حالة شديدة من الهلع والتوتر سادت محافظة المنيا، اليوم الثلاثاء، عقب استشهاد شرطيين بالرصاص من أسلحة آلية، أثناء حراستهم لكنيسة وسط المحافظة، مما تسبب فى إثارة الذعر بين الاهالى والأقباط عامه، وبين أفراد الشرطة والأمناء خاصة والذين قطعوا الطريق احتجاجا على مقتل زميليهما، مطالبين بتسليحهم. وقد أشارت التحريات الأولية لمديرية أمن المنيا أن الإخوان وراء الحادث، وأنه جارٍ ضبطهم، حيث تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى يشرف عليه مساعد الوزير لمنطقة شمال الصعيد، وتم تشديد الحراسات على الكنائس وأقسام الشرطة وغلق عدد من الشوارع امام مطرانية المنيا، والكاتدرائيات، وأمام قطاع الأمن المركزي، وفرق الأمن، وسجن المنيا العمومى، وطالبت الجهات الأمنية الإخوة الأقباط بالنزول للشارع للاحتفالات، وعدم الخوف من الحادث الجبان، وأنه سيتم ضبط الجناة، فى أقرب وقت ممكن. كان اللواء أسامة متولى، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، قد تلقى إخطارا من اللواء هشام نصر مدير إدارة البحث الجنائى، بمقتل شرطيين أثناء قيامهما بحراسة كنيسة الراعى الصالح بحى الحبشى، وسط مدينة المنيا، والتى تبعد مسافة قليلة عن كنيسة السيدة العذراء، وتم نقلهما إلى مستشفى المنيا الجامعي. وعلى الفور انتقلت قوات الأمن الى مكان الحادث وتبين من تحريات الرائد عمرو حسن، رئيس مباحث البندر أن هناك مجهولين ما بين اثنين أو 3 كانوا يركبون دراجة بخارية ويحملون أسلحة نارية قاموا بمهاجمة كمين امام الكنيسة، وأطلقوا الأسلحة النارية على كل من: "عيد فهيم" 57 عاما، مساعد شرطه، ومقيم بقرية طحا الأعمدة، مركز سمالوط، ولم يتبقى له سوى شهرين للخروج على المعاش، وهو قبطي، والثاني يدعى "محمد أبو زيد" 40 عاما، رقيب أول شرطه، ويقيم بقرية صفط الشرقية، مركز المنيا، وتم تحرير المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيقات التى قررت دفن الجثتين عقب عرض تقرير الطب الشرعي. وأكد مصدر أمنى أن الطبيب الشرعي أكد أن عدد الرصاصات التي اخترقت جسديهما 32 طلقه من أسلحه آلية كانت بحوزة مرتكبي الحادث. وفور وقوع الحادث قامت مراكز الشرطة بمختلف مراكز المنيا، بتكثيف الحراسات المشددة على مقرات الشرطة والمحاكم، والكنائس، والمصالح الحكومية الحيوية، وغلق طريق المرور من أمام مقرات الشرطة منعا لإستهدافها من قبل الإرهابيين. وأكد مصدر أمني أن المتهمين استولوا على أسلحتهما الميري، وان الطبيب الشرعي أكد أن عدد الرصاصات التي اخترقت جسديهما 32 طلقه من أسلحه اليه كانت بحوزة مرتكبي الحادث . وقال اللواء هشام نصر، مدير إدارة البحث الجنائي بالمنيا أن التحريات الأولية تشير إلي تورط عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية في الحادث، مؤكدا أن الرد سيكون سريعا وقويا، وأن الجناة لن يفلتوا بعملتهم الخسيسة، وقد تم تشكيل فريق بحث جنائي علي أعلى مستوي لضبط الجناة بقيادة مساعد الوزير لقطاع الأمن العام وإدارة الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي. ودعا مدير إدارة البحث الجنائي الأهالى، إلى النزول والاحتفال بعيد الميلاد وعدم الخوف أو القلق. وقد قطع العشرات من أمناء وأفراد الشرطة بالمنيا الطريق أمام كوبرى النيل احتجاجا على مقتل زملاءهم أثناء القيام بعملهم وعدم تسليحهم بأسلحة متطورة، مؤكدين أنهم طالبوا اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، خلال زيارته للمنيا منذ عدة شهور بالتسليح ووعدهم بدراسة مطلبهم فى أسرع وقت ممكن، وعقب ذلك قتل منهم عدد غير قليل بحوادث مشابهة وعلى الطرق العامة. وفي مشهد جنائزي مهيب، شاركت فيه جميع قوى الشعب المنياوي، بقيادة اللواء مساعد الوزير لمديرية أمن المنيا وجميع القيادات الأمنية والتنفيذية، وعدد من القيادات الشبابية، وممثلى الأحزاب خرجت جنازة عسكرية للمجنى عليهما، منددين بالإرهاب الغاشم الذي يسعى دائما لتحويل فرحتنا إلى جنازات. وأكد اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، أن مخططات الإخوان لن تفلح فى زعزعة استقرار أمن البلاد، وأن الأفعال الدنيئة والخسيسة سنكون لها بالمرصاد، وأن الجيش والشرطة والشعب ضد الإرهاب وعناصره أينما كان، وأنه لا مكان بيننا لمخرب وخائن لأبناء وطنه.