لن أتكلم كثيرا عن موضوع فرض ضرائب علي البورصة، لأن الكثيرين تناولوا موضوع الضرائب من هذه الزاوية، وكأن البورصة هي الحياة وهي الأمل وهي البداية والنهاية، نعم البورصة محور اهتمامنا الأول، ولكن البورصة هي نتاج للاستثمار وتجميع المدخرات في المجتمع بالكامل، ولذلك عندما نتكلم عن الضرائب، سنأخذ الموضوع من منطلق طريقه التفكير في مصر وكيفية اتخاذ قرار مهم مثل قانون الضرائب الجديد واصدار قوانين بطريقة "مفتكسة" بدون التشاور مع مؤسسات المجتمع ومدي قبولها للقرار، وثانيا من منطلق تأثير القرار علي الاقتصاد المصري ومن سيدفع أغلب الضرائب، وأخيرا لصالح من تلعب حكومة الإخوان هل لصالح الشعب أم لصالح رجال الأعمال المنتمين للجماعة وأي أجندة اقتصادية تنفذها حكومة الكوكتيل العجيب. "وطني إخوان"، وكيف تصرف أوباما في انتخابات الرئاسة ودافع عن خفض الضرائب عن الفقراء مقابل رفعها علي الأغنياء مع تدعيمه للتأمين الصحي علي الفقراء، وكانت النتيجة فوزه في الانتخابات. لن نتكلم كثيرا ولكن تعالوا ننظر للشرائح الضريبية التصاعدية النكتة الكبري في حكومة "إخوان الوطني" أولا أن حد الاعفاء الضريبي 5000 جنيه سنويا للموظف في القطاع الخاص معدل حوالي 400 جنيه شهريا، وهو ما يساوي حوالي 70 دولارا شهريا أي حوالي 2،3 دولار يوميا للسكن والحياة، ولا أعرف علي وجه التحديد ما هو الموقف إذا كان متزوجا ويعول، ولكن الطامة الكبري أن هذا الإنسان تحت خط الفقر أو يلامسه فكيف يدفع ضرائب وفي المقابل في تصريحات لوزير المالية منشورة في صدر الصفحة الأولي في جريدة الأهرام أن حد الأعفاء 9 آلاف جنيه لموظفي الحكومة بمعدل 750 جنيها شهريا أي حوالي 110 دولارات شهريا بمعدل 3،8 دولارا يوميا تقريبا، وهو أعلي قليلا من حد الفقر، وهنا نقطتان الأولي تساؤل عن مدي دستورية أن يكون حد الاعفاء للموظف الحكومي مختلف عن القطاع الخاص أليس الاثنان مواطنين مصريين فكيف يختلف حد الأعفاء؟، وثانيا ما هو الموقف بالنسبة لمن يعول، وهل ستتوقف الضريبة علي نصيب الفرد في الأسرة من دخل عائلها؟ والأهم أن هذا يعني أن الجانب الأكبر من الضرائب سيدفعها محدودو الدخل، وذلك ببساطة لأن من دخلهم بين 500 و20 ألف جنيها سنويا سيدفعون ضرائب نسبتها 10% وهي شخص مرتبه يتراوح بين 415 جنيه و1660 جنيها شهريا، وستدفع ضرائب 15% إذا كان دخلك سنويا بين 20 ألف جنيه و40 ألف جنيه أي أن مرتبك بين 1660 جنيه و3330 جنيها شهريا، وهذه الشرائح سالفة الذكر تمثل الفقراء في الوطن وهي الأكبر عددا، أي أن أغلب الضرائب ستأتي من الفقراء. أما الطبقة المتوسطة التي تضم من يتراوح دخلهم بين 40 ألف جنيه ومليون جنيه سنويا بمرتب بتراوح بين 3330 جنيها و83330 جنيها شهريا وسيدفعون ضرائب 20% وهؤلاء سيدفعون ثاني أكبر حصة من الضرائب. أما المستوي الأعلي من الطبقة المتوسطة ومن يتراوح دخلهم بين مليون جنيه و10 ملايين جنيه سنويا وينتمون نسبيا للأثرياء وسيدفعون حوالي 22% سنويا، وهو ما يعني أن الطبقة المتوسطة بكل فئاتها ستدفع ضرائب ضخمة من دخولها وهنا تأتي النقلة الكبري ومن دخلها اكثر من 10 ملايين جنيه سنويا سيدفعون 25% سنويا، ونسأل: لماذا كل هذا الذكاء ياحكومة لأن من دخله السنوي مليار جنيه سيدفع 25% مثل من دخلهه السنوي 10 ملايين جنيه. ولماذا سيتم تحميل محدودي الدخل ضرائب وهم لا يستطيعون العيش علي الكفاف من خبز وماء وكيف يدفع من دخله السنوي 5100 جنيه مثلا 10% ومن يصل دخله الي مليار سنويا يدفع 25% وهو اعجوبة من اعاجيب التدرج الضريبي، وهنا سؤال: هل تنصب علينا الحكومة بعمل تدرج وهمي للضرائب استجابة للضغط الشعبي ام ان هناك نية للاصلاح ولماذا يدفع الفقراء ومن لا يستطيعون ان تكملوا قوت يومهم ضرائب، هل تريدون زيادتهم فقرا. واذا سلمنا بأن الطبقة المتوسطة والفقراء يجب ان يتم استهلاكهم وقتلهم وتعذيبهم بدفع ضرائب مرتفعة لماذا لا يزيد التدرج في الضريبة بمعني ان تكون هناك شريحة بين 10 ملايين و 50 مليون جنيه و 100 مليون جنيه تدفع 35% سنويا وشريحة اكثر من 100 مليون جنيه تدفع 40% سنويا، يجب ان تكون هناك عدالة في الضرائب اذا لم تكن هناك عدالة في توزيع الدخول مع تآكل الطبقة المتوسطة قلب اي مجتمع في تحقيق النمو والاستقرار ياحكومة "إخوان الوطني" اين الفقراء من خططكم واين هي العدالة الضريبية؟