احتج آلاف اليمنيين في صنعاء يوم الأحد على قانون الحصانة الذي يحمي الرئيس علي عبد الله صالح من المحاكمة وطالبوا بمحاكمته على جرائم قالوا إنه ارتكبها خلال فترة حكمه التي استمرت 33 عامًا. وفي جنوب البلاد قتل أربعة متشددين مرتبطين بالقاعدة وجندي في اشتباكات. وأغضبت الحصانة التي منحت لصالح في إطار اتفاق لإقناعه بالاستقالة المحتجين الذين يتهمون قوات الأمن التي يسيطر عليها صالح ومساعدوه بقتل مئات المتظاهرين على مدى العام المنصرم. وشككت جماعات معارضة لم تشارك في اتفاق نقل السلطة -الذي تم برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من الولاياتالمتحدة- في سلطة البرلمان للموافقة على قانون الحصانة. وقال مانع المطري وهو زعيم لجنة شكلها شبان قادوا احتجاجات ضد حكم صالح مستمرة منذ نحو عام "نحن غير ملزمين بقانون الحصانة لانه يخص اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي." وأضاف "سنستمر في التظاهرات والاحتجاجات حتى تحقيق كافة المطالب التي خرجنا من أجلها وهذا البرلمان غير شرعي ونحن متمسكون بالقانون الدولي." ولا يمنح قانون الحصانة الذي أجيز يوم السبت بأغلبية برلمانية حماية كاملة لمساعدي صالح لأن تعديلا يتركهم عرضة للمحاكمة لجرائم تدرج ضمن قضايا "الإرهاب". لكن القانون يمنحهم الحصانة من الجنايات "ذات الدوافع السياسية" التي ارتكبت خلال أداء المهام الرسمية. ورحب مبعوث للأمم المتحدة بتعديل القانون الذي يقيد الحصانة لمساعدي صالح لكن نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان قالت إنه ربما ينتهك القانون الدولي. وقال مبعوث الاممالمتحدة جمال بن عمر يوم السبت "أسعدني تعديل قانون الحصانة لكنه لم يذهب إلى مدى كاف. نطاق القانون لا يزال واسعا. الاممالمتحدة لا يمكن أن تتغاضى عن حصانة موسعة تشمل جرائم تعتبرها الاممالمتحدة جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة وجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والعنف الجنسي." وأضاف "سنكون أكثر رضا اذا أدرجت هذه المجموعة من الجرائم في مشروع القانون الجديد." وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان أكثر انتقادا فقالت سارة لي ويتسون المدير الاقليمي للمنظمة "هذا القانون يبعث برسالة مخزية تقول انه ليس هناك عواقب لمن يقتلون من يعبرون عن معارضتهم." وأضافت "يجب أن تحقق الحكومة اليمنية مع كبار المسؤولين الضالعين في جرائم خطيرة وليس السماح لهم بعدم معاقبتهم على القتل." وشعر المحتجون أيضا بالغضب من تصريحات دبلوماسي من الشرق الاوسط مشارك في المباحثات حول مصير صالح يوم الجمعة والذي قال إن صالح يعتزم زيارة الولاياتالمتحدة للعلاج وانه لن يترك اليمن للابد. وقالت المعارضة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لرويترز انه لابد من منع صالح والدائرة المحيطة به من العودة للسلطة اذا كان يراد للبلاد ان تعود للاستقرار. وذكر مسؤول قبلي أن أربعة متشددين منهم قيادي محلي في تنظيم القاعدة وجندي قتلوا أثناء قتال في بلدة رداع على بعد 170 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من صنعاء التي سيطرت عليها مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أسبوع. وقال لرويترز "سعيد خريصان القيادي في القاعدة قتل الليلة الماضية في اشتباك مع قوات الجيش. كما قتل اثنان من مساعديه وقتل جندي وأصيب ثلاثة اخرون في الاشتباك." ووقعت الاشتباكات بعد انهيار محادثات بين زعماء قبليين ومتشددين بسبب مطالب بالافراج عن 16 من القاعدة وتطبيق الشريعة في البلدة. ويتهم معارضون صالح بتخليه عن بعض المناطق للاسلاميين ليليؤكد أنه الوحيد القادر على منع تنامي قوة القاعدة في اليمن وانه يهدف الى تخريب عملية نقل السلطة.