عبر كريم هلال - العضو المنتدب ببنك الاستثمار سي أي كابيتال عن تفاؤله في المدي البعيد بالنسبة للاقتصاد المصري والبورصة مشيرا إلي أن القضاء علي الفساد خطوة مهمة في طريق إعادة الثقة في الاقتصاد وقدرته علي النمو. وتوقع هلال تباطؤا في نشاط بنوك الاستثمار المصرية علي المدي القصير، ولحين استقرار الأوضاع واتضاح الرؤية خاصة أنه من المتوقع تراجع نشاط الاندماجات والاستحواذات بين الشركات في السوق المصرية نتيجة تراجع التوجه الاستثماري، والأمر سيختلف علي المدي البعيد نتيجة لتحسن مناخ الاستثمار متأثرا بالمناخ السياسي. * أثرت أحداث الثورة بشكل سلبي علي البورصة المصرية.. كيف تري الوضع مستقبلا؟ ** لا شك أن أحداث الثورة أثرت بشكل سلبي علي الأسواق المالية إلي جانب قطاعات أخري مهمة ورئيسية في مصر والدليل علي ذلك أن غلق البورصة أفقد مصر مليارات الدولارات علي مستوي الاستثمارات الدولية والمحلية.. إلا أن التفاؤل موجود حيث نتوقع أن يؤدي القضاء علي الفساد إلي تحسن كبير في الاقتصاد وبالتالي البورصة علي المدي الطويل وإن كان ذلك سيستغرق بعض الوقت لاستعادة الثقة من قبل المستثمرين مرة أخري أما علي المدي القصير فالسوق ستسير في اتجاه عرضي مائل للارتفاع مع استمرار ضعف التداولات، بسبب المخاوف الحالية واستمرار حالة الترقب الحذر لدي المتعاملين. * هناك جدل في الوقت الحالي حول مستقبل المجموعات المالية وبنوك الاستثمار الكبري.. فكيف تري ذلك؟ ** من المتوقع أن يتباطأ نشاط تلك المجموعات علي المدي القصير، لحين استقرار الأوضاع واتضاح الرؤية خاصة أنه من المنتظر انخفاض نشاط الاندماجات والاستحواذات بين الشركات في السوق المصرية نتيجة تراجع التوجه الاستثماري، والأمر سيختلف علي المدي البعيد نتيجة لتحسن مناخ الاستثمار متأثرا بالمناخ السياسي. * ماذا عن توقعاتك للاقتصاد المصري علي المدي البعيد والمتوسط؟ ** علي المدي المتوسط ستظل العوامل الأساسية الدافعة للنمو كما هي دون تغيير. فهناك ضرورة ملحة للسعي وراء تنفيذ خطة التنمية بصورة أسرع من ذي قبل أما علي المدي البعيد سيكون الوضع إيجابيا للغاية والمؤشرات كلها في صالح الاقتصاد المصري، وتدعمه في ذلك التدفقات الاستثمارية التي ستكون كبيرة بفضل تحسن مناخ الاستثمار بعد اتمام الإصلاح السياسي. الانفلات الأمني * كيف تري تأثير حالة الانفلات الأمني والتوترات السياسية حاليا علي البورصة المصرية؟ ** بالتأكيد حالة الانفلات الأمني التي نشهدها حاليا كان لها تأثير سلبي علي تعاملات البورصة المصرية خاصة وأن شرائح عديدة من المستثمرين فضلت الانتظار قبل اتخاذ أية قرارات شرائية لحين هدوء الأوضاع وانتهاء الأزمة فالبائع بالسوق يخشي البيع والمشتري خائف من ضخ أموال جديدة في ظل ضبابية الصورة. كذلك التعاملات تأثرت أيضا بالمخاوف التي تنتاب أسواق المال العالمية بعد التهديدات التي أعلنها تنظيم القاعدة كرد فعل لمقتل زعيمه أسامة بن لادن علي أيدي القوات الأمريكية مطلع الشهر الجاري إلا أنه تأثير مؤقت. * كيف تري التصريحات الأخيرة لرئيس مصلحة الضرائب المصرية بدراسة إمكانية فرض ضريبة علي الأموال الساخنة بالبورصة؟ ** المقترح تم رفضه في الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يتم رفضه مجدداً، لأنه يعد من عوامل الطرد للاستثمار فالإقدام علي فرض ضرائب علي الأسهم سيعرض السوق والاستثمار في البورصة لأضرار بالغة في ظل الظروف الراهنة، خاصة أن حجم التداول لا يتجاوز 500 مليون جنيه في المتوسط. * كيف تري تراجع السيولة الشديد الذي تشهده التداولات الحالية في البورصة المصرية؟ ** وضع السيولة في السوق في تراجع مستمر وهذا طبيعي جدا لأن مصر تعيش مرحلة انتقالية بعد ثورة 25 يناير وهناك مخاوف لدي المستثمرين الأجانب الذين خفضوا استثماراتهم في مصر إلي النصف. نتائج الأعمال * ماذا عن توقعاتك لنتائج أعمال الشركات المدرجة بالبورصة المصرية خلال الربع الأول من العام الحالي؟ ** هناك ثلاثة عوامل ستؤثر علي نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من العام الحالي، أولها الاضطرابات التي أعقبت ثورة 25 يناير، بسبب تجميد النشاط الاقتصادي خلال ما يقرب من 13 يوما، إلي جانب الاحتجاجات الفئوية التي أثرت علي سير العمليات الإنتاجية كما أن حالة الركود الاقتصادي التي خيمت علي أغلب القطاعات أثر علي معدلات النمو لمعظم الشركات، وإن اختلف التأثير من قطاع إلي آخر.