في منزل بسيط بقرية طحا الأعمدة التابعة لمركز سمالوط مشهد يشيب له الولدان، تجلس أم لخمسة أولاد وبنات وزوجة لشرطى لم يبق له 4 أشهر لكى يسلم خدمته لغيره، بعد أن يخرج إلى المعاش لكن يد الغدر طالته قبل أن يكمل مدة خدمته حتى سن الستين. تقول زوجة عيد وهى تجلس بين ابنتيها هناء المتزوجة التي لم تر والدها أكثر من أسبوع ومريم الطفلة الصغيرة في التعليم الإعدادى حين خرج من المنزل عصر أمس الأول كان دائمًا ما يكرر الواحد نفسه يموت أمام الكنيسة، وتتدخل الأم وتقول هكذا تحققت أمنيته ومات لكن ما ذنبه لم يعاد أحدا سواء مسلما أو مسيحيا، وحتى أيام الإجازة كان يذهب لعمله أمام الكنيسة. وأكد جرجس الابن الأكبر، أن الحكومة إذا لم تأخذ حق أبى سوف آخذه بنفسى، وأنه ظل أكثر من 50 يوما لم ير والده وإخوته الذين لم يشاهدوا أباهم أكثر من 4 شهور لعملنا في مدينة الغردقة.
وأضاف: أعمل أنا وأشقائي في مدينة الغردقة ولم نر والدي منذ 50 يوما وأخي الصغير منذ 4 شهور، واحتسبنا والدي شهيدا عند الله هو وزميله اللذين راحا ضحية الغدر والخسة. وتابع: فوجئت فجر يوم الحادث باتصال هاتفي من قسم المنيا، أخبروني أن والدي أصيب وهو محتجز بمستشفى جامعة المنيا، وعندما توجهت إلى هناك أخبروني أن والدي استشهد هو وزميله في هجوم إرهابي على الكنيسة. وأوضح أن أبي لم يكن له أي أعداء فهو رجل مسالم، وأنا احتسبته شهيدا فهو مات في عمله مدافعا عن الكنيسة. وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى مدير أمن المنيا اللواء أسامة متولي، إخطارا من اللواء هشام نصر مدير البحث الجنائي بالمديرية، يفيد بمصرع كل من عيد فهيم مساعد شرطة، ومحمود أبو زيد رقيب شرطة، إثر إطلاق النار عليهما بسلاح آلى من مجهولين ملثمين ومسلحين خلال تواجدهما بخدمتهما المكلفين بها أمام الكنيسة بشارع محمود عبد الرازق والقريبة من ميدان الحبشي بوسط مدينة المنيا.