اليوم هو ذكري تدمير برجي التجارة العالمية بواسطة أبناء بن لادن. واليوم أري أيضا ذكري خطيئة معظم الساسة في زماننا حين يخفون المكر والخديعة في ثياب من الكلمات اللامتعة المبهرة . هذا ما أقوله لنفسي حين أتذكر الحادي عشر من سبتمبر الذي سقطت فيه هيبة الولاياتالمتحدة عند سقوط برجي التجارة العالمية، وكان السقوط بواسطة أداة أمريكية تمت صناعتها كي تضرب الإتحاد السوفيتي بأفغانستان التمويل كان خليجيا، والشباب المغسولة أدمغتهم كانوا عربا ومسلمين . ولم تنتبه الولاياتالمتحدة وهي فرحة بميلاد مجموعات قتالية ضد السوفييت إلي أن الرئيس السادات الذي أعجب ساسة أمريكا كثيرا، هذا الرئيس هو من أخرج المتأسلمين السياسيين من الغياب الذي دهمهم سواء بفكرة القومية العربية أو بوجود فرصة عمل لكل شاب متعلم ، لم تنتبه الولاياتالمتحدة أن التعامل مع التعصب ومنحه فرصة خداع التاريخ إنما ينقلب دائما علي الساحر الذي استخدمه، ورأي ساسة العالم وجموع البشرية كيف سقط السادات برصاص المتأسلمين، ورغم ذلك تمادت الولاياتالمتحدة في تجهيزهم ومدهم بالعون المادي، لدرجة أني لا أنسي أبدا صورة للرئيس الأسبق بوش الكبير علي غلاف مجلة عربية عام 1980، وهو يحمل مدفعا رشاشا ويعلن انه موجود بأفغانستان للدفاع عن الإسلام. وبعد ذلك التاريخ بواحدة وعشرين عاما كان المتأسلمون قد دهموا الولاياتالمتحدة في عقر كرامتها ، وسطوة نفوذها التكتولوجي فسقط برجا التجارة العالمية بفعل متأسلين ممن أسهمت هي في وضع بذرتهم . ولم يتعظ بن أوباما من الدرس، فقد قام بالعبث تحت تراب المنطقة العربية ، ليستخرج ممن سبق وأهدوا الولاياتالمتحدة إرهابيا باسم العقيدة هو بن لادن، استخرج منهم أكثر من بن لادن صغير قرر زراعته في منطقة الشرق الأوسط كي يفتتها . ولكن أهل مصر الكرام لم يتحملوا تلك البذرة المتأسلمة فكان سقوط الإخوان بعد عام واحد من سيطرتها علي الحكم. وإذا كانت الأموال الأمريكية والتربية السياسية علي العمل الأهلي قد تم إستخدامها بواسطة المعهد الجمهوري والمعهد الديموقراطي، وصنعت أمريكا للمتأسلمين سلما إسمه ديمقراطية الصندوق ، فقد سقط من صعدوا علي السلم إلي حكم مصر لأن الحساسية الفائقة عند المصريين ضد العسف والقهر، هي التي دفعت قرابة الثلاثين مليون إنسان لعملية تدمير من صعدوا إلي سلم حكم بلادهم . وياليت بن أوباما يتذكر الآن أن تربية الثعابين باسم التعصب، تعود لتلدغ من قام بتربيتها، وليكن له من درس إغتيال السادات وسقوط البرجين عبرة ولكن هل البرجماتئية الأمريكية قادرة علي استيعاب الدرس؟ سؤال تحتاج الولاياتالمتحدة إلي التفكير في إجابته .