كان أمس الأحد يوما مشهودا في تاريخ القطاع المصرفي فقد شهد كما هائلا من الشائعات اختلطت بالحقائق وأصوات المحتجين به والمطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية ورفع رواتبهم علي الرغم من أن العاملين بالبنوك يعدون الأيسر حالاً والأعلي دخلاً في المجتمع. وكان المشهد العام هو وجود حالة لخبطة شديدة داخل القطاع المصرفي لم يستطع كثيرون فهمها أو التعامل معها بسهولة. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يراهن علي قيادة البنوك للاقتصاد المصري خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، فقد فوجئ الجميع أيضا بحدوث حالة من الاحتجاجات والاعتصامات الواسعة داخل القطاع المصرفي أمس وطالت الاحتجاجات بنوك القطاع العام والبنوك الخاصة علي حد سواء، وكانت بنوك الأهلي المصري ومصر القاهرة والاسكندرية والوطني للتنمية والتنمية الصناعية والعمال والمصرف المتحد وقناة السويس والمصرف العربي الدولي ومصر إيران للتنمية والتنمية والائتمان الزراعي الأكثر حظا في حركة الاعتصامات. وأدي هذا الوضع إلي حدوث تطورات خطيرة منها علي سبيل المثال تقدم طارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري ونائبيه هشام عكاشة وشريف علوي باستقالتهم من مناصبهم عقب حدوث خلافات مع بعض المحتجين. كما استقال أيضا أعضاء مجلس إدارة البنك الأهلي وعدد من كبار مدراء البنك احتجاجا علي أسلوب المحتجين في التعبير عن آرائهم، وكان موظفو "الأهلي" قد فوجئوا باستقالة عامر من خلال بريد اليكتروني أرسله إليهم، كما أرسل بنسخة من الاستقالة للبنك المركزي التي رفضها علي الفور مطالبا رئيس البنك الأهلي بالاستمرار في موقعه. كما أدت الاحتجاجات داخل القطاع المصرفي إلي حدوث مشادات بين الادارات العليا بالبنوك والمحتجين تطورت إلي محاولة الاشتباك بالأيدي، كما طالب المحتجون برحيل رؤساء بنوك وأعضاء منتدبين ومستشارين. وساهم في زيادة حدة المواجهات امتناع المحتجين عن أداء مهامهم الوظيفية وتلبية احتياجات المتعاملين مع البنوك وهو ما أدي إلي حدوث حالة شلل داخل المقار الرئيسية للبنوك خاصة الواقعة علي كورنيش النيل ووسط القاهرة. وعلي الفور تحرك البنك المركزي لاحتواء أزمة الاحتجاجات داخل القطاع المصرفي، حيث عقد د.فاروق العقدة محافظ البنك المركزي ونائبه هشام رامز اجتماعات مكثفة تم خلالها دراسة الموقف والاطلاع علي حالة كل بنك والإجراءات التي اتخذتها الادارات العليا بكل بنك للتعامل مع هذه الاحتجاجات، وفي نهاية الاجتماعات قرر البنك المركزي منح البنوك اجازة اليوم علي أن تعاود العمل يوم الاربعاء القادم، حيث إن يوم الثلاثاء هو اجازة رسمية بمناسبة أعياد المولد النبوي الشريف. كما رفض العقدة استقالة طارق عامر ومجلس إدارة البنك الأهلي وكلفهم بالاستمرار في مواقعهم وأداء دورهم. وقال محافظ البنك المركزي في تصريحات خاصة ل"العالم اليوم الأسبوعي" مساء أمس إن البنك المركزي لن يفرط في القيادات المصرفية المشهود لها بالكفاءة. وأكد أنه رفض استقالة عامر من منصبه وأن رئيس البنك الأهلي سيعود لمكتبه صباح بعد غد. وكانت شائعات قد ترددت مساء أمس الأول حول استقالة العقدة من منصبه وهو ما نفاه المحافظ بشكل قاطع، قائلا إن البنك المركزي يعمل لصالح هذا البلد وإنه الداعم الرئيسي للقطاع المصرفي وإنه ليس من المعقول اتخاذ مثل هذا القرار الخطير في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ البلاد.