت بحوزة مرتكبي الحادث. وبعد وقوع الحادث، كثفت مراكز الشرطة بمختلف مراكز المنيا الحراسات المشددة على مقرات الشرطة والمحاكم، والكنائس، والمصالح الحكومية الحيوية، وأغلقت الطرق أمام مقرات الشرطة منعا لاستهدافها من قبل الإرهابيين. وذكر مصدر أمني أن المتهمين استولوا على أسلحتهما الميري، وان الطبيب الشرعي أكد أن عدد الرصاصات التي اخترقت جسديهما 32 طلقة من أسلحة آلية كانت بحوزة مرتكبي الحادث. وشدد مدير أمن المنيا على أن مخططات الإخوان لن تفلح في زعزعة استقرار أمن البلاد، وان الأفعال الدنيئة والخسيسة سنكون لها بالمرصاد، وأن الجيش والشرطة والشعب ضد الإرهاب وعناصره أينما كان، وأنه لا مكان بيننا لمخرب وخائن لأبناء وطنه. وقال اللواء هشام نصر، مدير إدارة البحث الجنائي بالمنيا: "إنا لمنتقمون وأن الرد سيكون سريعا وحازما، وأن الجناة لن يفلتوا بعملتهم الخسيسة"، مؤكدًا أن التحريات الأولية تشير إلى تورط عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية في الحادث، وأنه تم تشكيل فريق بحث جنائي على أعلى مستوى لضبط الجناة بقيادة مساعد الوزير لقطاع الأمن العام وإدارة الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي. ودعا مدير إدارة البحث الجنائي الأهالي إلى النزول والاحتفال بعيد الميلاد وعدم الخوف أو القلق. وقطع العشرات من أمناء وأفراد الشرطة بالمنيا الطريق أمام كوبري النيل احتجاجا على مقتل زميليهما أثناء القيام بعملهما وعدم تسليحهم بأسلحة متطورة، مؤكدين أنهم طالبوا اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، خلال زيارته للمنيا، منذ عدة شهور بالتسليح ووعدهم بدراسة مطلبهم في أسرع وقت ممكن، وعقب ذلك قُتل منهم عدد غير قليل بحوادث مشابهة وعلى الطرق العامة. وفى مشهد جنائزي رهيب، شاركت فيه جميع قوى الشعب المنياوي، بقيادة اللواء مساعد الوزير لمديرية أمن المنيا وجميع القيادات الأمنية والتنفيذية، وعدد من القيادات الشبابية، وممثلي الأحزاب، خرجت جنازة عسكرية للمجني عليهما، منددين بالإرهاب الغاشم الذي يسعى دائما لتحويل فرحتنا إلى جنازات. وأصدرت كنائس الأقباط الارثوذكس والكاثوليك بالمنيا بيانا بمنع مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد والاكتفاء بإقامة الصلوات والشعائر الدينية حدادا على أرواح شهيدي الشرطة اللذين تم اغتاليهما اليوم أمام كنيسة السيدة العذراء بالمنيا. والدة شهيد الشرطة بالمنيا: عايزة حق إبني by albawabanews