بينما نحن نلقي بالأطنان كل يوم من بقايا الطعام في شهر رمضان المبارك، هناك أكثر من ألفي شخص يموتون كل يوم في الصومال؛ هذا البلد العربي المسلم الذي يواجه المجاعة التي تهدد حياة أكثر من 11 مليون مواطن يواجهون شبح الموت جوعا. ونحن جميعا مطالبون بأن نسارع إلي مساعدة شعب الصومال، وتوجيه المعونات الغذائية والإنسانية العاجلة إلي هناك عن طريق المنظمات الدولية أو بشكل مباشر من مصر إلي الصومال. وقد تكون هناك عقبات في ايصال المساعدات الغذائية بسبب عدم وجود سلطة مركزية في الصومال، وبسبب النظام الحاكم حاليا الذي يواجه نوعا من العزلة الدولية بتصنيفه نظاما إرهابيا إلا أن ذلك لا يعني أن يكون هناك نوع من الاتفاق مع هذا النظام لتسهيل وصول الغذاء والدواء إلي المنكوبين والبائسين. إن صور اطفال الصومال التي يطالعها العالم الآن تنفطر لها القلوب، فنحن نشاهد أطفالا بلا حياة، كالهياكل العظمية وهم ينتظرون ويلتمسون أي بارقة أمل في الحياة بينما تحملهم الأمهات اللاتي لا يجدن ما يفعلن سوي الصبر ومحاولة التشبث بالحياة. ولا يمكن أن ننتظر في ذلك مجلس الأمن ولا الولاياتالمتحدة أو المساعدات الدولية؛ فانقاذ الصومال مسئولية عربية وإسلامية وبعض الدول العربية لديها علاقات جيدة مع النظام الموجود، وهي علاقات تجارية واقتصادية يمكن توظيفها لتسهيل ايصال المساعدات ولتوحيد الجهود لانقاذ الصومال. إن ما يحدث يبكينا ويُدمي قلوبنا، وقد يكون هناك طبقات من الفقراء والكادحين في بلادنا يستحقون المعونة والزكاة، ولكن لا توجد مقارنة بين أوضاع هؤلاء وما يحدث في الصومال.. فما يجري هناك لا مثيل له، ولا وصف. إننا لا نريد أن ننشغل بالثورة والشأن الداخلي وننسي ما يجري لإخوة لنا.. والصومال دولة عربية مسلمة تحتاج إلي المساعدة ولا وقت للتردد أو الانتظار.