يبدو أن شركة جنرال موتورز GM قد استنفدت قدرتها علي التقدم إلي الأمام فمبيعاتها تتراجع وسعر سهمها يهبط ويحاول رئيسها التنفيذي ريتشارد واجونير دون جدوي تشجيع العاملين للخروج من هذه الحالة ولذلك اضطر الرجل الي ان يعلن في وول ستريت منذ أيام ان مبيعات جنرال موتورز في عام 2005 ستهبط الي قاع غير مسبوق. وتقول مجلة "بيزنيس ويك" ان نصيب GM من السوق في أول شهرين من هذا العام قد هبط الي 9.24% بعد ان كان 2.27% في يناير وفبراير عام 2004 وهو ادني مستوي بلغته الشركة منذ الاضراب الشهير الذي استمر شهرين عام 1998 واجبر الشركة آنذاك علي اغلاق ابوابها واكثر من ذلك فإن جنرال موتورز يتوقع أن تخسر 846 مليون دولار في الربع الأول من هذا العام. ومثل كثير من الشركات الصناعية هذه الأيام تعتمد جنرال موتورز في تحقيق الأرباح علي ذراعها المالي جنرال موتورز اكسبتانس كورب GMAC الذي سيحقق هذا العام ارباحا تصل الي 5.2 مليار دولار في حين ستحقق وحدة انتاج السيارات في GM خسائر كثيرة قد تستهلك كل أو معظم أرباح GMAC. وتتوقع GM الا تزيد ارباحها في عام 2005 علي وجه الاجمالي عن 600 مليون دولار في حين ان ارباحها في العام الماضي بلغت 6.3 مليار دولار اما سعر السهم فإن انصراف المستثمرين عنه دفعه الي الهبوط يوم 16 مارس بنسبة 14% ليصبح 29 دولارا فقط. ومن الواضح للأسف ان استراتيجية واجونير 52 عاما التي استمرت اربع سنوات والقائمة علي استخدام الحوافز والخصومات من اجل زيادة المبيعات ورفع نصيب GM من السوق قد انتهت الي فشل ذريع أو برغم ان مجلس الادارة لا يزال يدعم واجونير ومعاونيه فإن مستويات الادارة الوسطي بدأت تفقد الأمل في حدوث اي تحسن لأوضاع الشركة. ويبدو أن واجونير سيجد نفسه مضطراً للتفاوض مع اتحاد العمال يونايتد أوتو ووركرز من أجل الحصول علي تنازلات تسمح له بالاستغناء عن جزء من العمالة وخفض تكاليف الرعاية الصحية للعمال وغير ذلك من اجراءات خفض التكاليف. وتقول "بيزنيس ويك" ان نجاح استراتيجية واجونير كان يتطلب علي الاقل المحافظة علي نصيب GM من السوق والذي كان قد بلغ 28% في السنوات الأخيرة ولكن ما حدث ان حجم مبيعات الشركة الذي بلغ 4.17 مليون سيارة عام 2000 قد هبط بنسبة 5%، والأسوأ من ذلك ان مبيعات السيارات السوفان الكبيرة ستهبط 02% هذا العام مع ارتفاع اسعار البنزين برغم اهمية هذا النوع لزيادة مبيعات GM وارباحها وبرغم أن الانخفاض في نصيب GM من السوق محدود الا ان المحللين في دويتش بانك يقولون إن الشركة تفقد مليار دولار من أرباحها مقابل انخفاض نصيبها من السوق 1% فقط. وليست هذه هي كل الانباء السيئة فعمليات GM في أوروبا سوق تخسر 500 مليون دولار هذا العام كذلك ستصبح التدفقات النقدية علي الشركة هذا العام. بالسالب ويقدر النقص في التدفقات النقدية بنحو ملياري دولار. وبرغم ان GM سوف تستعوض هذا النقص من ذراعها المالي GMAC الا انها ستضطر الي دفع 5.1 مليار دولار الي شركة فيات لفض علاقتها مع هذه الشركة الايطالية المريضة. وللخروج من هذه الورطة يري المحللون ان جنرال موتورز عليها الا تتمسك بزيادة نصيبها من السوق وان تعيد ترتيب اوضاعها واستراتيجية التسويق التي تتبعها علي اساس ان نصيبها من السوق لن يتجاوز 20% ويقول المحللون ان GM يمكن ان تحقق ارباحا حتي لو كان نصيبها من السوق 18% فقط خصوصا اذا امكنها ان تنفذ خطة جيدة لخفض التكاليف بالاتفاق مع اتحاد العمال يونايتد اوتو ووركرز. وهناك نقطة مهمة تتعلق بحجم جنرال موتورز والماركات الثمانية المتنافسة التي تنتجها والتي تضم البويك والشيفروليه والبونتياك وغيرها فتعدد الماركات وتشابهها يجعل GM تبدو كأنها تنافس نفسها في السوق كما انه يعوق قدرتها علي إعادة هيكلة انتاجها حسب احتياجات السوق مثلما تفعل الشركات الاخري وخاصة الشركات اليابانية.