اقر البرلمان اليمني قانونا يوم السبت يمنح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية فيما يتعلق بقتل المحتجين في محاولة للمضي قدما في مبادرة تهدف الى انهاء حكمه ووضع حد لنحو عام من الاضطرابات. ويتهم ساسة المعارضة قوات الامن التي يسيطر عليها الرئيس ومعاونوه باستخدام القناصة لقتل مئات من المتظاهرين الذين بدأوا الاحتجاج ضد حكم صالح في يناير كانون الثاني الماضي مسلتهمين الانتفاضات التي اندلعت في اماكن اخرى من العالم العربي.
وايد البرلمان ترشيح نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي مرشحا توافقيا لكل الاحزاب في انتخابات الرئاسة التي ستجرى الشهر المقبل ليحل محل صالح الذي قضى 33 عاما في السلطة.
وكان القانون منح في وقت سابق حصانة شاملة لمعاوني صالح لكن نسخة معدلة منه قصرت هذه الحصانة على الحماية من المحاكمة بسبب الجرائم ذات "الدوافع السياسية" ارتكبت خلال وجودهم في مناصبهم الرسمية باستثناء تلك التي تعتبر من افعال "الارهاب".
وستغطي الحصانة التي تأتي ضمن مبادرة خليجية فترة الرئاسة الكاملة لصالح وهي غير قابلة للالغاء او للطعن فيها.
وكانت السعودية والولاياتالمتحدة ساندتا صالح اغلب فترة حكمه لكنهما ايدتا اتفاق نقل السلطة خشية ان يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي تعتبره واشنطن اخطر فروع القاعدة استمرار الفوضى ليشن هجمات في المنطقة وما وراءها.
وقال دبلوماسي شرق أوسطي شارك في المناقشات الجارية بشأن مصير صالح لرويترز ان صالح ما زال يعتزم زيارة الولاياتالمتحدة للعلاج لكنه لن يغادر اليمن بشكل دائم.
وقال مسؤول يمني كبير يوم السبت ان صالح سيتمتع بحصانة دبلوماسية اذا توجه الى الويات المتحدة.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لانه ليس مخولا بالتحدث للصحافة "نحن ننتظر ان توافق دولة ثالثة على زيارة قصيرة للرئيس قبيل التوجه لولايات المتحدة." واشار المسؤول ان الدولة الثالثة هي دولة عربية. وقال بعض النشطاء ان اتفاق الحصانة اظهر ان نجاح الاحتجاجات يمكن القضاء عليه بسهولة.
وقالت فايزة سليمان وهي من زعماء الاحتجاجات "لقد فقدنا الثقة في المعارضة السياسية. اذا كان بوسعهم منح صالح هذا النوع من العفو فربما سيقرون المزيد من القوانين ضدنا في المستقبل وربما المرة التالية سيقرون قوانين تحظر المظاهرات. لم نعد نحن كشباب نثق فيهم بعد اليوم."
لكن الناشط عبد العزيز السقاف (22 عاما) قال "المسألة بالطبع مثيرة للجدل لكنها ضرورية من اجل نجاح فرصة الانتقال السلمي للسلطة. انا لا اؤيدها من حيث المبدأ لكن لاسباب عملية."
وابلغت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام رويترز انه يجب منع صالح والمقربين منه من العودة للسلطة من اجل عودة الاستقرار الى البلاد.
ويقول محللون ان اليمن يمكن ان يصبح دولة فاشلة في ظل ما يواجهه ايضا من تحديات بينها تمرد شيعي في الشمال ونزعة انفصالية متجددة في الجنوب ومتشددون متربطون بالقاعدة يستولون على عدة بلدات في الجنوب.
وقال مفاوض قبلي يوم السبت ان المحادثات انهارت مع طارق الذهب زعيم جماعة اسلامية متشددة استولت على مدينة رادع على بعد 170 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة صنعاء بعدما طالب بالافراج عن 16 متشددا بالقاعدة وبتطبيق الشريعة الاسلامية في البلدة.
وكان الذهب اعلن في وقت سابق ان مقاتليه سينسحبون اذا افرج عن شقيقه وعدد اخر من المتشددين.
وقال سكان ان قوات الجيش ومقاتلي القبائل المؤيدة للحكومة اشتبكوا مع المتشددين بعد انهيار المحادثات مستهدفين حصنا تاريخيا كان الاسلاميون يتخذون مواقع به.
ويتهم معارضو الرئيس اليمني صالح بتخليه عن بعض المناطق للاسلاميين ليعزز تأكيده بأنه الوحيد القادرعلى منع تنامي قوة القاعدة في اليمن وانه يهدف في النهاية الى استعادة السلطة عبر تخريب الاتفاق الخاص بنقلها.