علي غرار الأحداث السياسية في تونس والتي امتدت صباح أمس للشارع المصري الذي يحمل قدراً من المخاطرة السياسية المعروفة منذ فترة والمؤثرة علي أداء البورصة المصرية، تزايد تقدير المستثمرين بعد توارد أنباء عن تكرار السيناريو التونسي للقاهرة من جانب وتقرير كاذب لقناة "الجزيرة" الإخبارية من جانب آخر، وهو الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تفشي حالة ذعر جديدة لدي المستثمرين في البورصة التي شهدت عمليات بيع عنيفة شملت جميع قطاعات الأسهم ومن ثم ضغطت علي سهم "أوراسكوم تليكوم" والأنباء الإيجابية الخاصة بإتمام اندماج شركتها الأم "ويند الإيطالية" مع "فيمبلكوم"الروسية. بداية، قال محمد سعيد مدير إدارة البحوث بشركة "آي . دي . تي" للاستشارات الفنية إن جلسة معاملات الأمس بدأت علي صعود جيد علي غرار أنباء إيجابية بشأن صفقة اندماج "ويذر فيمبلكوم" ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال بعد توارد أنباء عن حدوث سيناريو مماثل لأحداث تونس الأسبوع الماضي لتشهد البورصة المصرية عمليات بيع هيستيرية شملت جميع قطاعات الأسهم الكبري والصغري في نفس الوقت، موضحا أن سهم "أوراسكوم تليكوم" لم يشهد سوي دقائق معدودة من الارتفاع في بداية الجلسة بعدها انضم لعمليات البيع التي سيطرت علي أداء السوق خلال منتصف تعاملات الأمس. كما أشار إلي أن ارتفاع قيم وأحجام التداولات خلال الجلسة نفسها والذي جاء متزامناً مع التراجع الحاد لمؤشرات البورصة دليل علي وجود حالة ذعر لدي المستثمرين في السوق المصرية خاصة الأجانب منهم، لافتا إلي أن ارتفاع قيم التداول أثناء الهبوط مؤشر سلبي علي السوق وجاءت نتيجة أخبار صفقة أوراسكوم تليكوم إلي جانب عمليات البيع المفاجئة من جانب المستثمرين بعد حالة الذعر التي انتباتهم. وفيما يتعلق بنفي الحكومة المصرية لتقرير أذاعته قناة "الجزيرة" الإخبارية صباح أمس عن اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الأعلي برئاسة السيد الرئيس محمد حسني مبارك لمواجهة أحداث محتملة للعنف بعد الأنباء التي ترددت حول تنظيم حملات احتجاجية يوم 25 يناير المقبل والتي خرجت عبر موقع "الفيس بوك" الاجتماعي والمحاولة الجادة للسيطرة علي الموقف، استبعد سعيد أن يكون له أي تأثير حول تخفيف حالة الذعر التي انتابت المستثمرين خاصة وأن رأس المال جبان ويبحث عن الاستقرار.. كما أن أية أنباء تهدد الأمن يكون لها مخلفات سلبية كبيرة علي السوق خاصة وأنها ليست السابقة الأولي علي حد قوله. وأضاف مدير إدارة البحوث بشركة "آي . دي . تي" أن التهديد سيظل مستمراً لحين تهدئة الأوضاع، مشيرا إلي أن السوق سوف يخضع لحالة ترقب من جانب المتعاملين حتي يوم 25 يناير المقبل. ورهن عودة صعود السوق لحين عودة الثقة للمستثمرين من خلال إظهار موقف الحكومة المصرية ومدي جديتها وقدرتها علي مواجهة هذا الخطر وحتي هذا الحين ستظل حالة الترقب لدي المستثمرين وهو الأمر الذي يدفع السوق للتحرك في إطار عرضي وسط استقرار تام لحركة أسعار معظم الأسهم دون تدخل أي قوي شرائية.