في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ التحالف بين ايران نجاد وسوريا بشار الأسد ، أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران تدين سقوط القتلي والمجازر في سوريا، حليفها الرئيسي في المنطقة، سواء كانوا من القوات الأمنية او من صفوف المعارضة، وذلك في موقف هو الأكثر وضوحا في ادانة قمع النظام لمعارضيه منذ بدء الانتفاضة في سورية منتصف مارس الماضي . بذلك ينضم نجاد الي القائمة الدولية الطويلة من المنددين بالسياسة الدموية التي يتبعها حزب البعث في سوريا لاعادة الشعب السوري مرة أخري الي بيت طاعة الأسد . ففي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الامريكية باللغة الفارسية بثها موقع التلفزيون الايراني علي شبكة الانترنت: أكد نجاد ادانته لسقوط القتلي والمجازر في سوريا سواء انتمي الضحايا الي القوات الامنية او المعارضة او الشعب. و قال ان العدالة تنص علي أنه لا يجب أن يقتل أحد الآخر، ولا يملك أحد الحق في قتل الآخر، لا الحكومة ولا المعارضة . المعروف أن القادة الايرانيين أبدوا عدم ارتياحهم منذ مدة طويلة لكن بعبارات مبطنة لعجز حليفهم السوري علي تسوية الازمة سريعا، مما يجعلهم كحلفاء في مواجهة قسم من شعبه، لكنها المرة الاولي التي يدين فيها احمدي نجاد بهذا الوضوح العنف الذي اوقع اكثر من ثلاثة آلاف قتيل في خلال 7 أشهر في هذا البلد بحسب الاممالمتحدة . اكد الرئيس الايراني طرح الحل من وجهة نظره وهو ان يجلس جميع الفرقاء معا من اجل التوصل الي اتفاق بعد ان دعا مرات عدة الي اجراء حوار خلال الاشهر الاخيرة . بالطبع لا يعكس هذا الموقف حرصا من جانب ايران علي مصالح الشعب السوري بقدر مايعكس الورطة التي وقع فيها النظام الايراني بسبب تأييده للأسد وامداده بالقدرات والامكانيات اللازمة لوأد الانتفاضة الشعبية في بلاده فلما بات مرجحا عدم امكان وقف الانتفاضة التي تسربت الي الجيش السوري ذاته سارعت ايران الي اعلان موقف مغاير تحسبا لسقوط النظام في سوريا واستعدادا لبناء جسر مع القوي التي يمكن أن تستولي علي الحكم في سوريا . الجدير بالذكر أن أحد السيناريوهات المتوقعة للخروج من أزمة الحكم في سوريا هو الانقلاب الداخلي من داخل الجماعة الحاكمة ذاتها والتضحية ببشار الأسد مقابل الاستمرار في السيطرة علي الأمور وامتصاص الثورة الحالية باجراء نوع من الاصلاحات التي لاتتعارض مع مصالح القوي الفعلية الحاكمة في سوريا . علي أي حال من المتوقع أن تشتد الحركة المعارضة لبشار الأسد خلال الأيام القليلة المقبلة خاصة بعد السقوط المدوي للعقيد القذافي في ليبيا وبعد فشل عمليات القمع الدموية في اجهاض الثورة السورية التي بدأت تتجه الي استخدام السلاح في بعض المناطق بالاضافة الي الانشقاقات المتزايدة داخل الجيش السوري ذاته .